الأقباط متحدون - حينما يكتب الرجل عن المرأة
أخر تحديث ١٥:١٩ | الأحد ١٥ يوليو ٢٠١٢ | ٨ أبيب ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٢٢ السنة السابعة
إغلاق تصغير

حينما يكتب الرجل عن المرأة

بقلم: جون ألفي

بصرف النظر انها تمثل في حياتي الشخصية الكثير ولكن المرأة بالنسبة لي اكثر من مجرد ان نطلق عليها " الجنس الناعم" او " النص الحلو "

اعترف انني كنت من هؤلاء الذين يعتبروا المرأة كائن ناقص مثل كثير من الجهله ، لكن من الواجب ان أدين بالفضل لزوجتي التي أثرت فكري وكانت وستظل نقطة تحول في شخصيتي ورؤيتي للمرأة .

اكتب هذه السطور تأكيدا ان المرأة تتعدي بكثير أداة من ادوات راحة وهناء الرجل ، او سلعه جنسيه تحاط بكل قيود التحريم والإرهاب الفكري في مجتمع ذكوري يتخذ طريقه الي مزيد من التحفظات علي المرأة ، وذلك وسط هيمنة التيار الاسلامي علي الساحة المصرية .

المرأة جزء لا يتجزأ من تاريخ مصر القديم والحديث ، ولن اكون مستهلَك الفكر لأعدد اسماء ومواقف عظيمات مصر من النساء ، لكني أؤكد ان المجال خصب للحديث الان بعد ان عرضت في مقال سابق كيف يري المتشددين المرأة " راجع مقال: قراءه في عقل سلفي" ومع ازدياد وعلو وتيرة التحرش الجنسي بالمرأة ، وتجاهل حقوقها -قد يكون متعمد- في دستور جديد يكتبه للبلاد من لا يمثلوا شعبه.

الوقت الذي كان النائب " علي ونيس" يستخدم المرأة وسيله متعه جنسيه ، كان يخرج أنصاره وبني فكره ليوصموا فتيات مصر الشرفاء بالعماله والانحراف الخلقي.

أعارض واكره واشجب وامقت فكرة " الكوته" للمرأة في البرلمان لانها اعتراف رسمي بان هذا الجنس مغلوب علي أمره واقليه ، واري تغيير ثقافة المجتمع - المحافظ بطبيعته- أمرا ضروريا والآن بالذات حتي تخرج المرأة من عباءة الضعف والاستهانة والتقليل ، الا ان رؤيتي تقابل في نفس الوقت ان تحتل بعض النسوة الفاضلات مقاعد البرلمان المنحل بنسبة تكاد لا تذكر ، ولم آري اي منهن في موقف رسمي شجاع دفاعا عن حقوق المرأة ووضعها الاجتماعي ، بل اكتفين بتصريحات - مستفزة - عن الثائرات في ميادين مصر بانهم غير منضبطين أخلاقيا وأصحاب اجندات خارجية ، لا يا سيدتي ارفض تصريحاتك وموقفك ورؤيتك ، ففي الوقت الذي اعتبرك زوجك عورة وقرر جلوسك في المنزل ، كانت هؤلاء الفتيات والنسوة تصرخ بحريتك وحرية بلادك ، ودفعت كشوف العذرية - المهينه- ثمنا لمقعدك الذي اتخذتيه منبرا لإتهامها في شرفها ، وفي الوقت الذي اكتفي حزبك بوضع زهرة بدلا من وجهك ، كانت فتيات مصر يسحلن في التحرير وينكل بهن من اجل شرعية برلمانك.

أعزائي المتشددين الذين يروا ان المرأة عورة يجب سترها ، اقول لكم ان التحرش الجنسي في المجتمع المحافظ الذي يختار تيار الاسلام السياسي اغلبية لتمثيله لا يظهر الا تناقض واضح بين مجتمع يري الدين هو الخلاص في الوقت الذي تمتد فيه أيادي الجبناء الي أجساد الفتيات والنساء وان كنت اعلم انهم لا يمثلوا كل المجتمع الا أني اعلم انهم في تزايد ، لذا آري ان يتكاتف رجال مصر الذين عرفناهم دائماً رجال مع نسائها لتأكيد احترام المرأة والنهوض بها وتفعيل دورها الفكري والسياسي في نهضة الوطن ، ففي نظري تقاس البلاد بتقدمها ورقيها باحترامها للمرأة ودورها في المجتمع ، بلاد تري المرأة وزيره للدفاع ، وعضو فاعل في البرلمان ، ووزيره مخضرمه ، وملكه او رئيسة للبلاد ، ببساطة ينزعوا عنها كل تعقيدات مجتمعنا ويترجمونها الي احترام وفاعليه.

ندعمها هنا ان تكون مصانه من مشارط الجهل والتخلف التي تمتد اليها بحجة العفة والطهارة تحت مسميات الختان ، ندعمها في مواجهة تيار يتبني مزيدا من التهميش والإقصاء لدورها المجتمعي والإنساني والسياسي ، ندعمها امام من يستخدمها كمتعه بهوس جنسي معقد في سيارة علي جانب الطريق ويخرج علينا بدعوي الالتزام والتدين - الأجوف - ليكمم أفواهها ويحجب ملامحها ويلغي وجودها الا تحت ستار يخفي وراءه كل علامات التعقيد والخوف والإحساس بالنقص.

ارفعوا أيديكم عن المرأة المصرية ومدوها اليها لتشارك كما كانت - وستظل - لتكون مثالا لمصر الثورة التي ننشدها ونتمناها.

ففي مصر وفقط في مصر نتفوه بمقوله ولا نمارسها ان " الست بمائة رجل ".
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter