الأقباط متحدون - رمضان بالمصري: موائد إفطار «الوحدة الوطنية».. رحلة البحث عن «إيد واحدة»
أخر تحديث ٠٤:٤٤ | الثلاثاء ٢٤ يوليو ٢٠١٢ | ١٧ أبيب ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٣١ السنة السابعة
إغلاق تصغير

رمضان بالمصري: موائد إفطار «الوحدة الوطنية».. رحلة البحث عن «إيد واحدة»


فى مصر، لم يعد رمضان شهراً خاصاً بطائفة. أصبح بعاداته وتقاليده، شهراً «وطنياً لكل المصريين». فالأطفال، مسلمين أو أقباطاً، أصبح الفانوس علامة على فرحتهم بقدومه، ويتشاركون معاً فى تعليق زينته على منازلهم. والأكلات والحلوى الرمضانية، تتقدم على موائد «كل المصريين»، على الموائد المصرية، مسلمة ومسيحية.



بهذه الروح كان طبيعياً أن يشارك البابا كيرلس السادس، بشعبيته الكبيرة لدى المسلمين كما المسيحيين، إخوته المصريين فى إقامة طقسهم التكافلى فى شهر الكرم، ويقيم موائد الرحمن فى القاهرة وعدة محافظات، ليفطر عليها المسلمون الصائمون. بهذه الروح، أيضاً، كانت أقدم مأدبة وحدة وطنية، فى حى شبرا، الذى يراه باحثون اجتماعيون ملخصاً لجوهر الشخصية المصرية. فى عام 1969، كان على القمص صليب متى ساويرس، عضو المجلس الملى العام، راعى كنيسة مارجرجس بالجيوشى، وفقاً للعادات، أن يرد على الدعوات التى وجهت إليه من مسلمين لمشاركتهم فرحة إفطارهم، ففكر فى دعوة محبيه، من الطائفتين، لمائدة إفطار باسم جمعية السلام القبطية. قال القمص صليب لـ«المصرى اليوم»، كانت تعبيراً عن المحبة والإخاء بيننا، وللاحتفال برمضان كشهر مميز لكل المصريين.



غير أن أول مائدة «وحدة وطنية»، احتفى بها الإعلام كانت عام 1985، بعد قرار الرئيس الراحل، أنور السادات، 5 سبتمبر منه، بعزل البابا شنودة، والتحفظ عليه فى دير وداى النطرون، وتشكيل لجنة خماسية من الأساقفة تدير شؤون الكنيسة، من ضمنها الأنبا أثناسيوس، مطران بنى سويف، الذى دعا كبار رجال الدول، والقيادات المسيحية والإسلامية لإفطار سماه «مائدة الوحدة الوطنية»، كان هدفه، كما قال حينها «تحسين العلاقة مع الدولة وبين الشعب»، وحين عاد البابا شنودة الثالث من منفاه فى الدير، أقام ذات الإفطار فى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية.



وطوّر بابا الإسكندرية التجربة، لتمتد إلى كل إيبراشيات الجمهورية، وكنائس المهجر، فى فرنسا أو إنجلترا أو كندا أو أمريكا. يتذكر بابا مصر الراحل: فى أول مأدبة إفطار وطنية، امتلأت القاعة بالمقر البابوى بـ150 ضيفاً مسلماً، كانت حجر أساس للقاء سنوى وطنى، ومع زيادة عدد المشاركين، انتقلنا للقاعة الأكبر بالكاتدرائية، وأخذت «حفلاتنا الرمضانية» تنتشر فى أحياء القاهرة، وباقى المحافظات، وبلاد المهجر.



بدت الموائد القبطية الرمضانية، وكأنها ممثلة لنخب الشعب المصرى فى كل المجالات، سياسيين من الدولة ومن معارضيها، شيوخ الدين والقساوسة، رجال القضاء، كتابا وإعلاميين، رجال أعمال. يرون فيها فرصة للقاء والتواصل، كمصريين.



فى تنظيم مآدب الوحدة الوطنية، وعى بالمشترك بين الإسلام والمسيحية، فبابا الإسكندرية يصف رمضان: «فترة روحية مقدسة، يفضل فيها أن يجلس الإنسان إلى نفسه، يصلح من أخطائه إن كانت له أخطاء، ويعمل على زيادة فضائله، وإلى القرب من الله، وتعميق المحبة بينه وبين الناس، ويخلو بذاته ويعرف فى أى طريق يسير، أقول هذا لأن كثيراً من الناس يعيشون خارج أنفسهم، ومشاغل العالم تأخذهم، وهنا نسأل متى يخلو الإنسان إلى نفسه؟ فشهر الصوم هو شهر مناسب يجلس الإنسان إلى ذاته ويفحص ذاته ويراجع طباعه ومعاملاته ومدى إخلاصه للغير ومدى ثباته فى محبة الفضيلة، ويحاول أن يأخذ قراراً مع نفسه لأن الرب أعطانا فى فترة الصوم مناسبة نجلس فيها إلى أنفسنا، كثيراً ما نخلو إلى الغير ونتحدث مع الغير ويندر أن نخلو مع أنفسنا ونتحدث مع الله».



توقفت موائد الوحدة الوطنية عام 2009، مع انتشار إنفلونزا الخنازير، والنصائح الطبية بتفادى التجمعات العامة لتفادى انتشار المرض، وأمر البابا شنودة وقتها، بتوجيه ميزانية هذه الموائد لإقامة موائد رحمن بالقاهرة والمحافظات، ناصحاً الأساقفة، وأثرياء الأقباط، بالتبرع بما كانوا سيخصصونه لموائد الوحدة، لفقراء الوطن. أما الكنيستان الكاثوليكية والإنجيلية، فقد وجهتا ميزانية موائد الوحدة للأعمال الخيرية ولمشروعات الخدمة العامة


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.