شهدت شوارع "السويس"، ظهر اليوم الثلاثاء، جنازة شعبية مهيبة اختلطت فيها صرخات النساء بدموع الأهالي ومشاعر الحزن والألم بالغضب العارم تجاه مرتكبي حادث قتل طالب الهندسة على أيدي ثلاثة ملتحين يرتدون جلاليب بيضاء، قاموا بطعنه بآلة حادة، ليلقى مصرعه متأثرًا بجراحه، وسط حزن شديد من أسرته وأصدقائه وجيرانه وكل أهالي "السويس".
وفي مشهد جنائزي مهيب، خرج أهالي "السويس" لتوديع فقيدهم "أحمد حسين عيد" (20 عامًا، طالب في الفرقة الثالثة بكلية الهندسة)، وانطلق الموكب يحمل جثمان الفقيد من حي "البراجيلي"، وهو محل سكن ضحية الغدر، والطواف به من أمام مسكنه إلى شارع المدينة المنورة، ثم شارع صدقي، ثم ميدان الأربعين، وحمل عدد كبير من أهل الفقيد وأصدقائه وشباب "السويس" صوره، وسط هتافات: "لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله"، وبعد أن أقيمت صلاة الجنازة بمسجد الأربعين تم دفنه بالمدافن القديمة.
وقال والد المرحوم "أحمد" والدموع تتساقط من عينيه وتأخده نوبات بكاء شديد، إن نجله كان متفوقًا في كلية الهندسة، ونتيجته ستظهر خلال أيام، وكان محبوبًا من جميع أصدقائه، ومعروفًا بعلاقاته الطيبة مع جيرانه وأهله، إلا أن يد الغدر اغتالته ليخلف بعده أمًا ثكلى.
ولم تستطع والدة الفقيد أن تنطق وهي دائمة البكاء إلا بكلمات "حسبي الله ونعم الوكيل"، فيما أكد والده أنه لن يقبل العزاء حتى تظهر نتيجة التحقيقات ويتم القبض على الجناه مرتكبي الحادث، مشيرًا إلى أنه في حالة عدم أخذ حق ابنه بالقانون سيعرف هو كيف يأخذه.
وقال "هاشم محمد"- صديق الفقيد- "رحل أحمد عنا في لحظة غدر، دون ذنب ارتكبة أو فاحشة يُعاقب عليها"، مستنكرًا حادث الاعتداء عليه من قبل قتلة لا يعرفون الرحمة، مطالبًا بسرعة القبض عليهم، والقصاص لدماء صديقه.
وأوضح "سيد أحمد"- جار الفقيد- أنه كان مثالًا للأخلاق الطيبة ومن أفضل شباب المنطقة التي يسكن بها، ومعروف عنه الجدية.
يُذكر أن الفقيد كان في طريقه لتوصيل خطيبته إلى منزلها بـ"السويس" من أمام منطقة الكورنيش وسينما "رنيسانس"، أمس الاثنين، واستوقفهما ثلاثة أشخاص ملتحين مجهولين يستقلون دراجة بخارية ويرتدون جلاليب بيضاء قصيرة، قاموا بسؤالهما عن سبب وجودهما بالمنطقة وعلاقتهما ببعضهما، وحدثت مشادات بينهم تطورت إلى قيام أحدهم بطعنه بسلاح أبيض من أسفل ساقه إلى أعلى الفخذ بالساق اليمنى، مما أدى إلى قطع شريان، وفروا هاربين، وظل المجني عليه ينزف دون أن يحاول أحد إنقاذه حتى تم نقله إلى مستشفى التأمين الصحي. ونظرًا لخطورة حالته، تم نقله إلى مستشفى جامعة "قناة السويس" بـ"الإسماعيلية"، واستمر في غرفة العناية المركزة، وساءت حالته الصحية حتى لفظ أنفاسه الأخيرة داخل المستشفى.