إيلاف | الاربعاء ١١ يوليو ٢٠١٢ -
٣٩:
٠٨ م +02:00 EET
موهيل يتهيأ لأداء الطقس الديني في رضيع طُهّر لتوه
لليهود الارثوذكس عادات تتصف بالغرابة للناظر غير العارف. ومن هذه عادة امتصاص دم الطفل فور طهوره. وبينما يقول هؤلاء إنها طقس ديني، ينفي بروفيسور يهودي هذه الحجة. وتقول سلطات نيويورك الآن إنها تتجه لمنعها بقوة القانون نتيجة عواقبها الصحية الوخيمة.
تتجه نيويورك لتطبيق إجراء يثير الجدل والغضب خاصة وسط اليهود الارثوذكس. ويتعلق الأمر بطقس ديني يشكل جزءًا من طهور (ختان) الأولاد عند اليهود ويقضي بأن يمتص أحد رجال الدين (يسمى «الموهيل») دم الصبي النازف من قطع غلفته.
وبخلاف الانطباع السائد القائل إن الممارسة «أجدر بقبيلة بدائية»، فإن سلطات نيويورك تقول إنها مجبرة على التحرك لأنها تسببت في مقتل صبيين نتيجة التلوث البكتيري. والممارسة المسماة «ميتسيتزا بيبيه» تقضي بطهور الطفل وهو في اليوم الثامن من عمره. وهذا بحد ذاته ليس المشكلة وإنما أن يضع الموحل فمه على الجرح ويمتص الدم النازف من الجرح.
والمفارقة هي أن التبرير اليهودي الارثوذكسي لهذه الممارسة يقول إنها ضرورية لمنع التهاب الجرح. لكن السنوات القليلة الماضية شهدت جدلاً حاميًا بسبب موت طفلين يهوديين وإصابة 11 آخرين بالهيربيز (القوباء) في الفترة نوفمبر / تشرين الثاني 2000 وديسمبر / كانون الأول 2011 تعرضوا للطهور مشتملاً على ذلك الطقس.
وكما هو متوقع فقد ثارت ثائرة اليهود الاثوذكس قائلين إن القرار «يتعدى على حريتهم في ما يتعلق بممارساتهم الدينية والعقائدية». فصار الاتجاه الآن لدى سلطات نيويورك الصحية استنان قانون يجبر أي شخص يرغب في طهور ابنه بهذا الشكل على أن يوقع على شهادة تبين رضاءه الكامل عن العواقب الصحية على الابن وتبرئ السلطات الصحية من أي مسؤولية تتصل بهذا الأمر.
ومن جهة أخرى، نقلت الصحف البريطانية عن الحاخام موشي تيندلر، بروفيسور دراسات التلمود والشريعة اليهودية في جامعة يشيفا، قوله إن الممارسة «طقس بدائي لا مكان له في هذا العصر».
وأضاف هذا العالِم اليهودي قوله: «هذا طقس لا علاقة له البتة بالتعاليم السماوية، وإنما هو مجرد عادة اجتماعية سائدة. لكن حماته نجحوا في إقناع سلطات نيويورك بأن في منعها بقوة القانون تعديًا صريحًا على حرياتهم الدينية رغم أنها ليست من الدين في شيء».
ويرد في التوراة قول الله للنبي إبراهيم إن الطهور واجب على كل الذكور في اليوم الثامن بعد ولادتهم. ويعتقد اليهود - الارثوذكس خاصة - أن الدم النازف من الجرح «عنصر مانح للحياة»، وامتصاصه من عضو الصبي يقيه الالتهاب والعدوى. وتنتشر هذه الممارسة في إسرائيل ووسط اليهود الحسيديم (المتصوفة) عمومًا.
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.