خالد منتصر
سعدت كثيراً بجائزة المبدع الصغير التى تشرف عليها وتشملها برعايتها السيدة انتصار السيسى، حرم الرئيس، فهى تفتح آفاقاً جديدة أمام الطفل المصرى، وترسخ قيمة هامة داخل العقل والوجدان المصرى، قيمة أنه لكى تصنع مستقبلاً لهذا الوطن لا بد من الاهتمام بالطفل، هذا التحفيز على الإبداع والكتابة سيفتح مسام الخيال الذى هو كما قال أينشتاين أهم من المعرفة، والشعوب التى تقدمت حضارياً هى الشعوب التى أطلقت لعنانها الخيال بلا حدود ولا أسوار.
لكن المبدع الصغير، من أين سيستمد مخزونه الإبداعى؟ كيف سنصنع وننمى هذا الخيال أصلاً؟ إنه كاتب أدب الأطفال، هو الذى سيبذر فى تلك الأرض البكر الخصبة بذور الفن والخيال والإبداع والابتكار، هو الذى سيكتب على تلك الصفحة البيضاء، هو الذى سيمنح الطفل أجنحة ليحلق بها، لذلك لا بد من الاهتمام بكاتب الأطفال، ذلك الكاتب الذى يعانى فى مصر من التهميش والإهمال، لذلك أوجه ندائى لحرم الرئيس، وأنا أعرف حماسها واهتمامها بهذا المشروع القومى الوطنى المصيرى، لا بد من عمل جائزة كبيرة لأدب الطفل المصرى على غرار جائزة اتصالات وجائزة الشيخ زايد وجائزة كتارا، كل تلك الجوائز الكبرى خصصت فرعاً لأدب الأطفال.
نحن كانت لدينا جائزة منذ أكثر من عشر سنوات وأُلغيت، هل يتصور أحد فى مصر أن كل فروع الأدب لها جائزة دولة تقديرية إلا أدب الأطفال؟! دور النشر صارت ترفض وتتجنب نشر قصص الأطفال، مكتبات المدارس لم تعد تشترى كتب أو قصص أطفال، لا يوجد على شاشاتنا برنامج أطفال واحد يقرأ القصص للأطفال ويشجعهم على اختيارها وتحليلها والتفاعل معها، لا يمكن للمبدع الصغير أن ينجح وسط صحراء خالية من المبدعين الكبار الذين يساهمون فى تنمية خياله، يكفى أن معرض كتب الأطفال تم إلغاؤه، يكفى الإحباط الذى يعانيه أدباء الأطفال فى مصر، تلك الفئة التى اختارت أصعب أنواع الكتابة لتخوض مغامرته.
شكراً لكل مجهوداتك فى مجال النهوض بالطفل وتنمية قدراته الإبداعية، وأعتقد أن الاهتمام بكتاب الطفل، والأديب الذى يكتب للطفل، والبرنامج الذى يقدَّم للطفل، الاهتمام بكل تلك المنظومة سيجعلنا بالفعل نضع حجر أساس المستقبل، فالطفل هو الغد، هو الامتداد، هو الأمل.
نقلا عن الوطن