كتب – روماني صبري
أبدى المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس، استيائه لاتساع رقعة الجرائم واستخدام السلاح والقتل في الداخل الفلسطيني.
وقال حنا في تصريحات :
قد بتنا نسمع وبشكل دائم ومستمر عن جرائم قتل وتصفية حسابات في اكثر من مدينة وبلدة في الداخل الفلسطيني، يحق لنا ان نتساءل مع المتساءلين لماذا اتسعت رقعة العنف وجرائم القتل بهذا الشكل الدراماتيكي في مناطق ال48 ؟! ، ولماذا نرى هذا الانتشار الواسع للسلاح في كل مكان ولماذا هنالك اتساع في رقعة ثقافة الانتقام ولأبسط ولأتفه الأسباب؟! .
ان اولئك الذين يعملون على اغراق مجتمعنا الفلسطيني في الجريمة انما هدفهم هو حرف بوصلتنا والهائنا عن قضايانا الاساسية والكبرى والتي يجب ان يهتم بها الكثيرون ولكن لا يمكننا ان نتجاهل وجود خلل واضح في مسألة التربية والتعليم فهنالك ابناء لنا ومنذ صغرهم يُلقنون ثقافة الانتقام والكراهية وعندهم جنوح للعنف بكافة اشكاله والوانه ، اعتقد بأن المشكلة تربوية بالدرجة الاولى ويجب ان تُبذل جهود اكبر في حقل التربية والتعليم بدء من المنازل والمدارس ودور العبادة لكي نعلم ابناءنا بأن ثقافة الانتقام والعنف والقتل انما هي ثقافة دخيلة غريبة عن قيمنا الانسانية والاخلاقية النبيلة كما انها لا تنصب ومصلحتنا الوطنية .
هنالك حاجة لاطلاق مبادرات خلاقة وبأسرع ما يمكن لمعالجة هذه الحالة التي وصلنا اليها فلا يجوز الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار مع وقوع كل جريمة بل يجب اقتلاع هذه الظاهرة من جذورها وهذا يحتاج الى جهد يبذله المربون ورجال الدين والمثقفون والاعلاميون وكذلك اولياء الامور في منازلهم الذين يجب ان يُعلموا ابناءهم ثقافة التسامح ونبذ العنف والانتقام والقتل .
انها ظاهرة خطيرة تحتاج الى معالجة والمعالجة يجب ان يساهم فيها الجميع كل من موقعه ولا يجوز القبول بأن نبقى في هذه الحالة حيث يتم اغراق مجتمعنا الفلسطيني في الداخل بالجريمة بهدف الهائنا وحرف بوصلتنا والنيل من ثقافة السلم الاهلي واشاعة الفوضى والذعر والخوف في النفوس.
نعزي اسر الضحايا الذين فقدوا ابناءهم بهذه الاساليب المروعة ، أما القتلة المجرمون والذين ما زال بعضهم يجولون ويصولون فنقول لهم لماذا قتلتم ؟ ومن الذين نصبكم لكي تنهوا حياة انسان بهذه الاساليب البشعة ، ألم تسمعوا بالوصية التي تقول : " لا تقتل" الم يقل لكم احد بأن الانسان خلق لكي يكون داعية للخير والمحبة والرحمة وخدمة الانسانية وليس لكي يكون قاتلا ومجرما مدخلا الخوف والذعر الى مجتمعنا.
نحن بحاجة الى خطوات عملية ولا يجوز الاكتفاء فقط بتحميل الشرطة مسؤولية ما يحدث فهنالك واجبات ملقاة على عاتقنا جميعا وخاصة المؤسسات التعليمية والدينية والاعلامية وغيرها من اجل وقف حد لهذه الظاهرة المأساوية المروعة .