الأقباط متحدون - عزيزي الميدان ،، إلى أين تأخذنا ؟
أخر تحديث ١٣:٥٠ | الثلاثاء ٣ يوليو ٢٠١٢ | ٢٦ بؤونة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨١٠ السنة السابعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

عزيزي الميدان ،، إلى أين تأخذنا ؟

 بقلم: جون ألفي

 
أكتب هذه السطور ورئيس مصر المنتخب يقسم اليمين الدستورية امام المحكمة الدستورية، بينما ميدان التحرير يعج بالمتظاهرين لرفض اداء اليمين بالمحكمة الدستورية ورفض الاعلان الدستوري المكمل .
 
ميدان التحرير ،،،، بدايته كانت دعم المطالب الشرعية للشعب المقهور ، فنادي ميدان التحرير بالعيش والحرية والعدالة والكرامة وهنا التف الشعب كله ولو من خلال الشاشات علي قلب نداء الثوار وقتها وقد كان وتحقق مطلب الشعب ونزع رأس النظام ، ومن وقتها اصبح الميدان هو اعلان حالة ومطالب وصوت عالي للشعب المصري.
 
ولكن ،،، انتهاءا بما يطالب به الميدان الان فهل مازال التحرير ينادي بالمشروع من المطالب ؟؟ ام ان الميدان يريد تفعيل دولة الميدان الذي يطلب فيطاع ؟؟ ام ان الميدان في وادي وما يتحقق وادي اخر بعيد عنه تماماً ؟؟ ام ان الميدان فقد قوة تأثيره اصلا واصبح ميدان " خلوهم يتسلوا ! " ؟؟ 
 
ميدان التحرير انتفض عند فض اعتصام المتظاهرين في مارس ٢٠١١ بعد الاعلان عن جريمة كشوف العذرية ،، وتعالت الأصوات المعارضة والصرخات الناقده ،، ومر الوقت ،، وذهب المتظاهرين ،، وحكم القضاء العسكري ببراءة الضابط المتهم
 
انتفض التحرير للمطالبة بمجلس شعب منتخب يمثل شرعية معترف بها حتي كتابة الدستور وانتخاب الرئيس ،، وأجريت الانتخابات ،، ومر الوقت ،،، وحكم بحل مجلس الشعب 
 
انتفض التحرير علي بكرة ابيه لأحداث محمد محمود الدامية مطالبا بسقوط حكم العسكر وتسليم السلطه حالا وعزل وزير الداخليه ،،، ومر الوقت،، واستمر العسكر بل والوزير أيضاً 
 
انتفض الميدان وقت فض اعتصام التحرير في ديسمبر وما تبعه من سحل المنقبات وجرجرة الشابات وركل الشباب ،، ويسقط حكم العسكر ،، ومر الوقت ،، وبقي العسكر أيضاً ولا تغيير .
 
ومن قبلها انتفض الميدان لأحداث ماسبيرو  ولا تغيير بل وبراءة كل المجندين 
 
وغيره وغيره مرورا بذكري الثورة ولا تغيير
 
الا ان ميدان التحرير تحول من ميدان قليل التأثير في الآونة الاخيرة الي ميدان حسب الطلب ، فالميدان نادي بالاعتراض علي حكم المؤبد علي المخلوع ذو الخمس وثمانين سنه ( مطلب غير إنساني ، يتنافي مع طبيعتنا المتسامحة والعاطفية ) وان كنت لا احب مبارك ولكنني انسان ! 
 
وطالب الميدان بإقرار قانون العزل السياسي ( بالعافية ) الذي اقل ما نطلق علية انه مهزلة تشريعية بكل المقاييس شرعها هواة بالعاطفة وليس أساتذة بالقانون 
 
وأصر الميدان الذي يتغني بمرسي رئيساً وبالديمقراطية  علي ان تلغي الانتخابات الرئاسية ويشكل مجلس رئاسي ،، ولا مجيب 
 
وكالعادة تفنن السياسيون النخبويون العظماء في مصر في عدم الاتفاق علي الشيخه تأسيسية الدستور ولم يتفقوا بقيادة التيار الاسلامي السياسي وهنا أشير ان خطأ عدم التوافق ليس من ذنب العسكري الذي اضطر لإصدار الاعلان الدستوري المكمل ، لكن الميدان لا يعترف بهذا ويطالب بإلغاء الاعلان المكمل ، فيما معناه لن نتوافق لكتابة دستور ولن نرضي بإعلان مكمل .
 
واتوقف هنا قليلا امام مطالب الميدان التي تطرح علينا خيارات ولأول مره نسمع عنها في العصر الحديث ، فالميدان يطالب بعدم الاعتراف بحكم الدستورية القاضي بحل مجلس الشعب ، مع ان عدم دستورية المجلس بسبب خطأ التيارات السياسية وليس خطأ المحكمة الدستورية ولا المجلس العسكري 
 
وينادي الميدان في وقت نلتمس فيه خطانا لدوله عصرية حديثه ديموقراطية ان يلغي الاعلان الدستوري ويعود مجلس الشعب بل وان يؤدي الرئيس اليمين امام الشعب في الميدان.
 
وهنا اقول ،، ميدان التحرير وان كان جغرافيا اصبح قلب مصر النابض بصوت الشعب وإرادته فهو أيضاً معنويا الملهم للشعوب التي تنشد الحريه والعدل والمساواة ، ولكن ومليون خط تحت تلك اللكن، لا يجب ان يكون الميدان منبرا للمنتفعين والفئويين ، ولا يجب ان ينادي بعدم احترام القضاء والقانون الذي من غيره سنصبح دولة الأهواء والأمزجة والذراع القويه الغالبة .
 
وأصدق القول ان خيوط اللعبة بيد العسكري وتأكيدا لذلك انه بالرغم من الاعتصام الحالي قام مرسي بحلف اليمين الرئاسية كما أراد العسكري وبالرغم من مناداة الميدان بمحاسبة العسكري عن أخطائه السياسية خرج علينا الرئيس بوجوب تكريم قادته العسكريين والاحتفال بهم ، وان كان الميدان ينادي برجوع مجلس الشعب معتديا علي حكم دستوري وان استجاب له مرسي فاقتراحي هنا ان يستريح القضاه الأجلاء كثير من الوقت .
 
عزيزي الميدان ،، انا وروحي وأرواح المصريين جزء لا ينفصل عنك ولكن ان كنت تعلي صوت المتظاهرين علي صوت القانون فانت هنا قد ضللت طريق الحق والي الباطل اتخذت إليك سبيلا.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter