الأقباط متحدون - رسائل قصيرة مفتوحة..
أخر تحديث ٠٣:٢٨ | الثلاثاء ٣ يوليو ٢٠١٢ | ٢٦ بؤونة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨١٠ السنة السابعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

رسائل قصيرة مفتوحة..

 بقلم منير بشاى- لوس أنجلوس

 
أشعر أن الوقت ليس مناسبا لكتابة الرسائل المطولة، أو استخدام الكلمات المنمقة. خطورة الموقف وأمانة الكلمة وضيق الوقت يتطلب الدخول فى الموضوع مباشرة دون محاولة للتغطية أو التمويه أو التجميل. 

 هذه رسائل أتمنى أن تصل لأصحابها، وان لم تصل لهم، فعلى الأقل أرجو أن تكون بالنسبة لنا وسيلة للتلامس مع الواقع الذى وصلنا اليه والذى قد يختلف كثيرا عن ما كنا نتصور اننا سنصل اليه بعد نحو عام ونصف من قيام الثورة.
 
الى الرئيس السابق محمد حسنى مبارك
 
متأسفين يا ريس! لقد حذرتنا مرارا عندما قلت لنا "أنا أو الفوضى، أنا أو الأخوان" ولكننا لم ننصت لك أو نصدقك فكانت النتيجة تماما كما قلت.  وعندما قررنا خلعك حصدنا على الأخوان والفوضى معا.  ومع كل عيوب حكمك كنا نحس بشىء من الاستقرار فى عهدك الذى افتقدناه الآن حيث أصبحنا لا نعلم ماذا سيأتى به الغد.  ولكن دعنى أكون صريحا أن سياستك فى الفترة الأخيرة من حكمك هى التى عجلت بما نحن فيه وقد كنت أنت أول ضحاياها.  ثقتك العمياء فى حاشيتك ومنهم أسرتك واقربائك واصدقائك المقربين حولت مصر الى هدف للناهبين.  الفساد فى الحكم من تزوير ورشوة ومحسوبية كان السمة الغالبة فى كل مؤسسات الدولة.  وزير داخليتك حبيب العادلى لا يعرف الحب او العدل وكان يتصرف مثل رئيس عصابة.  ولا ننسى كأقباط الارهاب الذى تعرضنا له فى مذبحة كنيسة القديسين وغيرها والدلائل كلها تشير الى ضلوعه فيها كجزء من ألاعيب السياسة التى اشتهر بها.  أشعر بالحزن لنهايتك ولكن كان يمكنك تجنبها باقرار العدل واحترام الحريات والالتفات الى البلد دون تركها تنحدر الى هذا المستوى المتردى الذى ساعد على تفجير الثورة التى أطاحت بك.
 
الى رئيس مجلس الشعب المنحل الدكتور محمد سعد الكتاتنى
 
  ربما تكون أستاذا جامعيا كفءا فى تخصصك ولكن أداؤك فى مجلس الشعب كان متدنيا للغاية. كان يجب ان تفهم أن هذا ليس مجالك وتعطى العيش لخبازه.  واحقاقا للحق فان اللوم لا يقع عليك وحدك بل وأيضا على مجلس يتكون ثلاثة أرباعه من ذوى اللحى وذوات الطرح.  هذا المجلس الذى أهمل مشاكل مصر المصيرية (ربما لأنه لم يفهمها) والتفت الى مسائل يعتقد انها هامة مثل إلغاء اللغة الانجليزية من مناهج التعليم، وتخفيض سن الزواج للبنات الى سن 12 سنة، وإلغاء القانون الذى يحظر ختان الأناث، ومناقشة قانون لإباحة مضاجعة الوداع للزوجة الميتة، واعطاء الزوج حق ضرب الزوجة دون مساءلة.  ألخ. ثم ظهرت محاولة المجلس الاستئثار بالسلطة واقصاء الآخر بالاستفراد بكتابة الدستور دون بقية فصائل الشعب والذى يدل على جهل بطبيعة صياغة الدستور وهو ما رفضته المحكمة الدستورية العليا، ولكن المصيبة انهم لم يتعلموا الدرس وفى محاولة تصحيح الخطأ وقعوا فى تكرار نفس الخطأ.  ولكن المشكلة التى قصمت ظهر البعير وأدت الى اسدال الستار على المجلس كانت المخالفات التى تمت فى عملية انتخاب المجلس والتى دعت المحكمة الدستورية العليا الى حل المجلس كله. والدرس المستفاد ان سياسة "التكويش" على كل شىء قد تؤدى الى ضياع  كل شىء.
 
الى المرشح غير الفائز فى انتخابات الرئاسة الفريق أحمد شفيق
 
 لقد كنت انسانا مهذب محترما فى كل تاريخك واثناء حملتك الانتخابية وأظهرت صدق معدنك فى قبولك قرار اللجنة العليا للانتخابات واضعا خير الوطن فوق أى اعتبارات شخصية.  مصر هى التى خسرتك.  ولكنك انت قد نجوت من مشاكل محققة وأنقذت مصر من احتمالات دمار ودماء ومزيد من القلاقل من الذين قرروا انهم لن يقبلوا الهزيمة وهددوا بحرق مصر ان لم ينالوا مآربهم.  ننتظر منك ان تستمر فى كفاحك بين صفوف الشعب لتفوت الفرصة على من يريدون الرجوع بمصر 1400 سنة للوراء.
 
الى الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى
 
  لا أحتاج ان أقول لك انك لم تكن اختيارى المفضل.  وأيضا لم تكن اختيار أكثر من 48% من المسجلين للانتخاب وهم مجرد جزء من الشعب المصرى.  ولكنك انت الذى تم الاعلان على انك الفائز.  من أجل ذلك فنحن نعطيك كل الاحترام والتقدير مع أطيب التمنيات بالنجاح.  ولكن لا أخفى عليك اننى لا أحسدك على هذا المنصب.  لقد استلمت بلدا على حافة الافلاس وعليك ان تنتشله من السقوط.  أمامك مشكلات فى كل مناحى الحياة: الاقتصاد، الاسكان، التعليم، الصحة، المواصلات، الأمن، السياحة، العلاقات الدولية والصراعات الداخلية وغيره وغيره.  وانت عليك ان تحل هذه المشاكل كلها.  ولكن أخطر ما نخشاه فى حكمك علاقتك بجماعة الأخوان.  نخشى ان يكون مكتب ارشاد الجماعة هو الحاكم الحقيقى من وراء الستار.  كما نخشى أى محاولة لتغيير وجه مصر الحضارى.  نحذر من المساس باسم مصر الذى هو عزيز علينا جميعا، ونحذر من التلاعب بحدودها وأراضيها تحت أى مسمى.  ونحذر من تغيير طبيعة التسامح الدينى الذى يجمع أبناء الوطن الواحد سواء بتغيير بنود الدستور أو بث التعصب فى المجتمع.  مصر لها طابعها المميز الذى يجب الحفاظ عليه.
 
الى الشعب المصرى كله 
 
 لا شك أننا كمصريين نعيش فترة قلقة من تاريخ مصر.  ولا أريد أن أغش نفسى أو أغشكم فى محاولة طمأنة غير واقعية.  الجو معكر ومشحون بالاحتمالات الغير مضمونة.  ولكن ما يخفف من هذا القلق الايمان بوجود اله فى السماء يراقب ويدير دفة الكون حسب مشيئته.  ولكن هذا لا يعفينا كبشر من مسئوليتنا فى ان نقوم بواجبنا لبناء مصر الجديدة على أسس عصرية كما فعلت الكثير من الدول غيرنا ونجحت.  علينا ان نعى دروس الماضى حتى لا نكرر نفس الأخطاء فى يدنا الآليات التى نستطيع بها ان نؤثر على مجرى الأمور.  أهم هذه هو صندوق الانتخاب.  فدعنا نكون مشاركين فى العمل السياسى كفاعلين وليس مفعولا بهم.  وفى النهاية لدينا دائما ميدان التحرير للاحتجاج اذا لزم الأمر.  ولكن أتمنى أن نركز على العمل الجاد لبناء مصر ولا يكون هناك احتياج الى الاعتصامات فى الفترة القادمة.
 
Mounir.bishay@sbcglobal.net

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter