كتب- هشام السروجي
قبل عدة أيام، وبعد أن أسدل الليل ستائره، فوجئ رواد المول التجارى الكبير "سيتي ستارز" برجل يدخل من باب المول ومعه أربعة من هؤلاء الضخام- الحراس الشخصيين- يحملون أسلجة آلية صغيرة الحجم "هكلر"، وبخطوات مسرعة من الأربعة حراس والضيف الذي يشبه إلى حد كبير نائب المرشد العام للإخوان المسلمين "خيرت الشاطر"، ليس في الشبه الخلقي فقط ولكن أيضًا في "البيزنس" الذي احترفه الرجلان، حتى أن أحد عمال الكافيهات توجه إليه ليتقط صورة معه باعتباره "الشاطر"، إلا أن الحرس الشخصي أكد للعامل أن الرجل هو "خالد مشعل" عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة "حماس".
وبعد دقائق قليلة، استقر "مشعل" بمحل "سيرار" للبدل، والذي يبيع منتجات تركية باهظة الثمن. وأكدت مصادر لـ"الأقباط متحدون" أن مدير المحل قدم لـ"مشعل" خمس بدل هدية، سعر الواحدة يصل إلى 1800 جنيه مصري، بعد أن تلقى اتصالًا هاتفيًا من صاحب المحل، وهو القيادى الإخواني "حسن مالك".
وعلمت "الأقباط متحدون" أن "خالد مشعل" يقوم حاليًا بدور الوسيط التجاري بين رجلي الأعمال "خيرت الشاطر" و"حسن مالك"، وبين رجال أعمال أتراك، بهدف سيطرة الرأسماليين بالجماعة على الاقتصاد المصري، باستيراد العديد من السلع، وإغراق السوق المصري بها، كما هي عادة من يروجون للاقتصاد الإسلامي.
وأكدت المصادر أن زيارات "مشعل" لـ"سيتي ستارز" تكررت في فترة ما بعد الثورة بشكل ملحوظ، وجمعته جلسات واجتماعات بـ"حسن مالك" في المحل المذكور لساعات طويلة، وبعدها بدء التعاون التجاري بين الأخير ونظرائه الأتراك في الانتعاش، وهو الدور المنوط بـ"مشعل" القيام به، مما جعل "مالك" يقوم بالتأثير على أحد رجال الأعمال الكبار المحسوبين على التيار السلفي، وإقناعه بافتتاح فرع لمحلاته الشهيرة والمنتشرة في كل ربوع "مصر" في "سيتي ستارز"، واعتماد البضاعة التركية التي سيوفرها له كمنتج أساسي لمبيعاته التي تصل للمليارات في العام المالي الواحد، رغم رخص أسعارها. وبالفعل بدأت مفاوضات بين رجل الأعمال السلفي وأحد أشهر سلاسل محلات الملابس الإيطالية الشهيرة، ليقوم الأول بشراءها وافتتاح فرع لمحلاته بالمول التجاري.
وأوضحت المصادر أن اجتماع قيادات جماعة الإخوان المسلمين بدول العالم العربي والأوروبي، وهو ما يُطلق عليه "التنظيم الدولي" على الأراضي التركية بمقر مكتب الإرشاد العالمي بـ"إسطنبول"، يكون في الأساس عبارة عن عقد صفقات واتفاقات تجارية فيما بين أعضاء تنظيم الجماعة وبين قيادات الإخوان بـ"تركيا"، لتوكيد سيطرة الجماعة على اقتصاديات دولهم، وبالتالى السيطرة على سياسات الدول، كما هي العادة مع الصهيونية في السيطرة على القرار السياسي الأمريكي عن طريق الاستحواذ على أهم الكيانات الاقتصادية بـ"الولايات المتحدة الأمريكية"، وهو ما يجعل لهم الحق في اختيار رئيس "أمريكا" بالضغط على ورقة الاقتصاد.
وأشاروا إلى أن هذا هو ما حدث الأسبوع الماضي، حينما اجتمع إخوان "سوريا" بقيادات التنظيم الدولي بـ"إسطنبول" لبحث تطورات الموقف السوري، والذي تبعه تفجير مقر الأمن القومي السوري، وقيام جيش "سوريا" الحر بعمليات عسكرية واسعة النطاق، وهو ما حلله البعض بأن إخوان سوريا المسيطرين على الجيش الحر حصلوا على الضوء الأخضر والدعم المطلوب من مكاتب الإخوان على مستوى العالم، وهو ما توفره الاتفاقات الاقتصادية في المجتمع الإخواني الدولي تحت رعاية "إسطنبول".