عام 1422م حكم مصر ..سلطان يسمي الأشرف برسباى ..و ظل يحكمها حتي 1437 أى حوالي 15 سنة .. كتب عنة إبن إياس
محمد حسين يونس
عندما لم يوفى النيل (( رسم السلطان للقضاة الأربعة ومشايخ العلم أن يتوجهوا الى المقياس و يقرئوا سورة الأنعام أربعين مرة ويدعوا الى الله تعالى بالزيادة فلما فعلوا ذلك نقص النيل .. فشرقت البلاد ووقع الغلاء بالديار المصرية )) .
(( و أمر بأن لا أحد من الناس يزرع قصب السكر إلا السلطان نفسه فتضرر الناس من ذلك ))و ((شدد فى إراقة الخمور و إحراق الحشيش وحجر على ذلك جدا)) .
وسَم الأمير جانى بك الداوادار الثانى ((لما ثقل عليه أمره )) ثم (( مشى فى جنازته )) .
ولقد عانى الأشرف برسباى من المماليك أشد المعاناة فهو
((قد أرسم بنفى العبيد الكبار الى بلاد ابن عثمان وكان قد تزايد منهم الفساد جدا ))
كذلك
(( أمر السلطان بمنع الناس من الأعراس والزفف خوفا على الناس من فساد مماليكه فان فى تلك الأيام تزايد شرهم وحصل منهم غاية الضرر فخشى السلطان من هجم جماعة من المماليك على النساء فأمر بإبطال الأفراح مطلقا )) ..
كما (( جاءت الأخبار بوقوع فتنة كبيرة فى المدينة المشرفة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام فقتل من بنى حسن ما لا يحصى )) ..
(( وفتنة عظيمة فى تبريز وخرب غالبها .. وحصل على أهلها من الشدة ما لا خير فيه)).
((ثم تزايد أمر الطاعون بالديار المصرية وعظم جدا وصار من الطواعين المشهورة حتى سمى بعد ذلك بالفصل الكبير وكان هذا الطاعون مخالفا لبقية الطواعين فقد وقع وسط قلب الشتاء )).. بدلا من أوائل فصل الربيع
((فلما تزايد أمر الطاعون نادى السلطان فى القاهرة بأن الناس يتقوا الله تعالى ويصوموا ثلاثة أيام متوالية .. فلما تزايد الأمر خرج قاضى القضاة علم الدين صالح البلقينى وبقية القضاة ومشايخ العلم ومشايخ الصوفية وتوجهوا الى خلف تربة الظاهر برقوق فجلس علم الدين هناك على كرسى وعمل الميعاد ووعظ الناس وكثر البكاء والضجيج والتضرع الى الله تعالى ثم انفض هذا الجمع
ثم تزايد أمر الطاعون وعمل فى الأطفال والمماليك وكثر فى العبيد والجوارى جدا وتزايدت الأخبار بأن وجد فى البرارى و الأودية الوحوش مطروحة وهى ميتة وتحت إبطها الطواعين وشاهدوا الأطباء الأطيار تقع فى الجو وهى ميتة وشاهدوا الأسماك والتماسيح تطف على وجه الماء وهى ميتة وهى كالدم من شدة حمرتها .
وصار يموت من المماليك الذين بالأطباق كل يوم نحو من خمسمائة مملوك
ثم تزايد عمله فى الغرباء حتى صار يحفر لهم حفرة كبيرة ويلقوا فيها عدة من الأموات وقل وجود الحمالين للموتى والغسالين والحفارين للقبور وصار الناس يموتون فى الطرقات حتى يأكلونهم الكلاب ما يجدوا من يواليهم التراب ..
وكانت الأموات تبدل فى النعوش عند المصلاه فيصير العبد عوض السيد ... حتى انتهى عدة من يموت فى كل يوم نحو من أربعة وعشرين ألف إنسان))
وفى آخر أيامه عندما اشتد عليه المرض ( اعتراه ما خوليا ) كما يقول ابن إياس بمعنى ملانخوليا فأمر بنفى الكلاب الى بر الجيزة فمسكوا من ثلاثة آلاف كلب فنفوهم الى بر الجيزة "
وأمر بان لا تخرج امرأة خلف جنازة مطلقا ثم نادى لا فلاحا ولا عبدا يلبس زنطا أحمر واستمر فى هذا ".
عندما كنت أقرأ أن الطاعون أو الكوليرا أو الإنفلونزا حصدت الملايين .. و تركت مصر في بعض الأحوال مثل زمن الشدة المستنصرية ( في زمن الفاطميين ) وقد فقدت أغلب السكان و لم تعد تجد من يزرع أو يحصد .
.أتساءل هل عادت في العقد الثالث من القرن الحادى و العشرين .. أيام الأوبئة .. وهل نستعد لان نعاني كما الأجداد المرض و الغلاء .. حتي يفني معظمنا
و هل ..الناس المدهولين اللي بيقاوموا الكورونا في مصر .. مؤهلين لخوض المعركة .. أم هم نسخ من رجال الأشرف برسباى عادت بعد 800سنة .
و إمتي حيعلنوا فشهلم في القدرة علي كتم حقيقة ما يحدث ..أم أنه قدر لمصر أن يدير أزماتها دائما من لا يهتم بمعاناة و ضحايا هذا الشعب .
الوباء ينتشر بصورة غير طبيعية .. و الناس بتتساقط في كل مجال أو طبقة .. و لجميع الأعمار .و لان الاخبار الرسمية غير دقيقة و لا تقترب حتي من الحقيقة .. فإنها تتضخم عند التداول .. لدرجة معطلة للحياة الطبيعية
إذا كنتم مش عارفين تواجهوا .. إطلبوا خبرة أهل العلم .. حتي و لوبالأجر .فنحن في القرن الحادى و العشرين مش في الخامس عشر .. يا سادة