الأقباط متحدون - طبعاً مفهوم ليه .... !!!
أخر تحديث ٠١:٥١ | الأحد ٢٢ يوليو ٢٠١٢ | ١٥ أبيب ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٢٩ السنة السابعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

طبعاً مفهوم ليه .... !!!


بقلم- حنان بديع ساويرس
مُنذ أيام قلائل أعلن الإعلامى عمرو أديب ببرنامجه القاهرة اليوم عن خبر عجيب الا وهو أن هناك دعاوى لإغلاق " مركز د.مجدى يعقوب لعمليات القلب فى أسوان " والجدير بالذكر أن هذا المركز تُجرى به عمليات القلب للأطفال مجاناً على يد الجراح الماهر د . مجدى يعقوب وطاقم من الأطباء والمُمرضات المصريين والأجانب المُدربين على أعلى مستوى ، وهذا المركز مُعترف به دولياً على مستوى العالم كأحد أهم مراكز جراحات القلب للأطفال ، ولم تُساهم الدولة فى إنشاؤه - فقد صرحت  د. أنيسة حسونة المُدير التنفيذى لمؤسسة د.مجدى يعقوب للقلب عبر مُداخلة هاتفية للبرنامج أن هناك موجات من الهجوم غير مفهومة وغير مُبررة على هذا المركز مما جعل أديب يُجيبها قائلاً طبعاً "مفهوم ليه" مركز مجدى يعقوب بالذات ، وأكدت د. أنيسة أن من ستر ربنا أن د. يعقوب موجود بمصر ولا سيما أنه من أخترع عمليات لعلاج العيوب الخِلقية بالقلب وأنه يستخدم ماهو مُستخدم عالمياً .

كما نوهت حسونة أن هناك تحقيق صحفى فى إحدى الصحف الأسبوعية تحدث فيها أحد الأطباء " عضو مجلس شورى" عن حزب النور"السلفى" قال فيه أن هذا المركز يَستخدم الخنزير فى علاج المرضى بالمستشفى " 

- فموضوع الخنازير هذا يُذكرنى بذكرى أليمة ومؤسفة مما بها من تعسف سافر حدث من النظام البائد فى مايو 2009 ضد مُربى الخنازير والذى لحق بهم الضرر والخراب بسبب قتل حكومة مُبارك للخنازير حينها وبطريقة وحشية وهمجية ، وبدون أدنى تعويضات للمُتضررين والذين أغلبهم من الأقباط الذين يعيشون ويعولون آلاف الأسر من تربيتها ففعل النظام البائد هذا دون أدنى تفكير أو رحمة بالمُتضررين أو بالخنازير والتى تم قتلها بمنتهى الوحشية والبشاعة والتعصب فقد قضت الحكومة المصرية وقتئذ بإعدام الخنازير بدعوى الحيلولة دون أى إنتشار مُحتمل لإنفلونزا الخنازيروالذى جعل مصر وقتها أضحوكة العالم ،لعلمهم أنه لا ضرر من تواجد الخنازير وأنها ليست سبب مُباشر فى نقل مرض أنفلونزا الخنازير، لكن ما كان واضحاً وجلى للقاسى والدانى هو أن الحكومة المصرية حينئذ أرادت المزيد من قهر الأقباط فى مُحاولة دنيئة منها لخراب بيوت الأقباط وإلحاق ضرر كبير بسبل عيش 70000 شخص وأسرهم  من مُربى الخنازير والعاملين فى جمع النفايات ، فحسب وزارة الزراعة حينها كان مجموع الخنازير بمصر تقدر بحوالى 300000 رأس وقد أستغرق إعدامها والتخلص منها حوالى شهر من الزمن فكانت النية مبيتة وجاء موضوع أنفلونزا الخنازير " كالقشة التى قسمت ظهر البعير" ضاربين بجزء لا بأس به من إقتصاد مصر بعرض الحائط ، وهكذا التاريخ يستعيد نفسه ويريد بعض المُتعصبين إغلاق مركز د. مجدى يعقوب بحجة أنه يُعالج المرضى  بإستخدام الخنازير ضاربين هم أيضاً بدورهم عرض الحائط بقلوب أطفال مصر فى محاولة منهم إطفاء نيران تعصبهم المُنضرمة بقلوبهم التى ربما تنطفئ بإغلاق هذا المركز ، فهناك كراهية وضغينة منهم تجاه كل ما هو مسيحى فهم ضد صوت العقل والرحمة حتى لو كان على حساب حياة الأبرياء من الأطفال المصريين المُسلمين قبل المسيحيين الذين يلتمسون لحظة أمل للنجاة بحياتهم على يد هذا الجراح العظيم الذى تحمل من وطنه فى بداية حياته الإضطهاد والظلم ، وعدم حصوله على مايستحقه فى بلده مصر بسبب بعض المُتعصبين آنذاك وعلى آثرها لملم جراحاته وسافر للخارج ليعود لنا طبيب عالمى  يُطبب جراحات القلوب فأصبح من أشهر أطباء جراحة القلب فى العالم وعاد ليخدم بلده التى تنكرت له سابقاً ولم يلجأ للحكومة المصرية للمساعدة فى إنشاء هذا المركز، بل أنشأ هذا المركز بالجهود الذاتية وتبرعات المواطنين المُولعين بعمل الخير ليعالج به قلوب أطفال مصر مجاناً لكن قد أستكثر مُتطرفى الفكرعلى أطفالنا أملهم فى الحياة فدكتور مجدى لا يحتاج للتواجد بمصر ولاينشد المزيد من النجاح بها فلن يكون هو الخاسر لو تركها مرة آخرى كما تركها من قبل لكن من سيكون الخاسر هم أطفالنا المرضى وذويهم ، فأرى أن الخنازير بريئة من نوايا هؤلاء لأن الكثير من الأدوية تدخل في مكوناتها "الخنازير" بخلاف علاجات هذا المركز ، لكن السبب الحقيقى فى طلب هؤلاء إغلاق المركز هو أن صاحب المركز "مسيحياً"

