بقلم- مينا ملاك عازر
منذ أن قال الفنان "هنيدي" في فيلم "إسماعيلية رايح جاي" إن نفسه في كمنننة، إلى أن أعربت "صهيبة" في إعلان عن مؤسسة "مجدي يعقوب" أن نفسها تعيش، "مصر" دايخة، تنقلت كثيرًا بين حالات عدة، ولذا علينا اليوم أن نسأل أنفسنا سؤالًا بسيطًا جدًا: نفسك في إيه؟..
ففي الإعلان الذي تظهر فيه صاحبة الثقب في القلب تتمنى أن تعيش، يظهر معها آخرون، نفسهم في كشري، وفي لعبة، وفي عروسة، خلي بالك، أنا لا أنكر على الأطفال أن يكون نفسهم في أي حاجة من دي، بل وأكثر، فمن حقهم مثلًا أن يتعلموا تعليمًا جيدًا لا يسيطر عليه سلفي أو إخواني يخطف عقولهم. على أي حال، أجمل ما في هذا الإعلان أن أولئك الذين نفسهم في "مصر" لم يظهروا ويقولوا "نفسنا في مصر"- طبعًا حضراتكم عارفينهم- هما ما طلعوش لأنهم لم يعودوا يعلنون عن ذلك في إعلان، فهم ينفذون تمنياتهم عمليًا، فهم نفسهم في مصر، وبابا العسكري يقدمها لهم هدية، حتى لا يعيطوا ولا يخبطوا في الأرض برجليهم ويدبدبوا أو يلموا صحابهم في ميدان "التحرير" يشتموه ويرهبوه!! فالعسكري قال لهم "خدوا مصر يا حبايبي".
يا جماعة، "صهيبة" عايزة تعيش، سامعين، صرخي يا صهيبة ليسمع أولئك الناس إن نفسك تعيشي مثلك مثل "مصر"- أمك مصر- نفسها تعيش للجميع وبالجميع، وليس لرجل واحد أو لجماعة بعينها أو لتيار متطرف بذاته، "مصر" نفسها تعيش، ولديها ثقب في القلب يتسرب منه بعض أبنائها بفعل ضغط بعض الطامعين فيها.. أبناء "مصر" يتسربون من ثقب قلبها، إلى هنا قد تكون الأمور ملحوقة، المصيبة أن يتسرب بعض ممن هم ليسوا أبنائها وأعدائها إلى داخل قلبها من خلال ثقبه ليملأوه كرهًا تجاه كل من أحبوها، وبذلوا أنفسهم لأجلها.
اصرخي يا صهيبة، وقولي لهم إن نفسك تعيشي، ولما تعيشي على يد الرجل القبطي الذين يرونه على أنه الكافر، نفسك أن تحتويه هو ومن هم على نفس ديانته بقلبك المثقوب الذي شفاه الله لكِ على يد ذلك المتهم بالكفر. قولي لهم يا صهيبة إن قلبك الصغير يحتوي حبًا تجاه الجميع، قولي لهم يا صهيبة إن قلبك الصغير لا يتحمل حملات الكذب والنفاق والملاوعة والتلون التي يعيشها أولئك المتلونون الطامعون في "مصر"، الذين نفسهم يولعوها ويقسموها ويحكموها، ويشوهوا أجيال قادمة حين يمسكون تعليمها ومسؤولية شبابها.
صهيبة، علّي صوتك، وسنعلي أصواتنا معكِ، لنصرخ وكل مصري بجد عاقل يقول نفسي أعيش، سنصرخ على لسان "مصر" أنا نفسي أعيش، اتركوني أعيش، اتركوه يداوي قلوب أبنائي ليعيشوا ولأعيش.
المختصر المفيد، اختطفتم البلد ومن قبلها الثورة، ما نفسكوش في حاجة تانية؟ أنا شخصيًا نفسي تبعدوا عن "مصر" وعن أبناء "مصر"، وارفعوا أيديكم عن التعليم والشباب، ليبقى أمل في علاج قلب مصر، ولتعيش مصر.