الأقباط متحدون - رمضان كريم
أخر تحديث ١٥:٠٦ | الأحد ٢٢ يوليو ٢٠١٢ | ١٥ أبيب ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٢٩ السنة السابعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

رمضان كريم

بقلم- مينا ملاك عازر
من كل قلبي أهنئكم يا أحبائي وإخوتي المسلمين بحلول شهر رمضان الكريم، أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليُمن والبركات.

صدقوني أكتب هذه الكلمات في منتهى الجدية، ولا أقصد أي شيء سيئ قد يتبادر إليك عزيزي القارئ، الذي اعتدت عليَّ وأنا أهاجم الإسلاميين المتطرفين، راغبي خطف الوطن، وحتى أولئك أهنئهم بحلول شهر رمضان، متمنيًا أن يكونوا أكثر محبة للآخرين، وأتمنى لهم السعادة، وإن كنت أعرف أن ما يسعدهم- وللأسف- قد يتعسني أنا، فسعادتهم في الاستئثار بالوطن، في حين أنني أتمنى السعادة للكل، في ما يعني بقاء الوطن للكل، والدستور يحكم الكل، ولا يحكم لفئة معينة.

أنا أعرف أنكم لا تقدرون ما بداخلي من حب جم للجميع، لمن عادوني وشتموني وسبوني، فأنا أولًا أحترم الجميع، وأحب الكل، ليس فقط لأن ديني يدعو للمحبة، وإنما أيضًا لتركيبتي الشخصية التي أعذركم في أنكم لا تعرفونها. فأنا أحب حتى من عادوني، وإن شعرت للحظات أن أنتقم منهم، فبعد ما أهدأ من غضبتي، أجد نفسي أسامحهم، وأحاول أن أنسى إساءتهم.

أحبكم جميعًا، فقد تربيت على ألا أفرّق بين أحد وآخر لأي سبب: ديني، أو مادي، أو اجتماعي، أو ثقافي. فكلنا لم يكن لنا دور في اختيار البيئة الثقافية أو الاجتماعية أو المادية أو الدينية التي خُلقنا فيها. يا ليتنا نملأ قلوبنا بالحب بدلًا من الكره. يا ليتنا نحتوي بعضنا بعضًا. يا ليتكم يا من تسبون وتشتمون وتقذفون أصحاب كل دين، وتنعتون كل دين بما فيه وبما ليس فيه، كنتم تحضرون تلك الأمسيات الرمضانية الجميلة التي اعتاد بيتنا أن ينظمها كل رمضان، نأكل فيها الخشاف، يجتمع فيها زملاء عمتي في العمل- والذين كان أغلبهم من المسلمين- نضحك حتى البكاء، ولا يفكر أحد منا ما دين هذا أو ما دين ذاك. كنت صغير السن حينها، وكنت أنادي للكل بـ"عمو محمد" ولا أعرف إن كان هذا مسلم أم لا؟ لكنني كنت أعرف أنهم أهلي وأحبائي.

يا ليتك كنت معي عزيزي المتطرف، وأنا وأبي وأمي وعمتي نمر على منازلهم في أعيادهم لنعيد عليهم. يا ليتك كنت معنا في بيتنا وهم متجمعين كل عيد ليتناولوا طعام الغذاء في كل سعادة وفرحة دون تمييز ديني أو ثقافي أو اجتماعي. جلسات كانت تجمع السائق والمهندس والمدير وغيره على مائدة واحدة. تجمع الكل على الحب قبل الطعام.

عزيزي، إن كنت لا تصدق، فيكفيني أن الله ينظر ويشهد كل ما أقوله. أحبكم وإن اختلفت مع البعض اختلاف سياسي، لكنني أثق فيما قد لا يثق هو به، بأننا جميعًا نحب "مصر"، ونعمل لأجل مصلحتها. هل تعرف عزيزي أنك لو تيقنت من أنني أحب "مصر" مثلي مثلك لارتحت، ولارتقى حوارك معي، لكنك تظنني أكرهك، وأتصيد لك الأخطاء، وأخونك، مع أن هذا غير صحيح. صدقني هذا غير صحيح، مهما كنت قاسيًا في نقدي، لكن عن حب لوطني، وأرجوك أن تسامحني فيما كتبته ناقدًا وما سأكتبه، فلن أتوقف عن نقد كل من يفتت الوطن، وعن نقد كل فكرة خاطئة يرسخها البعض في المجتمع. سأبقى أقول الحق مهما كلفني الأمر، وأرجوك أن تساعدني في هذا.

المختصر المفيد، بحبكم كلكم كده على بعضكم.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter