كشفت مصادر مطلعة أن الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية المنتخب عقد لقاءً مع المستشار طارق البشرى الفقيه القانونى، والدكتور ثروت بدوى أستاذ القانون بجامعة القاهرة، قبل يوم من إصداره قرار إعادة انعقاد مجلس الشعب، للحصول على الرأى القانونى لكل منهما فى هذه الخطوة.

 

وقال مصدر رفيع المستوى فى تصريحات خاصة لـ«الوطن» إن البشرى وبدوى أكدا للرئيس شرعية قراره من الناحية القانونية، بحيث يعيد ثلثى البرلمان للانعقاد، وعدم إلغاء قرار المحكمة الدستورية ببطلان انتخابات الثلث الفردى، وأشار المصدر إلى أن «مرسى» فهم الفتوى القانونية خطأ، وأصدر القرار بعودة مجلس الشعب بالكامل إلى الانعقاد، وهو ما قد يصيب قراره بالعوار القانونى.

 

وأضاف المصدر أن خطوة «مرسى» تمت مناقشتها فى اجتماع مجلس شورى الإخوان المسلمين الذى عقد قبلها بليلة، وأن القرار الرئاسى صدر كمناورة سياسية من «الجماعة» فى مواجهة المجلس العسكرى، بعد مشادة كلامية بين أعضاء بـ«الحرية والعدالة» واللواء ممدوح شاهين عضو المجلس العسكرى فى أحد اجتماعات الجمعية التأسيسية للدستور، حيث قال شاهين، موجهاً كلامه للإخوان «الجمعية التأسيسية للدستور لو كملت لازم توافقوا على الإعلان الدستورى المكمل»، واستطرد المصدر أن قرار «مرسى» جاء استباقياً خشية صدور حكم ببطلان الجمعية للمرة الثانية، وتولى المجلس العسكرى مهمة تشكيل الجمعية فى ظل اضطلاعه بالتشريع فى غياب البرلمان.

 

على الصعيد نفسه، علمت «الوطن» أن الاجتماع الطارئ الذى عقده المجلس العسكرى مساء اليوم الأول، عقب صدور قرار الرئيس، شهد حالة من الغضب الحاد، وأن المجلس ناقش سياسة الرد على «مرسى»، خصوصاً بعد أن سجل بعض الأعضاء دهشتهم من تعجيل «الإخوان» للصدام مع المجلس العسكرى، وقال مصدر بالمجلس - طلب عدم ذكر اسمه - إن الاجتماع انتهى إلى استبعاد «الحل الصدامى» والسير فى الطرق القانونية والقضائية للتعامل مع قرار الرئيس، وأضاف المصدر قائلاً «لقد بات لدى العسكرى شكوك فى نوايا الرئيس ومدى ارتباطه بجماعة الإخوان المسلمين، ولم يعد الأمان مستقراً بين الطرفين».

 

من جهة أخرى، احتشد اليوم عدد من شباب الإخوان وحزب النور السلفى فى مظاهرة أمام محكمة القضاء الإدارى تأييداً لقرار مرسى بعودة مجلس الشعب المنحل، فيما نشبت بعض المشادات مع أصحاب دعاوى الطعن على القرار، ووقف تنفيذه، الذين هتفوا «يسقط يسقط محمد مرسى» وشهدت الساحة المواجهة لمجلس الشعب مشادات كلامية، بين عدد من المتظاهرين المؤيدين لعودة البرلمان، وعدد آخر من المعارضين لقرار الرئيس.