استنكر شريف زايد، المتحدث الإعلامى لحزب التحرير، قيام نقابة الصحفيين برفض عقد مؤتمر "طريق نهضة الأمة.. خلافة على منهاج النبوة"، الذى دعا إليه الحزب بعد أن وقع عقداً مع النقابة منذ شهرين، مؤكداً أن الحزب قدم طلب عقد المؤتمر لإدارة النقابة ووافقت بعد دفع الرسوم، إلا أنهم فوجئوا بإلغاء العقد قبل موعد المؤتمر بثلاثة أيام.
وقال زايد، خلال مؤتمر الحزب الذى عقده بمقر نقابة المحامين مساء اليوم، السبت، بعد رفض نقابة الصحفيين، إن "الصحفيين" تعللت بحجج واهية بشأن سبب إلغاء المؤتمر ثم اعترفت فى النهاية أنها وقع عليها ضغط شديد من قبل بعض الوسائل الإعلامية، متسائلاً: هل هذه هى الديمقراطية؟ مضيفا أن هذا الأسلوب يتبع فى بعض البلاد مع مؤتمرات الخلافة مثل النمسا وألمانيا، وقال: إننا نرفض هذا الفكر العلمانى.
وأشار زايد إلى أن مشروع النهضة تحدث عن النهضة ولكنه لم يبحث سبل البحث عن النهضة وعن أسبابها الحقيقية، منتقدا فكرة أن يكون دستور مصر توافقيا، وأن يكون الدستور مزيجا من وجهات النظر المختلفة التى قد تكون غير مرتبطة أو مترابطة، وقال إن هذا الدستور لا يهدف لنهضة مطلقاً، بل سيؤدى إلى الفوضى، وشدد على ضرورة أن يؤخذ الدستور من منبع وعقيدة واحدة وأن تكون هذه العقيدة هى التى يحملها الشعب لتكون الدولة قوية بشعبها.
وأضاف قائلاً: إننا كمسلمين لسنا مخيرين فى الدستور والأحكام ولكننا علينا أن نتبع الأحكام الشرعية كما نزلت، لذا فإننا نضع بين يدى الأمة دستوراً منبثقاً من العقيدة الإسلامية طبقاً لخلافة منهاج النبوة، مؤكداً أن النهضة تكمن فى ذلك.
وأشار إلى أنه يجب طرح مشروع النهضة بشكله الصحيح، موضحاً أن الخلافة غيب الحكام مفاهيمها على مر العقود، وقال إن الخلافة تعنى الرعاية والحفاظ على حقوق جميع فئات الشعب، وأنه لا تفرقة بين المسلمين والأقباط فى الحقوق والواجبات.
ورداً على سؤال حول إذا قامت دولة الخلافة الإسلامية، قال المتحدث الإعلامى لحزب التحرى إن مصر هى المؤهلة لتصبح مركز الخلافة والقاهرة هى العاصمة لما لها من ثقل سياسى واقتصادى بين العالم العربى والإسلامى، ولفت إلى أن فكرة المؤتمر تقوم على أساس طرح الأفكار والرؤى ليعرفوا ما عند الغير ويطرحونه للمناقشة حتى يستطيعوا التواصل مع الغير، مؤكداً أن الخلافة الإسلامية تستطيع أن تحتوى جميع الطوائف والتكتلات.
من جانبه، أكد الدكتور ياسر صادق، الأستاذ بجامعة فيينا بالنمسا، أن تطبيق الخلافة الإسلامية هو حكم شرعى وواجب علينا تطبيقه، فهى التى وحدت الأمة والوطن على مدى 14 قرناً من الزمان، قائلاً: هى ليست بدعة.
وأضاف أن الاستعمار مزق الأمة إلى 56 دولة، على عكس الخلافة التى تقوم بربط وتوحيد أواصل الأمة، وتحدث عن فكرة الخلافة وكيف كان يخاطب الرسول صلى الله عليه وسلم الملوك والأمراء من موقع القوة وليس من موقف الضعف كما نحن الآن أمة ضعيفة ممزق، بحسب قوله.
وشدد صادق على أن تطبيق الخلافة يحتاج إلى شحذ الرأى العام، مشيراً إلى أنها فكرة لابد أن يتم احتضانها من قبل جميع أبناء الشعب مسلمين ومسيحيين، لأن عقولها هى التى تبنى هذه الفكرة البناءة، وقال: يجب علينا شحذ الهمة والتكاتف من قبل كل القوى لتطبيق الخلافة لتكون فكرنا الذى نعمل به.
وأكد صادق، أن الإسلام وشريعته هى التى تحافظ على حقوق الأقباط والأقليات وأهل الذمة دون تفرقة، مستشهداً بالأندلس التى طبقت نظام الخلافة فلم نجد فيها أى مشكلة بين المسلمين والأقباط، بل الناظر لمصر الآن يجد فيها احتقان دائم متمثل فى الحرائق والقتل التى شاهدناها فى الفترة الأخيرة.
وعن الجزية، أكد صادق أنها شىء لا يجب أن ننفر منه بل هو أهون بكثير من الضرائب التى ندفعها وحينما يطبق نظام الخلافة ستطبق الجزية على القوى الغنى وليس على المرأة أو العجوز ووقتها سيدفع المسلمين الزكاة، وعندئذ سيكون فهناك عدل واضح.