الخميس ٢٦ يوليو ٢٠١٢ -
٠٦:
١٠ ص +02:00 EET
بقلم: تريزة سمير
احبناك لأنك احببتنا من قبل ان نحبك ، ابتسامتك سر من اسرار هذا الكون العجيب ، اصبحت تلك الابتسامة قادرة على انجراف دموعنا عند تذكرها ، حرمنا من ابتسامتك ايها "البطل المصري العظيم" احتفلنا بعيد مولدك ولأول مرة يحتفل الجميع لأجلك وانت ليس في وسطهم ، عرفنا جميعا عيد ميلادك بعدما اصبح ذكرى ، معذرتآ لم نعرفه من قبل ولم نهتم بك ، احتفلنا في ميدان التحرير وشارع محمد محمود بذكرى مولدك بعدما اصبحت شهيد للوطن شهيد لجروح الوطن ، اعلم تماما انك رأيتنا في هذا الاحتفال وكنت سعيدآ لأننا نتذكرك في المكان الذي احتواك ثمانية عشر يوما قبيل التنحي عندما استمريت في ثورتك حتى نهاية حياتك ، استمريت لتدافع عن حقك كمصري ،ورغم خطورة تلك الايام إلا انك لم تمت بميدان التحرير على ايدي النظام السابق ، ولكن ؟؟ قتلت على ايدي العسكر في مظاهرة تدافع فيها عن حقك "كقبطي مصري " لا اعرف لماذا في يوم عيد ميلادك اشتم رائحة دماءك واراك ملقى على الأرض في "مشرحة المستشفى القبطي" تلك الغرفة الحقيرة التي ضمتك ميتآ ، يالها من اوقات مؤلمة لحظة تذكرك بداخلها وبجوارك عشرات من "الشهداء"
يوم مولدك "يامينا " رائحة دماءك العطرة التي سالت على الأرض حتى تعطينا الكثير لا تفارق انفي يوم ذكرى ميلادك ...
تذكرت اخر حديث دار بيننا عندما طلبت مني ان انضم لحملة حقوق الفقراء ، قلت لك يومها "يامينا كل الحملات ثورية وانت بس اللي افتكرت الفقراء جاوبتني " الفقراء ياتريزة هما اكتر ناس هيكونوا الضحية سواء مع الاسلاميين او الليبراليين ، الفقراء اللي منهم انا وانتي ... حكمة غالية ورسالة لابد ان تؤخذ على اعناقنا "الفقراء اولآ" هكذا كنت تحلم وتتنمى ، الفقراء هما الضحية فلايجدون الأكل الصحي او حتى المياة ، لايجدون العلاج والتعليم ، الفقراء هما الذين سيموتوا بلا ثمن ، الفقراء يتم شراء اصواتهم لنجاح المستبد ، هما ضحية الحكام المستبدين سواء استخدم الدين ستارآ وقناعا او استخدم سلطته ليبيع المياة والهواء والصحراء ويبيع مصر ، إلى ان تصبح مصر كالصحراء الجرداء ...
أطمئن "يامينا دانيال" سنحقق اهداف الثورة ، وستنظر إلينا من فوق وتشاهدتنا اكثر تحدي وقوة بك ، سنظل ندافع عن الفقراء لاننا جزء منهم لايتجزء ...
اطمئن يامن اثبت للعالم كله ان هناك "جيفارا مصري " ذو رساله عظيمة فطوال حياته كان يدافع عن حقوق العمال والفلاحين والفقراء والأقباط ، ففي كل المظاهرات والوقفات الاحتجاجية كنت اراه واقفا متحمسا ، كم كان حماسك رغم صغر سنك فكاان طموحك قادرعلى كسر كل القيود والفوارق المجتمعية والطائفية التي فرضت فانت جمعت نسيج الأمه من المسيحيين والمسلمين ، فالجميع يحبك ويتذكرك ..نتذكر ابتسامتك ورغم انها تعزينا إلا انها تجرحنا آلما ، وتحطم قلوبنا...على رحيلك ولكن سنستمر في تذكرك ...سنستمرندافع عن "العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية " سندافع عنهم وستنجح الثورة وسترانا من فوق وتبتهج ثم نرى ابتسامتك حتى نشعربالسلام الذي يملأ العالم كله..