أثار ظهور إعلامي كندي على شاشة التلفزيون وهو يرتدي عباءة وقفازات سوداء اللون ويغطي وجهه بالنقاب استياءً كبيراً لدى مسلمين تابعوا المشهد، اعتبروا ان الهدف منه السخرية من نساء المسلمين، وان ظهور الكندي مايكل كورين بهذه الصورة بقصد التهكم على قناة "ماريا" التي أعلنت انطلاقتها قبل أيام، تزامناً مع حلول شهر رمضان الحالي، كان بعيداً كل البعد عن حدود الأدب واللياقة.
واستضاف كورين أحد أئمة المساجد في مدينة تورنتو لتناول موضوع القناة، حيث تعمل نساء منقبات فقط، متسائلاً عن الهدف من ارتداء "هذه الملابس الغريبة"، كما سأل الإعلامي ضيفه وهو لا يزال يرتدي النقاب لماذا يقتصر هذا الزي على النساء فقط، ليجيبه الشيخ المسلم ان السبب في ذلك هو نفسه الذي يجعل راهبات الكنيسة "يرتدين الحجاب". وقبل انتهاء الحوار دعا الإمام المسلم مضيفه الى إعداد حلقة نقاش لإلقاء الضوء على هذا الأمر، فوعد الأخير بذلك.
الجدير بالذكر ان القناة تعرضت لانتقادات من جانب من يوصفون بالعلمانيين وعدد من رجال الدين الإسلامي على حد سواء. فقد هاجم الداعية عبد الفتاح عويس المذيعات المنتقبات في "ماريا" داعياً إياهن للتوقف عن إثارة الفتنة بأصواتهن. وفي لقاء مع الإعلامي وائل الأبراشي أفتى الشيخ عويس بحرمة ظهور المذيعات على الشاشة حتى وهن منقبات، مما دفع إحدى إعلاميات القناة للدفاع عن نفسها وعن "ماريا" داعية "المشايخ االحقيقيين" الى الوقوف الى جانبهن والشد من أزرهن عوضاً عن توجيه بعض رجال الدين سهام الانتقادات لهن.
وكانت قناة "ماريا" التلفزيونية المصرية قد انطلقت في أول أيام شهر رمضان الجاري، وهي الأولى من نوعها خاصة بالمنقبات. ويؤكد مسؤولو القناة انه على الرغم من وجود بعض "السافرات" بين طاقم العمل خلف الكاميرا، إلا أن ذلك وضع مؤقت لحين تدريب كوادر منقبة.
وعلى الرغم من ان برامجها تسجل في استوديوهات بسيطة، إلا انها تعكس أفكاراً جديدة على الواقع المصرى من خلال شاشة لا تحمل إلا وجوهاً نسائية منقبة، فى تجربة تعد الأولى فى العالم العربى. ويأتى انطلاق قناة "ماريا" مع تصاعد قوى الإسلام السياسى بعد تنحي الرئيس حسني مبارك عن السلطة. ويثير اسم القناة "ماريا" مخاوفاً لدى الأقباط، فماريا كانت قبطية قبل ان تتزوج النبى محمد، بالاضافة إلى ان القناة تأتى من رحم شبكة بلادي الالكترونية التى تستهدف مقاومة ما يسمى بالتنصير والماسونية.