بقلم- حنا حنا المحامي
السيد الرئيس محمد مرسي،

تحية واحتراما:  أرجو أن تقبل كلماتى بصدر رحب فهى مبنيه على الصراحه والصدق والاسلوب المهذب.

لقد انتخبك المصريون باغلبيه حتى تكون رئيسا للمصريين.  معنى ذلك أنك منذ اللحظة الاولى سوف تبحث عن المتاعب التى عانى منها المصريون عقودا عده وأنك ستعالجها فورا, ذلك أنك الرئيس المنتخب الذى يبنى عليه الآمال الكبار فى أصعب فتره مرت بها مصر.

إنك على علم تام بأن المصريين بهم 40 فى المائه تحت خط الفقر.  مع ذلك فما أن أقبل شهر رمضان المبارك وإذ بك ترسل غذاء قدره عشرين ألف طنا من الغذاء إلى حماس فى غزه.  هذا العمل الانسانى جميل لو أنه كان مما تبقى من الغذاء الرئيسى للمصريين وهم الشعب الذى أنت مسئول عنه بالدرحة الاولى, كما أنه الشعب الذى ائتمنك على حاضره ومستقبله وغده.  معنى ذلك أنك استقطعت من فم الفقراء الذين تتحمل مسئوليتهم وأعطيته للفلسطينيين وهم مسئول عنهم آخرون وليس أنت.  وقد قالوا قديما "اللى يعوزه البيت يحرم على الجامع".  ولكنك ياسيدى بدأت حكمك بأن استهنت بحقوق المصريين المعدمين لترسل قوتهم وغذاءهم إلى الخارج.

ولو كان الفلسطينيون ليس لهم سواك سندا لهم لكان لك العذر.  ولكن الحقيقه والواقع أن دخل الفرد الفلسطينى أعلى بكثير من دحل الفرد المصرى.  كما أن الغذاء الذى أرسلته من القوت الضرورى للمحتاجين المصريين هم أولى به لانهم فى مسيس الحاجه أليه.  وبالقطع دوله مثل السعوديه أو الاردن أو قطر أو الكويت  فى موقف اقتصادى أقوى من مصر ويمكنهم أن يقوموا بهذا العمل الانسانى للخارج ولن يكون غير إنسانى للداخل كما هو الحال الآن.  فهذا أمر يشبه من يسرق ليعطى تبرعا لبناء مسجد أو كنيسه.

ولم يقتصر الامر على ذلك, بل إنك تسبب للشعب المصرى انقطاع البيار الكهربائى يوميا لساعات طويله حتى ترسل لحماس آلاف الاطنان من السولار والذى تحتاجه أيضا مصر.  إن فلسطين يا سيدى تحصل على معونات ماليه من دول عديده.  وبالتالى هى فى موقف اقتصادى يمكنها أن تبتاع السولار من الدول المنتجه للتبرول بما فيها الكويت أو السعوديه أو قطر وهذه  الاخيره كما تعلم دوله صديقه وصديقه جدا.

إن هذا السولاريسبب انقطاع التيار الكهربائى.  وبغض النظر عن الاجهزه الكهربائيه الموجوده فى كل منزل والتى تتعطل بسبب انقطاع التيار, لنفرض أن التيار انقطع أثناء إجراء عمليه جراحيه فى مستشفى.  طبعا النتيجه أنت تعرفها تماما إذ أن حياة المريض حينئذ لا تكون فى خطر فحسب بل بالقطع سوف تنتهى.  ستكون أنت المسئول أمام الله يا صاحب الصوم والصلاه.

أهم من هذا جميعه فإن هذه التبرعات التى من قوت الشعب وعلى حساب أمنه وسلامته قد قمت بها بإرادتك المنفرده غير عابئ بمصلحة بنى وطنك الذين هم من المفروض أول اهتماماتك. وثق ياسيدى أن المصريين لم ينتخبوك لتزيد عليهم ألامهم ومتاعبهم بل لتعمل على القضاء عليها. 

سيدى..... إن هناك دولا  إسلاميه تعيش فى رخاء تام من الفتات التى تتساقط منها.  مثل هذه  الدول هى الاولى بالتبرع.  فضلا عن ذلك فإنك من المفروض أنك لا تتبع تعليمات المرشد وأتباعه خاصة
لو كانت هذه التعليمات  تسبب لك مشاكل إذ أنك فى وجه المدفع, فلا يليق أن تسمح لها بأن  تضعك فى موضع لا تحسد عليه.  يتعين أن يكون لك شخصيتك فأنت المسئول دستوريا وقانونا أمام كل المصريين.

ومما يدعو إلى مزيد من الاسى أنك تقوم بهذا العمل وتسبب الحرمان لبنى وطنك وهم فى شهر رمضان المبارك فالمفروض أنك تشعرهم بشئ من الرخاء فى هذا الشهر الكريم وليس العكس.

ثم إنك تفتح المعابر على مصراعيها دون حسيب أو رقيب الامر الذى يسمح للفلسطينيين بأن يدخلوا مصر بلا حساب حتى تكون لهم الحريه التامه فى توزيع وبيع المخدرات وسرقة السيارات كما يقص لنا التاريخ القريب. سيدى.. إن مصر ليست محمد مرسى فقط بل هى ملايين المطحونين الذين يبحثون عن الامن والامان منذ عقود طويله وليس أقل من أن توفر لهم كل هذا فهى مسئوليتك تجاه المصريين جميعا.

سيدى .... أرجو أن تضع المصريين الذين ترأسهم دستوريا فى المرتبه الاولى من الاعتبار لأنك رئيس جمهورية مصر ولست رئيس جمهورية دوله أخرى لا تعرف كيف تدبر أمورها على مدى سبعين عاما ونيف.

وأرجو لك التوفيق وإعادة النظر فى هذه التصرفات حتى يقضى بنو وطنى المسلمين عيدا سعيدا فيه الكافى من الرخاء بعد الازمات الطاحيه التى عانوا منها الكثير والكثير جدا.

ولست بحاجه أن أذكرك يا سيدى بأنك رئيس دولة مصر العظيمه.

وتفضلوا بقبول فائق الاحترام.
حنا حنا المحامي