الأقباط متحدون - لماذا سلم طنطاوي مصر إلى مرسي وبديع والشاطر؟؟
أخر تحديث ٠٠:١٥ | السبت ١٤ يوليو ٢٠١٢ | ٧ أبيب ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٢١ السنة السابعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

لماذا سلم "طنطاوي" مصر إلى "مرسي وبديع والشاطر"؟؟

كتب- صبحي فؤاد
منذ اليوم الأول على قيام شباب "مصر" بثورتهم ضد نظام الرئيس السابق "مبارك"، بدا واضحًا أن المشير "محمد حسين طنطاوي" كان مهمومًا بإرضاء جماعة الإخوان المسلمين بأية وسيلة، فوجدناه يطلب من المرشد "بديع" مقابلة نائب رئيس الجمهورية وقتها "عمر سليمان"، للتعرف والاستماع إلى مطالبهم، ثم فوجئنا جميعًا باختياره عددًا من أقطاب الإخوان في اللجنة التي أدخلت تغييرات دستورية بمعرفته شخصيًا، وأكد هذا الأمر "صبحي صالح"، الذي صرح للإعلام المصري بأنه فوجىء باستدعاء المشير له وتكليفه مع "طارق البشري" وآخرين في اللجنة الدستورية.

بعدها طالب العقلاء من أبناء شعب "مصر" بكتابة الدستور أولًا ثم التوجه إلى الانتخابات، ولكن المشير ومجلس العسكر انحازوا إلى جانب الإخوان، ووافقوا على مطلبهم بأن تكون انتخابات مجلس الشعب والشورى أولًا.

وبعد الانتهاء من تمثيلية الانتخابات وإصدار المحكمة الدستورية حكمًا بحل مجلس الشعب، كانت الحكمة تدعو إلى التوقف قليلًا لالتقاط الأنفاس وإعادة النظر في كتابة دستور جديد قبل التسرع إلى عقد الانتخابات الرئاسية، إلا أن المشير والعسكر أصروا على دعوة الشعب للتصويت على عدد من المرشحين لمنصب رئيس الجمهورية، في جو كان مليئًا بالتوتر والتهديدات والوعيد والرشاوى العلنية والابتزاز الصارخ للمعارضين للتيار الإخونجي السلفي.

وانتهى الأمر عكس كل التوقعات بفوز "مرسي" بطريقة غامضة مثيرة غير مفهومة، رغم فوز المرشح المنافس الفريق "شفيق" بأغلبية الأصوات كما تردد وقيل في كثير من وسائل الإعلام المصري، ومن ثم تسليم "مصر" بمعرفة المشير "حسين طنطاوي" على طبق من ذهب إلى "محمد مرسي" و"بديع" و"الشاطر"، بعد عام ونصف تقريبًا على سقوط نظام الرئيس السابق في فبراير عام 2011م.

وقد قيل الكثير ولا يزال حتى الآن عن سر تسليم المشير "طنطاوي" مصر على طبق من ذهب إلى "مرسي" والإخوان، رغم علاقاتهم المشبوهة مع الأمريكان وقطر ودول أخرى.. ورغم عمليات التزوير الواسعة والابتزاز والبلطجة التى كانوا يمارسونها أثناء الانتخابات قبل وصول "مرسي" إلى كرسي الرئيس..!!

والسؤال الهام هنا هو: لماذا سلم المشير "مصر" إلى "مرسي" والإخوان؟
هل لأنه يميل فكريًا أو عقائديًا نحوهم، أو كما يردد البعض "المشير رجلهم داخل المجلس العسكري"؟.

هل لأنه أدرك أن الإخوان بعد رحيل "مبارك" هم الفئة الوحيدة داخل المجتمع القادرة على تحديه والتصدي له، ولا يستبعد أذيته جسديًا إذا لم يلب طلباتهم ويحقق رغباتهم ويجعلهم شركاء معه هو والعسكر في صناعة القرار؟

أم ياترى لأن "أمريكا" والغرب ضغطوا عليه لفتح باب السلطة لدخول الإخوان والتيار الإسلامي المتشدد لتحقيق أهدافهم وأطماعهم في "مصر" ومنطقة الشرق الأوسط على المدى البعيد؟.

إنني أعتقد من وجهة نظري المتواضعة أن أمر تسليم "مصر" إلى الإخوان بمعرفة المشير والعسكر لم يكن تلقائيًا أو تم بطريقة طبيعية وشفافة لا غبار عليها كما يحلو للبعض إقناعنا، وإنما كان مخططًا له عقب سقوط "مبارك" بعناية شديدة، وعلى أعلى الدرجات، ولذلك رأينا المواقف والقرارت التي اُتخذت من قبل المشير والعسكر طيلة العام والنصف الماضي كانت تنبئ وتمهّد الطريق للإخوان دون غيرهم للوصول إلى قمة السلطة في "مصر". ولا يغامرني أدنى شك أن الضغوط الأمريكية والأوروبية ساعدت كثيرًا بجانب تعاطف المشير "طنطاوي" مع الإخوان، وميوله- فيما يبدو- ناحيتهم في تسليم "مصر" إلى "مرسي" والإخوان المسلمين وأتباعهم من المتشددين السلفيين.

على أي حال، سواء كان المشير رجل الإخوان داخل المجلس كما ردد البعض أو هو المسئول الأول والأخير عن تسليم "مصر" إلى "مرسي" و"بديع" و"الشاطر"، أو أن "أمريكا" ضغطت من أجل وصولهم لأنها سوف تستخدهم لتحقيق أهداف لها ولـ"إسرائيل" في "مصر" والمنطقة العربية.. لا شك أن تسليم "مصر" للإخوان المسلمين والتيار السلفي المتشدد لن يكون لصالح أو خير "مصر" والمصريين، بل على العكس هو كارثة كبرى وارتداد للوراء مئات السنين؛ لأنهم لا يقلون استبدادًا وديكتاتورية وفسادًا عن النظام السابق. فإذا أضفنا إلى كل هذا أنهم أصحاب أفكار رجعية ظلامية يحتقرون وحدهم التحدث باسم الله والإسلام، فعلينا بالتالي أن نتصور حجم الكارثة التي تنتظر "مصر" المحروسة على الأبواب.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter