الأقباط متحدون - ثورة الإخوان إذن!
أخر تحديث ٠٥:٠٠ | الخميس ١٢ يوليو ٢٠١٢ | ٥ أبيب ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨١٩ السنة السابعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

ثورة الإخوان إذن!

بقلم: جون ألفي
 
نحن دولة " المفروض " ... 
ولكن ما يحدث علي الارض وفي الواقع عكس المفروض تماماً ، فالمفروض ان يتم بعد كل ثورة ما يسمي " تطهير ثوري " لتطهير البلاد من كل بقايا ومنتفعي النظام البائد ، وما تم هو تركهم متغلغلين في شرايين الوطن محاولين إفساد الثورة بكل السبل ، والمفروض ان يكتب الدستور الجديد للبلاد الذي يحدد شكل الحياة السياسية  وموقع كل سلطة من الأخري ثم تليها انتخابات تشريعية ثم رئاسية ، ما تم هو انتخابات تشريعية ثم رئاسية والآن نبحث عمن يكتب الدستور ، المفروض ان يكون لشباب الثورة والجيل الشاب الواعي دور القيادة لمستقبل يحتاج من لديه ولاء وانتماء للوطن دون اي مصالح حزبية ضيقه او اهداف خفية غير معلنه ، والذي حدث ان جماعة الاخوان المسلمين الان " احتلت " مجلس الشعب ، ومجلس الشوري ، والرئاسة ، وتأسيسية الدستور. 
 
المفروض احترام رئيس الدولة للقانون وإعلاء رايته وتقديسه ، وأول من دهس القانون هو الرئيس من اجل مصلحه حزبية لا نفهم معناها وباملاء من مكتب الإرشاد - دون ادني شك - والسمع والطاعة فاقت كل الاعتبارات والقيم والأسس المعنوية التي نحاول ان نشق طريقا اليها. 
 
اكثر فصيل سياسي التقي بالأمريكان هم الاخوان ، واكثر من اشترك مع المجلس العسكري في تشتت المرحلة الانتقالية والتفنن في حالة " العك " منقطع النظير هم الاخوان ، فالمهازل التشريعية التي اطل علينا بها مجلس الثورة " الغير دستوري والمنحل " كانت بموافقة من اغلبية البرلمان الإخواني ، وتكتمل المسيرة " العسكرإخوانية" بتتويج مرسي بالرئاسة الذي يدين بكل الولاء لجماعته التي دعمته بعد استبعاد الشاطر ولولاها ما فاز ، فتخيل من توسط إليك لتعيينك في وظيفة تؤمن مستقبلك بالكامل كيف تدين له بالجميل طوال حياتك 
 
حتي ميدان التحرير الان اصبح فقط للإخوان الذين يستخدموه ستارا لخلق نوع من الدعم الشعبي المفبرك لكل قرارات الرئيس. 
اين شباب الثورة ؟ وأين كفاحهم لانتزاع حقهم القانوني والشرعي في قيادة البلاد ؟ هل اكتفوا بتسليم البلاد للإخوان تسليم مفتاح ؟ هل ارتضوا بان يعودوا لظلام التجاهل والتهميش بعد ان حملوا لواء مطالب الشعب المقهور ؟ 
 
الولايات المتحدة تريد الحكم الديني في مصر ، بل وتؤيد وتشجع تطبيق الشريعة بمفهومها المتشدد علي المجتمع المصري ، فتؤول بنا الامور الي مسيحيين في الجنوب ومسلمين في الشمال تماماً كالسودان فيما معناه انقسام اكبر دولة محورية واستراتيجية في الشرق الاوسط  ، ومن هنا يظهر دعمهم للإخوان في كل شئ، مع ان امريكا نفسها لا تخلط الدين بالسياسة ولا تنتهج السياسة الدينية ولكن هذا محرم علي الأمريكان وحلال حلال للمصريين. 
 
المستفيد الاول من ضعف شباب الثورة هم الاخوان ، والمستفيد الوحيد من تفاهة التيار المدني وعدم قدرته علي كسب الشارع هم الاخوان ، والمستفيد أيضاً الوحيد من دعم الأمريكان سياسيا هم الاخوان ، ومن استولي فعليا علي غالبية سلطات الدولة هم الاخوان . 
 
إذن هي ثورة الاخوان ، فالمواطن البسيط لم يشعر باي تغيير بعد الثورة اللا الأسوأ ، الفساد موجود ، الواسطة موجودة ، البلطجة ولي الذراع أخذت مستويات متقدمة ، والاقتصاد ضعيف وهش ، والعدالة تداس بالأقدام ، وكل من يعارض الاخوان " فلول" 
كل ما يحزنني ان خيرة شباب مصر قضوا نحبهم ونالوا الشهادة لأجل من ؟ 
لأجل حزب وطني جديد بصك ديني يستأثر بكل السلطات بيده ولا يري اللا مصلحته فقط . 
كل ثورة وحضراتكم بخير.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter