بقلم: د.عبدالخالق حسين
نشر الأستاذ حسن حاتم المذكور مقالاً بعنوان (ملفات للابتزاز) على مواقع الانترنت بتاريخ 24/7/2012، جاء فيه أن صاحب موقع ينشر فيه منذ عامين، اتصل به وجرى بينهما الحديث التالي:
[" استاذ حسن ... انا احبك واحترمك ... وأنا خايف عليك كلش ... "
ـــ ولماذا الخوف...؟
" لأنك رايح زايد ويه المالكي... " .
ـــ وما علاقة ذلك بكل تلك المخاوف... ؟ .
" اتصلوا بي بعض الأشخاص ... قالوا عندهم ملفات من وزارة الثقافة تتعلق بيك و عبد الخالق حسين ... وسينشروها .. "]
ويضيف الكاتب: "رجوته الا يخاف وشكرته لإيصال الرسالة وتمنيت الا تتكرر .."
لم يذكر السيد الكاتب اسم الشخص أو الموقع، ونظراً لورود اسمي كطرف معرَّض لهذا الابتزاز، رأيت من المفيد أن أدلو بدلوي حول ما يتبناه البعض من أساليب التهديد والوعيد، حيث يقومون بحملة تشويه سمعة كل من لا يسير على سكتهم، وتلفيق شتى الاتهامات ضده بغية تصفيته سياسياً واجتماعياً، وحتى جسدياً إن استطاعوا..، وهذا نهج بعثي بامتياز.
في الحقيقة أنا أيضاً أتصل بي صديق قبل عام، وهو صاحب موقع احترمه ويحترمني أيضاً، وقد أسدى لي نفس النصيحة مع فارق بسيط وهو عدم ذكره "ملفات في وزارة الثقافة سينشرونها قريباً!!" إذ قال أنه تلقى شكاوى من جهات ضدي مفادها أني "رايح زايد ويه المالكي"، ورجاني أن ابتعد عن هذا النهج!! وأن لا أدافع عن المالكي رئيس حكومة الحرامية!!
بطبيعة الحال، ما تعرض له الصديق الأستاذ حسن حاتم المذكور هو نقلة نوعية جديدة في طريقة التعامل مع الرأي الآخر المختلف وحرية التعبير والتفكير، وذلك بالتلويح بالابتزاز، والتهديد بنشر ملفات!!، وهو أمر مؤسف جداً أن يلجأ أناس محسوبين على الثقافة، المفترض بهم أن يكونوا قدوة حسنة في حق الاختلاف في المواقف والأفكار والآراء السياسية، وإذا بهم يلجؤون إلى هذه الأساليب الرخيصة. لقد جربوا معنا مختلف الوسائل، بدءً بحملة المقالات الهجومية المنسقة، والتعليقات البذيئة على المقالات، سواء بأسمائهم الصريحة أو الوهمية، وصولاً إلى الابتزاز بنشر ملفات.. وعلى حد علمنا ليست هناك ملفات، إذ لا علاقة لنا بأية جهة حكومية أو غير حكومية، وإنما نكتب بدافع قناعاتنا ورؤانا الفكرية، ووفق ما تمليه علينا ضمائرنا ومواقفنا الوطنية، فإن وجدت ملفات فلا شك أنها من انتاج مختبرات البعث، كتلك الإشاعات التي تنهال علينا يومياً عن طريق الإنترنت والإيملات.
كذلك، استلم بين حين وآخر، رسائل ومكالمات تلفونية من أشخاص بعضهم أصدقاء وبعضهم معارف، يعتقدون أني تخليت عن علمانيتي وأني (رايح زايد ويه المالكي!!)، بل راح البعض إلى أبعد من ذلك، إذ يتهمني بالطائفية خاصة بعد أن نشرتُ كتاباً عن (الطائفية السياسية ومشكلة الحكم في العراق) والذي ظهرت طبعته الأولى في العام الماضي، ولقي نجاحاً باهراً حيث نفذ من الأسواق بعد أشهر قليلة من تاريخ نشره. ففي رأي هؤلاء أننا يجب عدم التطرق لأمراضنا الاجتماعية والسياسية، مثلهم كمثل النعامة التي تطمس رأسها في الرمال ظناً منها أنها تحمي نفسها من الصياد.
قبل كل شيء، وكما ذكرتُ مراراً أني لم أدافع عن المالكي، وإنما كل دوري يتركز حول رفضي للأكاذيب التي يروجها خصوم العملية السياسية في العراق الجديد. يقول جورج برنادرشو أن بعض الناس إذا رأوا الحقيقة ضده ما يريدون، فيلجأون إلى الأكاذيب، ومحاربة كل من يتمسك بالحقيقة. وهذا بالضبط ما يحصل الآن في العراق من قبل أعداء الديمقراطية.
