تفاقمت حدة المعركة بين كل من حملة حمدين صباحى وبين شباب جماعة الاخوان المسلمون إثر قيام «صباحى» بتشكيل التيار الثالث مع رجل الاعمال نجيب ساويرس،
بهدف توحيد صفوفها في جبهة وطنية مدنية، استعدادًا لما تصفه بــمعركة الدستور، وخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة بقوائم موحدة، فيما يبدو أنها محاولة لمواجهة الدور السياسي المتزايد لجماعة الإخوان المسلمون.
ووصفت حملة حمدين ما يحدث بأنه استمرار لحملة تشويه وتضليل ممنهجة ضد حمدين صباحى ، تتشارك وتتشابك فيها مصالح من يخشون شعبيته.
وقالت الحملة ان تفسير موقف «صباحى» برفض تأييد أحد المرشحين فى جولة اعادة الانتخابات الرئاسية بأنه صفقة مع المرشح الآخر وأشاعوا أنه عقدت جلسات ولقاءات بينهم وتم الاتفاق على توزيع المناصب ، رغم أن توصيف حمدين للأمر كان واضحا لا لبس فيه بأن مصر دفعت لخيارين كليهما مر وأن جولة الاعادة كانت تفرض على الشعب خوفين إما إعادة النظام المخلوع الى الحكم أو فرض سيطرة التيار الواحد على سلطات الدولة ، وكان واضحا أيضا فى توصيفه لدعم المرشح الذى ادعوا انه عقد اتفاقا ما معه بأن مجرد تأييد هذا المرشح الملوث بدماء الشهداء هو جريمة وطنية وأخلاقية .
وأكدت الحملة أنه عندما أعلن الرئيس المنتخب توجهنا له بالتهنئة واحترمنا نتائج الانتخابات رغم شكوكنا فيها ودلائلنا التى تقدمنا بها فى انتهاكات ووقائع محددة ، واستنكرت أنه رغم أن «صباحى» كان من أول المهنئين والمؤكدين على مساندة الرئيس المنتخب إذا أصاب ومراقبته بالمرصاد إذا أخطأ الا أن الحملة استمرت ، لأن دافعها الحقيقى كان علمهم أن القضية بالنسبة لنا لم تكن انتخابات نحصل بها على موقع أو سلطة وإنما اختيار شعبى خضعنا له لاستكمال ثورتنا لا التمسح فيها ولا محاولة تنصيب أنفسنا قادة لها كما يفعل البعض ، فنحن كنا ومازلنا نؤمن بأن الشعب هو القائد والمعلم وأنه قائد هذه الثورة وهو من حدد أهدافها بالحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية والاستقلال الوطنى ، وهى الأهداف التى ناضلنا وسنبقى نناضل من أجلها .
واستنكرت الحملة محاولات تشويه سعي المرشح الرئاسى السابق لوحدة القوى المدنية والثورية ، بإقحام أسماء لم تكن طرفا فى تلك المحاولات ، وإبراز أسماء أخرى بعينها دون الأخرى ، رغم أن تلك المحاولات شملت جميع القوى المدنية والوطنية بأحزابها وحركاتها ورموزها دون اقصاء أو استبعاد لأحد بعكس ما يمارسه أصحاب تلك الحملات من محاولات هيمنة وانفراد .
ووصفت حملة حمدين صباحى ما يحدث معهم أنه انتقال لبعد جديد وبدأوا فى استخدام أدواتهم التنظيمية الخارجية وكلفوا قياداتهم فى أقطار عربية ببدء ترويج اتهامات جديدة من نوع تمويل دول ومنظمات لحملتنا التى كانت أحد مصادر فخرنا بها أنها الحملة الأفقر والأكثر شعبية .
وقالت انه منذ بدء الانتخابات ، واجه حمدين صباحى من قبل بعض الشائعات المماثلة بتمويل أنظمة عربية له ، لم ينجح أحد يوما فى الارتقاء بها لمستوى الاتهامات ولم يقدموا دليلا واحدا عليها ، وكان رده الواضح هو: «لم يدعمنى أى نظام عربى أو دولى ، وأتحدى أن يقدم أى مروج لهذه الشائعات ما يدل على غير ذلك ، ومن يمتلك شيئاً ضدى أرحب بأن يتقدم به للجهات المختصة للتحقيق .. لم يغرنى أبدا ذهب المعز ولم يرهبنى سيفه» .
وأعربت الحملة أن حمدين صباحى تقدم ببلاغ ضد نفسه عندما ثارت شائعات مماثلة حول استخدامه لسلطته البرلمانية وقت أن كان نائبا عن الشعب فى توزيع أراض على معارفه ، وكان اقرار جهاز الكسب غير المشروع أن «ذمة حمدين صباحى المالية لا يرقى إليها شك» .. وكان صباحى هو أول من تقدم باقرار ذمة مالية معلنا فيه عن كل ممتلكاته ومصادرها بل وممتلكات أسرته بالتفصيل ، وهو ما لم يضاهه فيه أى مرشح آخر ممن تقدموا للانتخابات الأخيرة .
وأضافت الحملة انها عملت على مدار أكثر من عامين لم تنفق خلالهما نصف ما أنفقه الآخرون بمن فيهم من يروجون تلك الشائعات ضدنا ، فلم نوزع زيت أو سكر ، ولم نقدم رشاوى للمواطنين لا فى جمع التوكيلات ولا فى التصويت فى الانتخابات ، وكنا أول من تقدم بكشف حساب كامل بكل ما تلقيناه من تبرعات وكل ما أنفقناه فى حملتنا للجنة العليا للانتخابات وفقا للقانون ، بل وأضفنا له ما علمناه من انفاق آخرين شكلوا الجزء الأهم فى حملتنا الشعبية رغم أنه لم يصل لأيدينا ولم نوجه انفاقه .
ربما لا يعرف كثيرون أن حملتنا تلقت فى حسابها الرسمى الذى قامت بتخصيصه فى أحد البنوك وفقا لقانون الانتخابات الرئاسية خلال 19 يوما فقط أكثر من مليون جنيه مصرى ، من عدد يزيد على 500 مواطن مصرى شريف ومن خلال أكثر من 450 فرعاً للبنك الذى تم فتح الحساب لديه .. وأن 49 % من هؤلاء المتبرعين الشرفاء تبرعوا بمبالغ أقل من 100 جنيه مصرى فى اشارة واضحة للمستوى الاجتماعى لمن دعمونا .. وربما لا يعرف كثيرون أيضا أننا تلقينا أكثر من 26 ألف تبرع من المواطنين المصريين عبر خدمة التبرع برسائل المحمول القصيرة .. وربما لا يعرف كثيرون كذلك أن غالبية وسائل الدعاية – الأقل كثافة وانتشارا مقارنة بكل المرشحين الرئيسيين الذين نافسوا حمدين صباحى فى الانتخابات – كان الفضل فى تمويلها ونشرها لجهود ذاتية من شباب وفتيات ورجال ونساء هذا الوطن قاموا بها من أنفسهم وبعيدا عن الحملة الرسمية ، عندما آمنوا بمشروعنا .
واضافت حملة «صباحى» ان استمرار جماعة الاخوان فى التشويه والتضليل، تؤكد لنا يوما بعد الآخر مدى قلقهم من معارضتنا وشعبيتنا، و تؤكد لنا أن ما نسعى له من تأسيس تيار شعبى منظم يمثل أشواق المصريين الحقيقية فى التغيير ويحقق لهم أحلام الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية والاستقلال الوطنى ، هو الطريق الصحيح الذى بدأنا فيه ولن نتراجع عنه مهما سبب لأى ساع للاستبداد والهيمنة والانفراد من قلق وخوف .