اليوم السابع :تحقيق نادر شكرى
| الخميس ٥ يوليو ٢٠١٢ -
٠٣:
٠٩ م +02:00 EET
أثار إعلان نشطاء أقباط عن تأسيس "جماعة الإخوان المسيحيين "على غرار" جماعة الإخوان المسلمين، وإنشاء فروع لها بداخل وخارج مصر ردود فعل متباينة، جاء أغلبها رافضا للفكرة باعتبارها خطوة لتفتيت وحدة الوطن على أساس طائفى، وأن الأغلبية تطالب بحل جماعة الإخوان المسلمين، وليس من المقبول إنشاء جماعة موازية مسيحية حتى وإن كان هدفها "النضال السلمى".
بداية رفض مدحت قلادة، رئيس اتحاد منظمات أقباط أوروبا هذه الفكرة وقال: إنها ستؤدى لتقسيم المجتمع على أساس طائفى، وأنه فى الوقت الذى يرفض فيه الجميع جماعة الإخوان المسلمين ويطالبون فيه بحلها، لا يقبل ظهور جماعة على أساس مسيحى، لأنه يفترض بعد وصول التيار الدينى إلى الحكم إنشاء تيار مدنى قادر على التصدى له مثل التيار الثالث الذى ظهر مؤخرا، مشيرا إلى أنه لا يوجد أى من أعضاء المنظمات الأوربية انضم لهذه الجماعة.
وقال هانى بهنا، عضو التحالف القبطى، إن هذه الفكرة مرفوضة تماما، وستؤدى لزيادة التصادم وتكريس الطائفية، ويدفع بالأقباط للخروج من الإطار المدنى الذى يطالب به الجميع إلى إطار طائفى سيمثل تقسيما للمواطنة فى ظل تصاعد التيارات الدينية المتشددة.
وأضاف أن قضايا الأقباط لن تحل إلا بمشاركة شركاء الوطن من المسلمين من خلال الطرق الشرعية المدنية لاسيما أن الكثير من الأقباط انخرطوا فى الحياة السياسية والأحزاب ولديهم من حركات مدنية كثيرة، وهذا هو الطريق لمواجهة صعود التيار الدينى.
من جانبه قال رمسيس رؤوف النجار، محامى الكنيسة، إن قانون الجمعيات الأهلية لا يمنع إقامة وإنشاء جمعية دينية شريطة أن يكون عملها النشاط الاجتماعى وليس السياسى، وهذه الجمعيات تكون مراقبة من وزارة التضامن الاجتماعى، ويتم مراقبة تمويلاتهم، وهناك الكثير من الجمعيات الإسلامية والمسيحية المرخصة فى هذا الإطار، ولكن لا يخرج نشاطها إلى العمل السياسى فهذا يحظر عليها.
ورفض جون طلعت، الناشط الحقوقى، فكرة إنشاء الجماعة، لأنها ستؤدى إلى أزمة حقيقة ومناورات مع الإخوان المسلمين، وسوف تقسم المجتمع إلى جماعات وربما يتحول إلى عنف، مشيرا إلى أن الدولة المصرية تمر بأزمة بعد تعظم دور التيارات الدينية وغياب دولة القانون لاسيما بعد وصول مرسى للرئاسة مما أعطى دافعا للتيارات.
وقال فادى يوسف، منسق ائتلاف أقباط مصر "نرفض تماما أن يكون هناك تشابه لفكر نحن فى الأساس نهاجمه وليس من القوة أن تشكل جبهة منافسة أو شبيهة فى الاسم لجبهه تيار دينى آخر، نحن بذلك نضع أنفسنا فى مواجهات غير محسوبة وربما تدخلنا فى صراع كل نتائجه سلبية ليس فقط على الأقباط بل على المجتمع، وأرى أن هؤلاء الأشخاص الذين يسعون لتكوين جبهة مضادة للإخوان، ويتخذون من اسمها عنوانا لحركتهم أن يكفوا عن العبث والأفكار الصبيانية وأقول لهم "إنكم غير عقلانيين أو تبحثون عن الشهرة والصيت المزيف فرقعة إعلامية ستأخذ من الوقت والاستهزاء زمنا لن تجدوه من يدعمكم لأنه فكر خاطئ وغير مثمر للقضية القبطية.
ويرى نبيل نجيب، المنسق الإعلامى للهيئة الإنجيلية القبطية، أن إنشاء هذه الجماعة سيؤدى إلى زيادة الاحتقان والدولة تتحمل المسئولية، لأنها سمحت من البداية تأسيس أحزاب على أساس دينى، مما أدى لتفتيت المجتمع، مشيرا إلى أن مبادئ المسيحية تقوم على الحب والتسامح وليس المناظرة وفكرة الجماعة واسمها غير مقبول، لأن الكثير سيتصور أنها جماعة عنف ستدخل المجتمع فى احتقان جديد.
ويوافق كمال عبد النور، رئيس منظمة أقباط النمسا على هذه الفكرة، وقال إن الأقباط لهم الحق فى هذا مثل الإخوان المسلمين، طالما أن عملهم سيتركز على النضال اللاعنفى وأبدى استياءه لمهاجمة أى عمل قبطى من أجل حقوق الأقباط، فى الوقت الذى يتجاهل فيه الجميع أعمال مماثلة من الجانب الآخر تضر بالمجتمع مثل جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وجماعة الإخوان المسلمين التى قسمت المجتمع واستغلت الدين فى زيادة الاحتقان دون اتخاذ أى إجراء ضده.
ويقول ميشيل فهمى، الأب الروحى للجماعة، إن هذه الجماعة يقوم عملها على النشاط الاجتماعى والتوعية والعمل السياسى لرد حقوق الأقباط، وقال إنه يتعجب من الهجوم عليه، وهناك جماعة الإخوان المسلمين تمارس عملها ونشاطها دون أى اعتراض، مؤكدا أن الجماعة نضال لا عنفى لا تسعى للسلطة، ولكن تسعى للتوعية والدفاع عن الحقوق المشروعة للأقباط، من جانبها رفضت الكنائس المصرية هذه الفكرة ووصفتها بدعوة تفتيت المجتمع وزيادة الاحتقان ودعت الأقباط لعدم الانضمام لها والعمل فى إطار الأحزاب السياسة والحركات المشروعة.
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.