الأقباط متحدون - أمريكا تحكم 2-2
أخر تحديث ٢٠:٠٠ | الثلاثاء ١٧ يوليو ٢٠١٢ | ١٠ أبيب ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٢٤ السنة السابعة
إغلاق تصغير

أمريكا تحكم 2-2

 بقلم- مينا ملاك عازر

اختتمت مقالي الماضي بقولي إنك إن صادقت الذئاب فاجعل فأسك مستعدًا، ولن أقول لك منْ في الصديقين الإخواني والأمريكي يقوم بدور الذئب، أم أن الاثنين هما ذئاب وعليك مصادقتهم، ولكن عليك أيضًا أن تجعل فأسك مستعدًا، لكن سآخذك في رحلة عبر الزمان، لتتعرف على حقائق الأمور، وهي حقائق تاريخية لا يستطع أحد إنكارها مهما بلغ تطرفه أو إخوانيته.
 
تولى "السادات"- رحمه الله- رئاسة "مصر"، وحارب الجيش تحت قيادته حرب أكتوبر، وانتصر، وتوصل "السادات" لاتفاقية السلام، ومن قبلها وقّع مع الإسرائيليين اتفاقيتين لفض الاشتباك، ومن بعدها معاهدة للسلام.. كل هذا و"السادات" هو الرئيس المصري الوحيد الذي أطلق على نفسه لقب الرئيس المؤمن، وهو الرئيس الذي أخرج الإخوان من القمقم، أي من المعتقلات، التي ما كان لهم أن يخرجوا منها لولا وصول "السادات" لسدة الحكم. فهل تستطيع أن تفسر لي هذه المعادلة الغريبة، بأن أقوى رئيس لأقوى دولة عربية منتصرة، وهو الرئيس الذي أطلق العنان للإسلاميين ليفعلوا ما شاءوا بالبلاد، وأظنك لا تنكر هذا، ويوقع اتفاقية سلام، مع أن في أدبيات الإسلاميين الذين أطلقهم "السادات" محو "إسرائيل"؟ لا تقل لي إنهم اغتالوه، ففي ذلك اعتراف منك بأن الإخوان يستخدمون العنف في تعاملهم مع من يختلفون معهم سياسيًا، وهو أمر أحاول أن أتناساه، وعلى أي حال، أظنك لا تنكر- والحق يُقال- أن الإخوان لم يكونوا الضالعين مباشرة في عملية اغتيال "السادات"، وعلى أي حال، أظنك لا تنكر أن أكثر من عارض اتفاقية السلام هذه، وكانت معارضتهم أكثر من الإسلاميين أنفسهم، كانوا الناصريين واليساريين.
 
الحقيقة الثانية، هل تنكر أن "إسرائيل" استطاعت إقامة هدنة مع "حسن نصر الله"، زعيم حزب الله بلبنان، بعد حربها عليه، والتي يعتبرها البعض حربًا فشلت فيها "إسرائيل"، لكنني أعتبرها كسبت من ورائها مكاسب طائلة؟.. يكفي أنها أجبرت "حزب الله" أن يتراجع بعيدًا عن حدودها، ولا تقل لي أن هذه الحرب حررت الشريط المحتل بـ"لبنان"، فالحقيقة أن "إسرائيل" كانت قد ترتكته من قبل هذه الحرب، والأمر الذي هو أكثر خطورة، أن "حزب الله" صار مقيدًا في منطقة شمال نهر الليطاني، ولم تعد صواريخه قادرة على الوصول لشمال "إسرائيل" كالأول، فقل لي بالله عليك، منْ الذي استفاد بهذه الحرب؟؟ سأقول لك إن "إسرائيل" استفادت وحزب الله أيضًا استفاد حين وصل الآن وبعد خطوات متتالية إلى سدة الحكم بـ"لبنان" بطريقة واضحة.
 
هل أذكر لك حقائق أخرى؟ فإسلاميو "أفغانستان" و"باكستان" وصلوا لسدة الحكم برضا "أمريكا"، بل وإسلاميو "تركيا" نفسها، فلم يكن يقبل الجيش بـ"باكستان" ولا بـ"تركيا" أن يحدث هذا إلا بإيعاز أو بضغوط أمريكية. هل عليّ أن أذكرك بأن القاعدة تنظيم لم يظهر على وجه الأرض إلا بدعم مباشر من "أمريكا"، سواء بالسلاح أو بالمال أو بتسهيلات كثيرة لا داعي لذكرها، فحضرتك تعرفها، ولكنه انقلب عليها حين تعارضت المصالح، وهنا بقى الخطورة، أن ينقلب الإخوان على الأمريكيين كما انقلبت القاعدة، ومن ثم ينقلب عليهم الأمريكيون، فهم ليس لهم عزيز ولا غال. والآن، هل يا ترى عرفت أن منْ في أطراف المثلث- نحن والإخوان وأمريكا- عليه أن يجعل فأسه مستعدًا؟! 
 
المختصر المفيد، "أمريكا" تفضل التعامل مع المتطرفين، حتى تستطيع تنفيذ كل خطتها ورغباتها من خلالهم، وهم يستطيعون أن يأمنوا على حكمهم.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter