"لا أحب التنمر أو استجداء العطف.. أنا مثال إيجابي فقط لا غير"، بهذه الكلمات بدأت ريهان حديثها عن قصتها مع مرض العظم الزجاجي.

 
تروي ريهان، 36 عاما، قصتها لـ"الشروق"، فتقول: "تم تشخيصي بالمرض منذ ولادتي، وقتها قال لي الأطباء إن السبب وراثي، وهو ليس نادر ومنتشر في مصر بكثرة".
 
وبالرغم من أن مرض العظم الزجاجي يصيب الإنسان وراثيا، ولم يسبق لعائلة ريهان الإصابة به، على حد علمها، إلا أنها ابتُليت به، مؤكدة: "هو من عند الله واستطعت التغلب عليه وعيش حياة طبيعية".
 
والعظم الزجاجي هو مرض وراثي يصيب الأطفال، فيجعل العظام سهلة الكسر في حال الصدمات الخفيفة بالأشياء، بينما تصبح العظام أقل عرضة للكسر في مرحلة المراهقة بعد سن البلوغ، كما يسبب التقزم نتيجة عرقلة النمو الطبيعي لعظام الجسد.
 
وتوضح ريهان، التي تعيش في الزقازيق، أنه منذ إصابتها بالمرض لم تشعر بأية معاناة، بسبب أسرتها التي وفرت لها كل الدعم، مضيفة: "لم تواجهني أية معاناة لأني من فضل ربي نشأت في أسرة لم تجعلني أشعر بالألم، وإن وجد بالفعل في بعض الأوقات نتيجة المرض فذلك كان فترة بسيطة مضت من حياتي".
 
لم تقف ريهان مكتوفة الأيدي أمام مرضها، بل أكملت دراستها وتخرجت في كلية الآداب قسم الإعلام بجامعة الزقازيق، وتعمل الآن بمحكمة الزقازيق الإدارية، كباحثة إدارية في قسم الجدول، وتقول: "تركت أحاديث الناس المحبطة وراء ظهري واستطت الخروج من المنزل للعمل رغم ظنهم استحالة ذلك".
 
ترفض ريهان إدراج نفسها ضمن ذوي الإعاقات الجسدية، مضيفة: "لا أعترف بنفسي ضمن ذوي الإعاقة لأني تخطيت هذه المرحلة منذ فترة طويلة جدا وأعيش الآن حياة طبيعية".
 
تضيف ريهان، أنها كانت تتعايش مع المرض منذ طفولتها وحتى الآن، باستعمال العكاز، بالإضافة لتوفير أسرتها سيارة مخصصة لتوصيلها لأي مكان، مشيرة إلى تمكنها من التحسن بالعلاج، وبعض العمليات الجراحية.
 
وتمارس ريهان هويتها المفضلة وهي الاهتمام بالأزياء والموضة بشكل كبير، مردفة: "أهتم بمتابعة الموضة كثيرا وشراء الملابس الجديدة والميكب واستمع للموسيقى كلما سمح لي الوقت".
 
أخيرا وجهت ريهان رسالة للشباب، قائلة: "لا يجب أن نهتم بأحاديث البشر، فكل إنسان إذا سعى سيجد ما يبحث عنه، ولا يجب أن يتكاسل البعض في البحث عن العمل لأنه متوفر في جميع المجالات، فقط عليهم السعي ولا يشترط التماشي مع تخصصهم الدراسي".