لحسن الحظ أني لست وحدي في هذا الصراع، إذ هناك عدد غير قليل من الزملاء الكتاب المتهمين بأننا (رايحين زايد ويه المالكي)، نرى أن من واجب الكاتب الذي يحترم نفسه وقراءه، أن يقف بصلابة وحزم ضد الإشاعة والتلفيقات، إذ لا يمكن أن تبني نظاماً ديمقراطياً على الأكاذيب والإشاعات البذيئة. ففي عصر تكنولوجية المعلومات أصبح من السهل جداً على أي شخص مغرض بث أبشع إشاعة وإخراجها وكأنها حقيقة، ونشرها على أوسع نطاق!! فكلنا نستلم يومياً تقريباً إيميلات ومقالات مدعومة بالصور و"الوثائق" حول الفساد والنهب من قبل المقربين من المالكي لممتلكات الدولة، وشراءهم عمارات وفنادق خمس نجوم تقدر بمليارات الدولارات في دول الخليج وغيرها. فلو كانت هذه الإشاعات صحيحة لأفلست الدولة العراقية ولما كان هناك عراق منذ سنوات.
نعم، هناك فساد مستشري في جميع مفاصل الدولة العراقية، وهي مسؤولية الجميع، ولكن المبالغة في حجم هذا الفساد، وبأرقام فلكية لا يمكن أن أصدقها احتراماً لعقلي وعقول القراء. وعلى سبيل المثال، قرأت قبل أسبوعين، أن ثروة الأخوين، أسامة وأثيل النجيفي بلغت 22 مليار دولار!! دون أن يخبرونا كيف استطاع الشقيقان جمع كل هذه الثروة وبهذه الفترة القياسية؟ وهل عدم تصديقي لهذا الخبر يعني أني صرت أدافع عن الأخوين النجيفي؟
ولدي قائمة طويلة من هذه الافتراءات المضحكة المؤلمة التي لا يصدقها كل ذي عقل سليم، وقد ذكرت العديد منها في مقالات سابقة، ولكن يكفي أن أذكر هنا بعض ما استجد من هذه الأكاذيب في هذه العجالة، فعلى سبيل المثال: وردني من صديق تقرير مصور بعنوان: "بريطانيا تضبط مقتنيات أثرية عراقية مرسلة إلى مقر حزب الدعوة في لندن". ومن قراءة التقرير تعرف أنه صناعة بعثية بامتياز. وقد اعتبره المرسل أنه حقيقة لا شك فيها وذلك بدافع حرصه على الوطن!!
كذلك قرأنا قبل أيام، أن الأموال التي نهبها الإسلاميون في حكومة المالكي تقدر بـ 700 مليار دولار. المشكلة أنه ليس الناس البسطاء وحدهم يصدقون هذا الإشاعات، بل وحتى كتاب مثقفون من وزن السيد نبيل ياسين، على سبيل المثال، والذي كتب قبل أيام مقالاً بهذا الخصوص. وليكون منصفاً وقابلاً للتصديق رفض السيد نبيل ياسين الرقم الفلكي 700 مليار، فقسم المبلغ إلى نصفين، وتمسك بـ 350 مليار كسرقات الحكومة لأموال الدولة. وصلني المقال أكثر من عشر مرات، وأخيراً قرأته لأن المرسل صديق أحترم اختياراته. ولكن بعد انتهائي من المقال، تألمت جداً لنجاح مروجي مثل هذه الافتراءات في اقناعهم حتى المثقفين المخلصين الشرفاء الحريصين على إنجاح العملية السياسية.
لم يسأل أحد هؤلاء الأخوة نفسه، من أين جاء هذا المبلغ الفلكي 700 مليار دولار، أو حتى 350 مليار حسب تقديرات السيد نبيل ياسين؟
تعالوا يا جماعة الخير لنتحاسب!!
قبل عامين، ذكر الدكتور حسين الشهرستاني (وزير النفط آنذاك) أن جميع الواردات النفطية منذ 2006 بلغت 192 مليار دولار. وإذا أضفنا إلى هذا المبلغ مائتي مليار دولار للسنتين الأخيرتين، فيكون المجموع في حدود 400 مليار دولار على أكبر تقدير.
نحن نعرف أن الحكومة تدفع رواتب لنحو خمسة ملايين من العاملين في مؤسساتها، إضافة إلى الملايين من المتقاعدين ومعوقي الحروب والإرهاب..الخ، إضافة دفع المليارات لمشاريع الإعمار، وهذه الدفوعات والرواتب تبلغ عشرات المليارات سنوياً، فإذنْ، من أين جاء الـ 700 مليار أو 350 مليار دولار الذي نهبه المسؤولون في الحكومة؟
نقلت لي سيدة عراقية مقيمة في مصر تعليقاً على مقال لي حول المبالغة في حجم الفساد، أجتزئ منها ما يلي:
[مقالتك اعادت الى ذاكرتي ما حدث في القاهرة على باب القنصلية العراقية...، فلقد ذهبت للقنصلية وكانت لدي معاملة متأخرة نتيجة الاحداث في مصر، وفوجئت ان ميدان الثورة مغلق تقريبا من الاعداد الكبيرة لسيارات المقيمين العراقيين، كلهم مصطف لاستلام منحة الحكومة العراقية والتي كانت 200 دولار لمساعدة اللاجئين العراقيين في مصر، وكان لسان حال كل الموجودين "روحوا استلموا المنحة قبل ما يلغفها الموظفين الحرامية"... وبعد أن شاهدت الوضع أدركت ان قسم من الموجودين لم يكن واقفا لاستلام منحة بل جاؤا لأهداف أخرى .. لتحريك الناس وتحشيدها ضد الحكومة بدعوى انها حكومة سراق. وكان الكثير منهم يتحدث عن مظاهرات عارمة ستزلزل الدنيا في العراق. وحاولت ان ابلغ الشخص الذي كان يبدو مثقفا ان هنالك اختلاف كبير بين الحالة العراقية والحالة المصرية، خاصة وان الحكومة العراقية قد تشكلت قبل اشهر قليلة إلا انه رفض ان يسمع، وتحدث عن الزلزال القادم. ثم قامت جماعة منهم بالهجوم على القنصلية مما استدعى غلقها وقيام مدرعات من الجيش المصري بحمايتها ولسان حال المصريين يقول "هو احنا ناقصيكم انتو كمان".] انتهى.
فهل هذه السيدة الفاضلة رايحة زايد ويه المالكي؟!!
لا شك أن الغاية من تضخيم حجم الفساد هو اعطاء انطباع للشعب العراقي والعالم أن أنزه نظام جاء لحكم العراق هو النظام البعثي الصدامي، وإظهار الحكومة المنتخبة بأنها فاسدة تستحق الإطاحة بها، وأن الشعب العراقي غير صالح للديمقراطية بعد لذا يجب العودة إلى حكم البعث. نقول لهؤلاء أن نظام البعث الذي تروجون له فشل فشلاً ذريعاً في حكمه، وهو المسؤول عن تدمير العراق خلال 35 سنة من حكمه الجائر، ويكفي أن أذكر مثالاً واحداً على فشله الذريع ألا وهو انهيار قيمة العملة العراقية في عهده. فقبل اغتصاب البعث للسلطة عام 1968 وكان الدينار العراقي يساوي 3.5 دولار أمريكي، وفي أيامه الأخيرة من حكمه صار سعر الدولار يعادل 3500 دينار، يعني صار الدينار العراقي دون سعر الورق الذي طبع عليه، أي إفلاس تام وانهيار مطلق لاقتصاد بلد عائم على بحر من النفط. فهل هناك فساد وفشل أسوأ من ذلك؟
وعندما يتهم كاتب سعودي المالكي بأنه مشروع إيراني، فهل هذه التهمة هي حقاً موجهة ضد المالكي كشخص أم ضد طائفة بأكملها؟ وهو بذلك يسعى لدق الاسفين الطائفي في العراق بغطاء الحرص على الطائفة الأخرى التي تدعي السعودية حرصها على مصلحتها. فهل إذا قمتُ بتفنيد اتهامات هذا الكاتب السعودي يعني أنني (رايح زايد ويه المالكي)، أم أنه واجب وطني لحماية الرأي العام العراقي والعربي من التضليل؟
فما هو دور المثقف في هذا الحالة إذنْ؟ هل عليه أن يركب الموجة ويسير مع التيار ويتخلى عن عقله؟ أليس من واجب المثقف العمل على قول الحقيقة وحماية الرأي العام من التضليل؟
يقول غوبلز: "اكذب ثم أكذب حتى يصدقك الناس، بل وحتى تصدق نفسك". وهذا بالضبط ما يجري في العراق الآن من قبل البعثيين وحلفائهم الجدد والقدامى.
وبالعودة إلى من يهددون بـ"ملفات الابتزاز.."، نقول مشكلتهم أنهم يعيشون في العقلية القديمة التي عفى عليها الزمن، إذ مازالوا يعتقدون أن بإمكانهم خدع الأغلبية بهذياناتهم، وتهديداتهم، وأكاذيبهم، وإشاعاتهم المغرضة، غير مدركين أن الدنيا قد تغيرت ومعها تغير الشعب حيث أدركت الغالبية العظمى من الشعب الحقيقة بفضل التقنية المعلوماتية.
فهناك العشرات من الكتاب الأفاضل، ومعظمهم من خلفيات يسارية، كما كاتب هذه السطور، أدركوا أن المستهدف من هذه الهجمة الشرسة ليس المالكي وحده، بل هو أبعد وأخطر من المالكي، وهو العراق، والعملية السياسية برمتها، لإعادة العراق إلى حكم البعث بنسخته الجديدة الوهابية، وإلى حظيرة محور الشر (السعودي- القطري- التركي) الذي راح يغازل ويستدرج بعض القيادات السياسية مثل بارزاني، وعلاوي، والصدر لهذا الغرض الخبيث. وما احتضان بارزاني للإرهابي طارق الهاشمي، المدعوم من هذا المحور، إلا الجزء المرئي من المؤامرة الخبيثة على العراق.
لقد ذكرنا مراراً أن ما يتعرض له العراق من مؤامرات، يشبه إلى حد كبير ما تعرض له أيام ثورة 14 تموز مع بعض الفوارق بحكم الزمن، مثل انتهاء الحرب الباردة وموقف الدولة العظمى من العراق الجديد. ثم جاء التأكيد على هذا التشبيه من القيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، الأستاذ عادل مراد في تصريح له لصحيفة (الشرق الأوسط)، السبت 14 يوليو/ تموز 2012 جاء فيه: "أن العراق يواجه نفس الظروف التي أطاحت بثورة 14 تموز". وانتقد جماعة أربيل وخضوعهم للمحور السعودي-القطري- التركي. وهذا التشبيه أفقد الكتاب المتياسرين، وفلول البعث صوابهم، فجن جنونهم، وراحوا يدبجون المقالات المطولة المملة في محاولة يائسة لنفي التشابه، واكتفوا بالتركيز على نقاط الاختلاف فقط، مرددين نفس المقولات التي حفظوها عن ظهر القلب في مرحلة الحرب الباردة يوم كان العراق ضحية الصراع بين المعسكرين العملاقين. نعم هناك اختلاف عن عهد 14 تموز، ولكن أهم هذا الاختلاف هو أن الدولة العظمى، أمريكا، والدول الغربية الأخرى تقف اليوم معنا لصالح العملية السياسية في العراق، وهذا ما يجعلنا نعتقد أننا نقف على الجانب الصحيح من التاريخ، وأنكم يا حلفاء البعث ضد حركة التاريخ ومصيركم الفشل الذريع.
ملاحظة أخرى جديرة بالذكر وهي، أن المتياسرين الذين يسعون لتدمير العراق باسم العلمانية والديمقراطية "الحقيقية"، حاولوا اتخاذ الحزب الشيوعي هراوة لهم للصدام مع الحكومة ومع المالكي تحديداً، بحجة دفاعهم عن الحزب. وأخيراً أدرك الحزب الشيوعي خطورة الوضع المعقد، وأنه لا يمكن حله بالأساليب الشوارعية الغوغائية والديماغوجية، بل بالحوار البناء والتفاهم، ولكن ما أن التقى وفد من قيادة الحزب برئيس الوزراء حتى وكشف هؤلاء عن حقيقتهم، فانقلبوا على الحزب الذي ملؤوا الدنيا صراخاً في الدفاع عنه وحمايته من "حكم الملالي عملاء إيران"، فراحوا ينتقدون قيادة الحزب بشدة على هذا اللقاء. وبذلك فقد اسفروا عن نواياهم الحقيقية في تأزيم الوضع أملاً في إسقاط الحكومة تنفيذاً لإرادة أولياء النعمة. لقد أثبت هؤلاء أنهم يعيشون على الأزمات، ولذلك يسعون لإدامة الأزمة وصب الزيت عليها وخلق المزيد منها، فهذا ديدنهم منذ العهد الملكي ولحد الآن.
