الأحد ٨ يوليو ٢٠١٢ -
٠٠:
١٢ ص +03:00 EEST
بقلم: مدحت بشاي
medhatbe@gmail.com
نعم ، التأثير الحضاري للمسيحية هائل ومتعد في تنوع الأثر، فقد لعبت الديانة المسيحية بتعاليمها وقديسيها ورموزها دورًا رئيسيًا في تشكيل أسس وسمات الثقافة والحضارة الغربية كما وأثرت المسيحية، بشكل كبير على المجتمع ككل بما في ذلك الفنون واللغة والحياة السياسية والقانون وحياة الأسرة والموسيقى. لقد تنوعت وتعددت طريقة التفكير الغربية تحت تأثير المسيحية ما يقرب من ألفي سنة من تاريخ العالم الغربي، كما كانت مصدرا رئيسيًا للتعليم فقد تم تأسيس العديد من الجامعات في العالم من قبل الكنيسة، والرعاية الطبية والخدمات الاجتماعية وكذلك كان للمسيحية دور رائد في رعاية وتطوير العلوم. ولها تأثير واضح في العمارة فقد أنتجت كاتدرائيات لا يزال بعضها قائمًا بين مآثر وروائع الهندسة المعمارية الأكثر شهرًة في الحضارة الغربية. لقد كان دور المسيحية في الحضارة متشابكًا بشكل معقد في تاريخ وتشكيل أسس المجتمع الغربي، وكان جزء كبير من تاريخ الكنيسة مرتبطًا بالغرب كما تؤكد لنا كل المرجعيات الموسوعية ..
أما عن تأثير الثقافة المسيحية ورموز الفكر والإبداع في المجتمعات الإسلامية والعربية ، في إطار تمازج وتبادل المعارف وإبداع الأنماط والأشكال الفنية والثقافية بين أصحاب الحضارات .. من منا يعلم أن عنترة العبسي وامرؤ القيس والنابغة الذبياني ديانتهم المسيحية .. تعالى عزيزي القارئ نتوقف عند تلك السطور من كتاب " المسيحية والمسيحيون واللغة العربية في القرون الأولى حتى سنة 600 سنة " لمؤلفه دكتور القس عبد المسيح اسطفانوس ..
"هناك اسماء مسيحية لامعة لكثير من الشعراء عاشوا في أماكن مختلفة من الجزيرة العربية وما حولها ، فظهر في اليمن امرؤ القيس ( توفى عام 565م ) وحنظلة الطائي ( توفى عام 590م ) وحاتم الطائي ( توفى عام 605م ) وهو الذي تُضرب بكرمه الأمثال ، ومن شعراء نجد والحجاز هنالك البراق الذي ولد باليمن ( توفى عام 470م ) وجابر بن حنىّ التغلبي ( توفى عام 564م ) وأبية بن أبي الصلت ( توفى عام 624م ) وقيس بن ساعدة ( توفى عام 600م ) والنابغة الذبياني ( توفى عام 604م ) وزيد بن عمرو بن نُفيل ( توفى 620م ) وعنترة العبسي ( توفى عام 615م ) ، ومن شعراء بني عدنان عبد المسيح بن عسلة ( توفى عام 592م ) وكذلك المتلمّس وهو جرير بن عبد المسيح الضبعي أحد بني ضبعة من أهل البحرين وتوفى عام 580 ) والقس ورقة بن نوفل ( توفى في ما بين 610 ، 613م ) ."
ويضيف " وقد قرض هؤلاء وغيرهم كثيرون جداً من مسيحيي ( نصارى ) العرب ، الشعر العربي ، وبلغوا فيه شوطاً كبيراً . إلا أن مسيحية الكثيرين منهم لا تظهر واضحة في أشعارهم ، وإن كانت تأثيرات المسيحية ظهرت واضحة في ما وصل إلينا من أشعار بعضهم ، ومن أشهرهم عدِيّ بن زيد ( توفى عام 587م ) وأميّة بن أبي الصلت الذي يُعرف أيضاً باسم أميّة بن عبد الله ( توفى عام 624م ) وزُهير بن أبي سُلمي المزني ( توفى عام 627م ) . أما الذين كانت مسيحيتهم واضحة في أشعارهم ونثرهم فأبرزهم اثنان هما قس بن ساعدة أسقف نجران ، والقس ورقة بن نوفل . لقد قدم الأب لويس شيخو في كتابه " شعراء النصرانية قبل الإسلام " ما يقرب من ستين اسماً لشعراء اعتبرهم من النصارى ( في كتاب يشتمل على 932 صفحة ) "..
أحببت هنا توجيه رسالة لتوسيع عقول من يضيقون علينا الدنيا " عايزينها إسلامية " و" القبطية هي الأصل " أن أقول لهم أن التاريخ الإنساني بشكل عام ، وعلى أرض مصر بشكل خاص حلقات تتواصل وتتراكم في طبقات تتمازج وتتقارب وتتطور لتصيغ جميعها حضارة مصرية عظيمة تتواصل عبر العصور ..
في الحلقة الأولى من تضييق العقل كان رد فعل قارئ الموقع هاماً وطيباً ( وأراه قارئ مميز يمارس الحوار الهادئ المثمر ) وقد قمت بالرد والتواصل ، ولكنني أتوقف عند رسالة القارئ الأستاذ مصطفى سابق الذي كان رده بمثابة مقال مهم ولكنني أتوقف عند الفقرة التالية (أتمنى ان تلتزم جماعة الاخوان المسلمين طريقها فى الدعوة و الأعمال الخيرية و البعد عن السياسة. فلقد حدث الكثير من الأخطاء عند تحدث قادتها فى وسائل الإعلام و التضارب فى التصاريح و لغة الاستعلاء و التأسد. يجب أن يكون هناك فصل جوهرى بين الجماعة و الحزب و بالتالي يجب أن يلتزم د. مرسى بالاستقلالية التامة فى اتخاذ القرارات و البعد عن محيط الجماعة ، كما أرى أن فكرة النائب عموما هى فكرة جديدة على الساحة السياسية فى مصر و حتى الآان لا نعرف ما هى إختصاصات هذا النائب او إختصاصات النواب ، لأن فى بعض الدول يتم إنتخاب النائب مع انتخابات الرئاسة.أتمنى ألا يكون هناك نائب قبطى للأقباط فقط بل يجب أن يكون لمصر و لكل المصريين على السواء بدون تفرقة للدين أو الميول السياسية و بالتأكيد يجب أن يكون كُفؤ و مؤهل لمسئولياتة )..
واتفق مع القارئ في كل ماذهب إليه ، وأحقق له رغبته في نشر مقولة أرسطوالتي ختم بها رسالته "من لم ينفعه العلم لم يأمن من ضرر الجهل".