الأقباط متحدون - وانوراه
أخر تحديث ١٤:٥٧ | الاثنين ٢٣ يوليو ٢٠١٢ | ١٦ أبيب ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٣٠ السنة السابعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

وانوراه

بقلم: سحر غريب

 منذ عدة ايام وقبل شهر رمضان انقطع النور عدة مرات في منزلي، في المرة الاولي انقطع النور صباحاً قلت عادي بتحصل، ولأن الجيش علمنا أن نتصرف وان الحاجة أم الاختراعات فقد استخدمت ورقة كرتون لأهوي بها علي صغيرتي التي يقف شعرها تعبيراً عن الاعتراض علي الحر الشديد وتصرخ وترفض بشدة التعرض لأي موجة من الحر، طبعاً التهوية باليد – اجاركم الله وايانا- عمل مُهلك ومتعب بشدة لواحدة مثلي تنتمي لجيل الريموت كنترول ذوات الهشاشة العظمية، حتي  عادت الكهرباء ولكن بفولت منخفض لا يسمن ولا يغني من جوع.


في اليوم الثاني انقطعت الكهرباء أيضاً ولكن هذه المرة عصراً، طلبت من صغاري اللجوء إلي حمامات المياة الباردة تجنباً لموجة الحر العالية، اما في المرة الثالثة التي انقطعت فيها الكهرباء فقد لجأت الي البلكونة وجلست مع صغاري فيها لكي نصطاد أي نسمة هواء باردة شاردة، وكنا ساعتها مساءاً جلس الصغار يرون النكات ويتفكهون، قلت لهم قولوا وامرساااااااااااااااااااااه لعل وعسي النور يعلم ان لنا رئيس فيأتي او كما وعدنا صفوت حجازي اثناء حملة مرسي الانتخابية، فتحت اللاب توب الذي كانت بطاريته مشحونة ودخلت علي النت فوجدت عامة الشعب المصري داخلين علي الفيس بوك يشتكون من انقطاع النور في بيوتهم منهم من دخل مثلي من خلال اللاب توب ومنهم من دخل عن طريق جهازه المحمول، الجميع غارقون تحت شلالات العرق ولا قارب نجاة واحد ينقذنا مما نحن فيه، جعلونا نحقد علي من عنده كهرباء وهو يستخدمها دون مبالاة ويفرط في استخدامها فرغم أن مشكلة انقطاع الكهرباء مشكلة سنوية مُزمنة إلا ان الفوانيس واللمب الصغيرة والكبيرة مازالت موجودة، نسمع تحذيرات كثيرة من الإسراف في استخدام الكهرباء ولا حياة لمن تنادي المهم ان رمضان يأتي ونستقبله بالأضواء الكثيفة وكأن رمضان سيعلن العصيان علينا اذا لم نضيء له الأنوار.
 
ذكرني انقطاع الكهرباء بأيام قديمة عندما كنت في الصف الخامس الابتدائي، وكانت هوايتي المُفضلة تأخير عمل الواجب إلي بعد الغذاء والعشاء- وكله بما لا يغضب الله ولكنه كان يُغضب أمي - يومها انقطع النور وبدأت دموعي تتساقط، قالت لي أمي – رحمها الله- لماذا تبكين ؟ قلت لها لم اعمل الواجب بعد، يومها أحضرت اللمبة الجاز– التي كانت علي وشك الانقراض لولا تمسك امي بالقديم-  وهي ترغب بشدة ان تعاقبني علي استهتاري وتأخري في عمل الواجبات وجلست أحل الواجب علي ضوئها، كنت سعيدة لا اعلم لماذا ، واصابتني يومها حالة من النشاط الغير معهودة، عقل عيال.
 
نعم الذكريات جميلة ولكنها مع ذلك لا تغني عن نعمة الكهرباء، هي نعمة لا نعرف قيمتها الا عندما نفقدها.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter