الأقباط متحدون - كيف أنتظر مئة يوم؟!
أخر تحديث ١٣:٣٥ | الأحد ٨ يوليو ٢٠١٢ | ١ أبيب ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨١٥ السنة السابعة
إغلاق تصغير

كيف أنتظر مئة يوم؟!

بقلم : مينا ملاك عازر
لا أنكر أن الصبر حلو، وأنه مفتاح الفرج لكنه في بعض الأحيان مؤذي لأنفسنا، ولمن نصبر عليهم، فإن كنت ترى طفلاً مثلاً يمسك بعود ثقاب مشتعل لا يمكن أن تنتظر عليه وتصبر حتى ترى ماذا سيفعل به؟ فقد يشعل في نفسه النيران وفي من حوله، وقد تصلك النيران فالصبر هنا غير مجدي على الإطلاق ومؤذي ومع الفارق فأنا لا أستطيع أن أنتظر مئة يوم حتى أرى ما سيفعله الرئيس مرسي بمصر وبشعبها، قل لأنتظر ماذا ستفعله جماعة الإخوان المسلمين ومرشدها ونائبه الشاطر اسماً وصفةً بمصر وبشعبها؟ فانتظاري المئة يوم وأنا مغمض العينين عن أفعالهم المقسمة والمثبطة للهمم، واختياراتهم للحكومة هذا إن بقى فيه حكومة، وصمتهم عن اختلال ميزان العدل -هذا إن لم يكونوا هم المسؤلين عن اختلاله- أمر يؤذي الوطن ويؤثر على الشعب.

واسمح لي عزيزي القارئ الذي تدعوني للانتظار والتمهل على الدكتور مرسي الحاكم الرسمي للبلاد، هل كلامي وهجومي عليه هو ما يعوقانه عن أداء عمله أم أن صلاحياته المنتقصة كما تعلن جماعة الإخوان هي الأولى والأجدر بأن تكون السبب في منعه عن القيام بواجبات منصبه؟ وهل يمكنني أن أصمت وأنا أرى أن البلاد على صفيح ساخن أياً كان السبب، أمن الدولة المنحل أو غيره، فالرئيس المفترض أن يكون أكثر حسماً، فبدلاً من المشاركة في احتفالات تخرج هذا أو ذاك وهي أمور مهمة فعلاً ولا أنكرها عليه، لكنني أرى أنه من المهم أن يتدخل لمنع أولائك الطامحين في تمزيق الوطن من قيامهم بأفعالهم هذه.

عزيزي القارئ، إن انتظاري لمئة يوم لن يصب في مصلحة الرئيس مرسي، فأنا علي أن أكون صادقاً معه، فيكفيه المنافقون الجالسون في ثنايا تاجه ليغذوه بأفكارهم بأنه العبقري وهكذا، ويكفيه أنا وأمثالي ممن نقول الحق ما له وما عليه حتى ننير له الطريق، وليعرف أن هناك أخطاء فسماعه لصوت من حوله فقط قد يعوده على أن يسمع ما يرضيه، لكن أن يسمع ما له وما عليه يعوده أن يكن خاضع للنقد البناء – بإذن الله- عزيزي القارئ، حين أصاب الرئيس مرسي وأيد الثوار السوريين بغض النظر عن سر تأييده لهم إن كان يعود لانتماءات المعارضين أم ل،ا فبشار ينتهج وسائل عنيفة في قمع المعارضة لا تتفق مع أي نظام علماني عادل في العالم، قلت وحييت الرئيس مرسي على ذلك ،يومها اتهمني البعض بأنني انحنيت رغم أن ذلك ليس صحيحاً، وفي المقال الذي يليه ناشدته على لسان بعض المظلومين بأن يهتم بأمور خطيرة وقلت كما علمنا الداعية حجازي "وا مرساه" فاتهموني الإخوان بأنني أستفزهم، رغم أنني لا أعلم بما أستفزهم؟ على أي حال سأقول ما لي وما علي، وسأقول ما للرئيس وما عليه حتى إن كلفني هذا هجوم لا أستحقه، سأرضي ضميري ولن أنتظر المئة يوم حتى أرى ما آلت إليه البلاد فأن أصوب الاتجاه لسائق السيارة مبكراً أفضل من أن أصوبه له بعد أن نتوه ونصل لمكان غير المنشود، أليس كذلك؟
المختصر المفيد إن ألف منافق يجلسون في ثنايا تاجك، رغم أنهم يشغلون هذا الحيز الضيق إلا أنهم يفسدون القطر كله.
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter