إيلاف | الاربعاء ١ اغسطس ٢٠١٢ -
١٩:
٠٩ ص +02:00 EET
متحدّرة من أول أسود يعتبر عبداً بقوة القانون في فيرجينيا
رغم مظهرها القوقازي، فإن والدة الرئيس باراك اوباما تتحدر من سلالة تعود الى أصول أميركية بيضاء وأسود صار «أول عبد بقوة القانون في فيرجينيا» وفقًا لما أعلنته مجموعة من أبرز علماء الأصول والأنساب. وفي هذا تبديد لضباب ظل يلف هوية الرئيس الأميركي الحالي الحقيقية.
يتميّز الرئيس باراك اوباما بعدة أشياء ليس أقلها الافتراض القائل إنه يختلف عن معظم السود الأميركيين في أنه لا يتحدر من سلالة العبيد.
وهذا لأن والده، باراك حسين اوباما الأب (1934 - 1982)، كيني جاء الى هاواي بغرض الدراسة. وهنا تزوج الأميركية البيضاء، الدكتورة ستانلي آن دنهام (1942 - 1995)، التي أنجبت ابنهما الوحيد في اغسطس / آب 1961. وهكذا وُلد الابن «خلاسياً» وفتح بذلك الباب للقول إنه «لا يشارك الأميركيين السود تراثهم وخصوصياتهم العرقية والاجتماعية والثقافية».
والواقع أن خلاسية الرئيس الأميركي صارت موضع جدل واسع النطاق حول ما إن كان بالوسع اعتباره أول رئيس أميركي أسود فعلاً. لكن يبدو أن هذا الجدل وجد طريقه للحسم مرة وإلى الأبد، كما يقول علماء الأصول والأنساب بعد بحث موّله موقع ancestry.com المتخصص في هذا الشأن على الإنترنت.
فقد تتبع اولئك الخبراء شجرة العائلة التي تنتمي اليها والدته «البيضاء» لأربعة قرون مضت وجدوا أنها تتحدر من أفريقي اسمه جون بانش عاش في فيرجينيا في القرن السابع عشر قبل انتشار الرق في هذه المنطقة. وعلى هذا النحو يصبح باراك اوباما نفسه الحفيد الحادي عشر لأول مسترق دوّنت حالته لأنه حاول الهرب في 1640 واستخرج سيده وثيقة قانونية تثبت أنه عبد له مدى الحياة.
ونقلت «تليغراف» البريطانية قول جوزيف شانواي، أحد علماء الأنساب الذين شاركوا في البحث عن أصول الرئيس، قوله: «الوثائق تثبت أن اثنين من أبرز الأميركيين الأفارقة في تاريخ بلادنا يرتبطان بشكل مباشر في واحدة من الصدف الغريبة حقًا» (كون باراك اوباما أول رئيس أميركي أسود، وجده الكبير أول أسود يعتبر عبدًا بقوة القانون في فيرجينيا).
ويمضي قائلاً إن تلك الوثائق تظهر أن امرأة بيضاء أنجبت لجون بانش أبناء اعتبروا «أحرارًا» في نظر القانون على الأقل ومضوا ليصبحوا من كبار ملاكي أراضي فيرجينيا التي انتشر فيها الرقيق لاحقًا. وفتحت فحوص الحمض النووي DNA التي أجراها اولئك العلماء احتمال أن يكون نسل جون بانش الخلاسيون قد غيّروا اسم العائلة من Punch الى Bunch (بفارق الحرف الأول الذي يكتب «ب» بالعربية في الحالتين).
باراك حسين اوباما الأب وزوجته ستانلي آن دنهام ويقول العلماء إن الأرجح أن تكون والدة اوباما سليلة هذه العائلة. وبما أن بعض الوثائق هنا وهناك فُقدت أو دُمرت في مراحل وسيطة بشجرة العائلة هذه، فليس من سبيل للإثبات بشكل لا يطاله الشك أن والدة اوباما تحدرت فعلاً من أفريقي أسود.
لكن العلماء أنفسهم يقولون إن الثابت تاريخيًا في سيرة عائلة بانش هو أن لها فرعًا لا ريبة في خلاسيته، وإن هذا بحد ذاته يجعلهم شبه واثقين من أن أصول ستانلي آن دنهام (والدة اوباما) ليست بيضاء نقيّة في كل الأحوال، وإنما هي خليط من العرقين القوقازي والأفريقي.
وتقول اليزابيث شون ميلز، خبيرة الأصول والأنساب التي حققت بشكل مستقل في تقرير الخبراء الأخير هذا: «ليس من جدال حول صحة الأصل الأفريقي في سلالة بانش. وفي ما يتعلق بستانلي آن دنهام فإن الوثائق المتوفرة تشير جميعها الى انتمائها الى هذه العائلة».
ومن جهته، يقول جمال سيمونز، المحلل السياسي المتخصص في قضايا الأعراق وكان أحد مستشاري الرئيس بيل كلينتون: «نتائج البحث تثبت أن الشكوك القائلة إن الرئيس اوباما «ليس أسود بما يكفي» مجردة تمامًا من المعنى».
ويمضي قائلاً: «في الإطار العريض، فإن البحث يثبت ايضًا تشابك الأرواح والتاريخ في أميركا بشكل مدهش. صرنا حقًا بوتقة انصهرت فيها الأعراق والثقافات. الكثير من الناس يظلون رافضين لهذه الحقيقة لكن الظلال التي يعتبرونها سلبية ويهربون منها ما أمكنهم تنحسر بشكل لا يخفى على العين يومًا بعد الآخر».
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.