اعلنت السلطات الايرانية انها اتخذت اجراءات مشددة لمواجهة ظاهرة الدعارة والتى تنتشر في بعض المدن الايرانية بشكل واسع وهو ما يعد اعترافا حكوميا للمرة الاولى منذ الثورة الايرانية بوجود هذه الظاهرة.
وفي المعتاد لا يعترف المسئولون الايرانيون بوجود الدعارة في بلادهم حيث يرون ذلك في اطار مؤامرة غربية لنشر الفساد بين الشباب.
وبعد قيام الثورة الايرانية عام 1979 تم تدمير حي شهر نوي والذى كان يشتهر ببيوت الدعارة الامر الذى دفع الباغيات فيما بعد الى الوقوف على نواصي الشوارع بعد هدم البيوت التى كن يعملن فيها.
خطط حكومية
ويقول محمد علي اصفهاني احد المسئولين المحليين في طهران"نحن نخطط لحصر النساء المتورطات في هذه الظاهرة لنقدم العون لهن عن طريق تعليمهن وتدريبهن حتى لا يقعن مرة اخرى في براثن قوادين يقومون باستغلالهن بهذه الطريقة".
ويضيف اصفهاني"في هذا السياق ننوي ان نتعاون مع عدة جهات منها الشرطة والقضاء وجمعيات اجتماعية وثقافية في ايران".
وفي السياق نفسه اعلنت الشرطة انها تنوي اقامة معسكر لايواء النسوة المتورطات في الدعارة في منطقة جاجرود شمال شرق العاصمة طهران وطبقا لمرتضى تمادون الحاكم العام لطهران فان هذا المعسكر لن يكون بمثابة سجن للنساء ولكنه حسب تعبيره "سيكون مكانا ياتين اليه ليعدن التفكير في حياتهن ويصلن الى فهم المشكلة التى يعانين منها حتى يتمكنوا من تغيير اسلوب الحياة الذى اعتدن عليه".
تغيير مطلوب
من جانبه طالب حبيب الله مسعودي احد قيادات مؤسسة التنمية الاجتماعية الايرانية وهي مؤسسة حكومية طالب باستخدام اسلوب اكثر فاعلية في مواجهة مشكلة الدعارة وقال"عدد كبير من المواطنين يتلقون دعما ماليا واجتماعيا من مؤسستنا لكن كثير من العاملين في مجال الدعارة لا يتقدمون الينا بهذه الطلبات رغم انه بحاجة اليها وذلك لانهم يعلمون ان الدعارة فعل مجرم في ايران".
وقال مسعودي ان السياسات التى يتبعها اغلب المسئولين الايرانيين لا توفر الدعم المالي الكافي لمساعدة الباغيات على ترك هذا المجال لان هؤلاء الساسة ببساطة يعتقدون ان الباغيات هن المسئولات عما يواجهن من مشاكل.
ارقام غير رسمية
ويعتمد المختصون بعلم الاجتماع في ايران على احصاءات غير دقيقة عادة ما تصدر بشكل غير علني عن مسئولين صغار في الحكومة حيث يتم استخدام عدة تعبيرات للدلالة على البغايا بشكل مخفف مث "نساء الشوارع" او "النسوة المختلفات" او "فتيات الخدمة السريعة" وهي نفس المصطلحات التى يستخدمها الاعلان الايراني عند اضطراره الى ذكر الباغيات.
وتوضح الاحصاءات المتاحة ان اغلب الباغيات الايرانيات يتركزن في العاصمة طهران ومحافظة خراسان شمال شرق البلاد بينما توضح احصاءات اخرى ان ما يتراوح بين 10 الى 12 بالمائة من البغايا هن نسوة متزوجات و عمرهن من العشرين الى الثلاثين بينما تشير ارقام غير رسمية ان بعض الفتيات في اول عمر المراهقة يبدأن ممارسة الدعارة في سن 14 عام.
الدعارة الرقمية
وطبقا لما تقرر وسائل الاعلام الايرانية مؤخرا فان ظاهرة الدعارة قد تنامت بين الشباب على الفضاء الاليكتروني حيث تزايدت نسب الشباب المترددين على مواقع مخصصة للدعارة حيث توضح ارقاما غير رسمية ايضا ان ما يزيد على 55% من البغايا اللاتي تشاركن في هذا الاطار يترواح عمرهن بين 16 و 25 عاما كما توضح الارقام نفسها ان اعداد المشاركين في ظاهرة "البغاء الاليكتروني" تتزايد في كافة انحاء ايران وحتى المدن الصغيرة.