حمدي رزق
من يستنكفون دخول السيد عمرو موسى دائرة الحوار حول بعض المشروعات المخططة «عين القاهرة وكوبرى البازيليك»، جانبهم الصواب، موسى دخل الحوار كمواطن من حقه أن يدلى برأيه فى قضايا مجتمعية على أرضية وطنية.
بيان موسى مضاف إليه، مضاف إلى حصيلة الحوار الوطنى الذى يضفى حيوية كانت مفتقدة فى السياق العام.
موسى تاريخه وراءه، وكتب مذكراته، وتفرغ لحياته بعد الثمانين أطال الله فى عمره، لا يبغى مغنمًا، ولا يناكف، ولا يستهدف، الجواب يبان من عنوانه، وعنوان موسى (بيانه) الذى نشره على الفيس بوك، ربما استغربه البعض، من قبيل الدهشة، وطارت علامات الاستفهام من أعشاشها محلقة فى الفضاء الإلكترونى، ولكن الدهشة تزول بمطالعة البيان، مواطن بدرجة وزير سابق يدلى بدلوه فى حوار عام، ربما لو أنها كانت تتويتة كانت مهضومة أكثر، صيغة «بيان» ربما أثارت شجون البعض.
موسى اختار موقعه من الإعراب المجتمعى بين المحتجين على المشروعين (عين القاهرة وكوبرى البازيليك)، يقول: «أضم صوتى إلى أصوات المواطنين الذين احتجوا على مشروع العجلة الدوارة، وأحيى أيضًا الجهود التى يقوم بها المواطنون فى حى مصر الجديدة إزاء مشروع الكوبرى المزمع إنشاؤه فى منطقة الكوربة التاريخية والتراثية».
تداخل موسى ليس من قبيل تزجية وقت الفراغ من المسؤوليات، مثل هذه الأصوات (ثقيلة الوزن) تضيف ثقلًا مجتمعيًا للحوار العام، ما أحوجنا فى هذه المرحلة إلى فتح المجال العام واسعًا لحوارات معمقة حول مجمل قضايانا الوطنية، سياسية واقتصادية ومجتمعية (والرئيس نموذج ومثال على التداخل الحوارى).
الحوار المجتمعى قبولًا أو رفضًا يضيف حيوية، مناعة طبيعية، يستوجب التعود على هضم الرفض بنفس درجة استملاح القبول، عين القاهرة وكوبرى البازيليك وقبلهما الحديد والصلب من القضايا التى فتحت المجال العام على أرضية وطنية.
وكما قلت سابقًا المطلوب (حوار وليس خوارًا) الحوار فعل رشيد، الخوار فعل كريه، الخوار ينهى الحوار قبل أن يبدأ، ونحن فى طريق الحوار أرجو أن يتراجع الخوار والصياح استهجانًا فى مواجهة كل مشروع وكأنه جريمة، ويحل الحوار محله فى الفضاء العام.. والقاعدة التى استنها طيب الذكر الشيخ رشيد رضا تصلح لحالتنا الراهنة، «نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه».
نقلا عن المصرى اليوم