تفيد الحكمة، أن الساكت عن الحق شيطان أخرس. ولكن مع الأسف الشديد، في عصرنا هذا من لا يساير الشيطان فهو مهدد بـ"ملفات الابتزاز...!!" لا شك أن الذي ادعى بوجود ملفات ضدنا في وزارة الثقافة فقد فضح نفسه، لأن هذا يدل على إنه هو على علاقة وطيدة بتلك الوزارة، ونحن في هذه الحالة نتمنى على هذا الشخص أو الأشخاص، أن ينشروا تلك الملفات بأسرع وقت ممكن. فنحن واثقون من أنفسنا أننا مفكرون مستقلون، ولن نتخلى عن استقلاليتنا ونهجنا الوطني مهما حاول المتطفلون على الثقافة، ابتزازنا. فكما بينا أعلاه، لقد استخدموا معنا مختلف الوسائل لجرنا إلى مواقفهم، منها الحوارات الودية، ثم تقديم "النصائح الأخوية!!"، وأخيراً لجؤوا إلى التهديد بـ"ملفات الابتزاز". وهذا هو الإرهاب الفكري بكل معنى الكلمة، وهو دليل على إفلاسهم الفكري والسياسي والأخلاقي. ونحن بدورنا نؤكد لهم أننا لم ولن ولا نخضع لأي ابتزاز، فمحاولاتهم اليائسة البائسة هذه تزيدنا إصراراً على الثبات على مواقفنا الوطنية الصائبة التي نؤمن بصحتها، ودليل على هزيمتهم، فمثلهم كمثل من يبصق نحو السماء ويمسح وجهه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
abdulkhaliq.hussein@btinternet.com العنوان الإلكتروني
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/ الموقع الشخصي
مواد ذات علاقة بالموضوع
1- حسن حاتم المذكور: ملفات للابتزاز...!!
http://www.akhbaar.org/home/2012/7/133378.html
2- قيادي كردي: العراق يواجه نفس الظروف التي أطاحت بثورة 14 تموز ...
http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&issueno=12282&article=686337
3- ملحق
وصلني تعليق قيم من الأستاذ علي الأسدي، على الموضوع، وإني أشكره على سماحه لي بنشره وباسمه الصريح، جاء فيه ما يلي:
اقدر عاليا اصرارك في الدفاع عن العراق شعبا ووطنا ومقدسات، برغم السهام الكثيرة التي اصابتك بسبب ثباتك وعدم انصياعك. ان طريقة تفكيرنا ووزننا كشعب لا يستكين ولا ييأس رغم ما أصابه من ظلم هو ما يستهدفه المعسكر الرجعي المتخلف المكون من بلدان الخليج بقيادة قطر والسعودية، وللأسف وكما تفضلتَ ان الكثيرين من مثقفي هذا الزمن النتن لا يشعرون بخطورة المرحلة التي يمر بها العراق. ومثالك عن الوضع في العراق قبل انقلاب البعث عام 63 هو خير اشارة وتذكير لأولئك، لعلهم يدركوا قبل فوات الأوان أن البديل القادم لا يخرج عن نموذجين: إما ديكتاتورية دموية بعثية، أو ديكتاتورية إخوانية بوحي من السعودية وتركيا.
بعد زيارة قصيرة لي لبغداد كتبت لصديق انطباعاتي عنها، لم تكن متفائلة ولا متشائمة، ومما ذكرته له أن آلاف السيارات الحديثة في الشوارع، وهي ظاهرة لا تدل على فقر أو مجاعة، وأن بائعة الخبز ومنظفات المنازل وعمال القمامة أصبحوا يستخدمون الموبايل، وهو ليس مزاحا، فربات البيوت بالفعل يتصلن بالخبازة لتزودهم بالخبز، وكذلك موزعي الحليب، ومنظفات المنازل عن طريق الموبايل. لقد أرسل لي الصديق ذاك رسالة قال فيها بعد زيارتك لبغداد عدتَ دعوجي (يعني صرت من حزب الدعوة)، وأدعى أن ملايين الناس تسكن المقابر وليس لها ما تأكله...؛ ولم يتصل بي بعد ذلك مع أني لم أذكر اسم المالكي أو حزب الدعوة أو أشيد بالحكومة التي وصفها بعميلة ايران. أن معرفتي بذاك الصديق تمتد الى منتصف السبعينيات. فليس غريبا عزيزي دكتور عبد الخالق أن تسمع ما سمعته، ففي عالم اليوم بكل ما فيه من تقدم علمي وسياسي وثقافي فيه أيضا ضيق أفق وجحود وقلة حياء.
تقبل تحياتي وتقديري
اخوكم
علي الأسدي .
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع