كتب – روماني صبري
وجه الأنبا نيقولا أنطونيو، المتحدث الرسمي للروم الأرثوذكس في مصر وسائر إفريقيا، رسالة رعوية حملت عنوان " قصة كعكة الـ Βασιλόπιτα Vasilopita)) التي يحتفل بها في كنيستنا الأرثوذكسية يوم رأس السنة"، وجاء في الرسالة.
الكلمة اليونانية Βασιλόπιτα مشتقة من اسم القديس فاسيليوس الكبير، وتترجم باسم "حلو خبز فاسيلي" وبالعربية تسمى "رأس فاسيلي"؛ لأن عيد القديس باسيليوس يُحتفل به في رأس السنة.
إن تقليد تبريك كعكة الـ Vasilopita وتقطيها وتوزيعها على الشعب في الكنيسة هو واحد من التقاليد أكثر جمالا وملهمة للكنيسة الأرثوذكسية. أصل هذا التقليد بدء في كابادوكيا قيصرية في النصف الأخير من القرن الرابع عندما القديس باسيليوس الكبير كان أسقفا. فقد أراد توزيع الأموال على الفقراء في أبرشيته مع الحفاظ على كرامتهم حتى لا تبدو وكأنها صدقة، فكلف بعض النساء لخبز الخبز المُحلى، ورتب أن توضع عملات ذهبية فيه ويوزع على فقراء أبرشيته. وهكذا فإن الأسر عند قطعها الخبز لتغذية نفسها، كانت مفاجأة سارة لهم باللعثور على النقود الذهبية.
خصصت الكنيسة التعيد للقديس باسيليوس تذكارًا له في يوم 1 يناير، بداية العام الجديد، احترام للعديد من إسهاماته في كنيسة وللبشرية بشكل عام، جنبا إلى جنب مع الفرح والسعادة بالسنة الجديدة. وقد أدخلت الكنيسة الأرثوذكسية الاحتفال بالـ Vasilopitta تذكارًا لما فعله لمساعدة الفقراء ولتذكير شعب الكنيسة أن بمساعدة الفقراء في العام الجديد، لهذا لا يزال حتى اليوم يوضع داخل الـVasilopita عملة نقود معدنية.
تصنع كعكة الـVasilopita من الدقيق والماء والسكر والبيض ويضاف إلى العجين توابل حلوة، كالقرفة، التي ترمز إلى حلاوة وبهجة الحياة الأبدية. كما ترمز أيضا عن الأمل في أن تكون السنة الجديدة مليئة بحلاوة الحياة والحرية والصحة والسعادة لجميع الذين يشاركون في الاحتفال بالـ Vasilopita.
جرى التقليد على مباركة الكعكة من قبل الاسقف (او الكاهن) قبل تقطيعها إلى قطع، ويتم توزيعها كما يلي: يتم قطع الجزء الأول منها هو لذكرى ربنا ومخلصنا يسوع المسيح. والثاني هو لمريم العذراء. والثالث هو للقديس باسيليوس الكبير، ثم جزء لرئيس الأساقفة (إن كان حاضرًا) وجزء لكل كاهن وباقي الكعكة يقطع ويوزع على المؤمنين في الكنيسة.
أما إن كان في المنازل فتقطع الكعكة وتوزع بدءا من أكبر أفراد الأسرة، ويمكن أيضا أن تقطع أجزاء للكنيسة، والمنزل، والمسافر والزائر والفقراء. ويعتبر الفرد الذي يحصل على جزء من الـVasilopita الذي يحتوي على العملة أن العام الجديد سيكون عامًا مبارك له. وهذا الاحتفال لا يزال يُمارس كثيرا في المنازل الأرثوذكسية حتى اليوم كل عام.