- وهذا ما أكده عمرو أديب فى نهاية المُداخلة التليفونية رداً على إندهاش د. أنيسة عندما تعجبت من الهجوم الغير مُبرر والغير مفهوم على مركز د. يعقوب بالذات قائلاً لها " طبعاً مفهوم ليه" فى جُملة مُبهمة لكنها تأكيدية وواضحة كوضوح الشمس لذلك أعتمد على ذكاء المصريين فى أنهم يعلمون " ليه"
-  فقول أديب على إستحياء "مفهوم ليه" بدون إعلانها صراحة وهو لأن " د. يعقوب قبطى" فهذا لأنه حقاً شئ مُحزن ومُخجل  للغاية ولا سيما بعد ثورة المصريين على الظلم والقهر والطائفية ، لكن الخجل لمن تسرى الدماء بعروقهم أما من أستبدلوا الدماء بماء فاتر فلا يوجد عليهم حرج أو عتاب ، فتعصبهم يطغى على عقولهم وقلوبهم الغليظة التى لا تعرف سوى مصالحهم الشخصية حتى لو كان على حساب جثامين ضحايا أفكارهم الخبيثة ، وحتى لو كان هؤلاء الضحايا هم أطفال مصر الأبرياء .

- فهل يُعقل أن يُغلق مركز عالمى لجراحات القلوب ولاسيما قلوب الأطفال حتى تنطفئ نيران حقد وغل المُتطرفين والمُتعصبين ضد كل ما هو مسيحى حتى لو كان مايأتى من المسيحى هو الخير لمصر وإنقاذ أطفال على مشارف الموت.

- أما عن حجتهم الغير منطقية لإغلاق المركز بسبب إستخدام الخنازير فى العلاج فلن أقول سوى ما ورد ببحث للشيخ الدكتور خالد عبد العليم متولى بعنوان " قضايا فقهية معاصرة" وموضوع البحث هو " أقوال الفقهاء فى حكم التداوى بالمحرم كالخنازير وغيره" كما جاء بالمبحث الرابع " التداوى بالخنازير" بالفصل الأول من " أحكام الخنزير"

فيقول :أن التداوى بالخنازير حرمه المالكية والحنابلة ، ولكن أجازه أبو حنيفة عند الضرورة قياساً على جواز الأكل من النجس عند الضرورة ،ولكنهم أشترطوا لجواز التداوى بالنجس عدة شروط الا وهى .
1- أن يكون المريض فى حال ضرورة أكيدة كأن يكون المرض حاداً يخشى منه هلاك المريض أو الضرر الشديد عليه إن لم يُعالج .
2-  أن يغلب على الظن أن التداوى بالنجس يشفى المرض أو يخفف من أعراضه أو يسرع بالشفاء
3-  الا يوجد علاج آخر للمرض ويتعين النجس علاجاً له .

وهذا عن الإمام ابى حنيفة ، وأما الشافعية فقالوا لا يجوز عندهم إستعمال الأعيان النجسة للدواء صرفاً ولكن إذا كانت مُستهلكة مع دواء آخر فيجوز التداوى بها عنهم إن عرف بنفعها وتعيينها بأن لا يغنى عنها طاهر كما صرح بذلك الرملى فى نهاية المحتاج حيث قال أما مستهلكة مع دواء آخر فيجوز التداوى بها كصرف بقية النجاسات .

- وكما رأينا وحسب ما جاء على لسان كبار فقهاء علماء المُسلمين وإن كان قد حرمه البعض لكن فى نفس الوقت أجازه آخرين ومنهم من أجازه بشكل مُطلق ومن أجازه كضمن تركيبة الأدوية ، فسواء هذا أو ذاك ففى النهاية مُعظمهم أجازوا التداوى به ولا سيما إن كان التداوى به ينقذ حياة مريض أو يساعد على شفائه ، فهل هؤلاء المُعادين للخنازير ومن يُريدون إغلاق مركز القلب  بسبب العلاج  بإستخدام الخنزير يعلمون هذا الكلام أم يجهلونه ؟؟!!  

- فمعروف طبياً أن الخنزير مصدر هام لدواء الأنسولين الذى يُستخرج من غدة بنكرياس الخنازير وهو دواء لاغنى عنه لبعض مرضى السكر بل هو من أجود أنواع الأنسولين وأرخصها ، وأقربها للأنسولين الإنسانى ، ونادراً ما يؤدى إلى مُضاعفات طبية كما أنه لا ينقص مفعوله تدريجياً مع طول الإستعمال ، كذلك يُستخرج هرمون الكالسيتونين من غدد بعض الثدييات وعلى رأسها غدد الخنازير وهو من أقرب الهرمونات الحيوانية كيميائياً بالنسبة للهرمونات الإنسانية وأقلها مُضاعفات من حيث إستعماله ويُستعمل مُنذ سنوات فى مُعالجة بعض أمراض العظام التى كانت مُستعصية من قبل هذا الإكتشاف بل يعمل على تسكين آلام العظام والمُساعدة على إلتئام كسور العظام بشكل أسرع .

- كُلنا نعلم جيداً أن الله لم يخلق أى كائن على وجه الأرض إعتباطاً أو بدون نفع ، فما من مخلوق إلا وكان لخلقه حكمة ما من الله ، لذلك أمر الله أبينا نوح أن يأخذ معه ذكر وأنثى من كل نوع منها حتى تتكاثر بعض خروجه من السفينة ولا تنقرض وبالطبع كان منها "الخنازير" ومع تقدم العلم أثبتت الأيام أن لهذا الحيوان المكروه المنبوذ من البعض فوائد عِدة وبدأت تظهر حكمة الله فى خلقه للخنزير ، فقد سخره الله فى خدمة البشر وربما نفع هذا الحيوان للبشرية أعظم بكثير من نفع كائنات آخرى ، فيكفى أن الله سخره لإنقاذ حياة البشر ولاسيما أن معظم تركيباته هى الأقرب لهرمونات وخلايا  الإنسان ، فإذا كان الدين الإسلامى يُحرم أكله لإسباب تخص إعتقادهم حول مفهوم النجاسة والطهارة ، لكن فى نفس الوقت  لابد أن يُدرك هؤلاء بأنه لم يتفق علماء المُسلمين على تحريم العلاج به من عدمه ، إذاً الأمر قابل للمرونة  ، لذا فأن الحُجة الواهية التى أتخذها أصحاب دعاوى إغلاق مركزالقلب الذى ينقذ حياة آلاف بل ملايين الأطفال من مرضى القلب غير قوية .            - فهل لو كانت قلوب هؤلاء مُعرضة للتوقف للأبد هم أو أطفالهم  والخيار أمامهم الإستعانة فى العلاج بالخنازير أم الموت المُحقق ، فهل كانوا سيصمدون على موقفهم المُعادِ لها أم بدون تفكير سيرضخون للعلم والأطباء لإنقاذ حياتهم ،أم أن اللعب بحياة الآخر ما أسهله ولا مانع منه إذا كان الهدف هو التشفى ممن يكرهون .                                     وأخيراَ أود أن أضم صوتى لصوت أديب وأقول لدكتور مجدى يعقوب لا تلتفت لهذه الأصوات التى طالما صرخت بالشر ، فلا تنزعج ولاتنقطع عن عطاءك أبداً الذى خصك به الله دون غيرك فأعطاك قلب رحيم لتطييب القلوب المُتألمة بخلاف الأنامل الذهبية التى تجرى بها جراحات تلك القلوب  ، فيزيدك الرب إلهك خيراً فى كل عمل يديك . 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع