الاربعاء ١ اغسطس ٢٠١٢ -
٢١:
١٠ ص +02:00 EET
بقلم: د. عايدة نصيف
ارى الان فى مصر حالة من اللاوعى الانسانى من حيث انشغال المصريين بمن مات او عاش ويبعدون بعد السماء عن الارض عما يحدث فى اللجنة التأسيسية لوضع الدستور وكيف يطبخ بطريقة اخوانية تريد طمس الهوية المصرية وكان املى منذ الثورة ان نقيم مليونيات متتالية لوضع هذه الوثيقة على اسس ومعايير وطنية ومصرية، وبعد تولى د مرسى الحكم لم اجد وقفة من اجل دستور ينقذ مصر من الوقوع تحت طائلة التخلف والرجعية ومشروع المرشد ذلك من ناحية، ومن ناحية اخرى وجدت فى اول ايام رمضان نص هذه الرسالة توزع من قبل الجماعة "مهمتكم ايها الاخوان الاتصال الفعال بالمجتمع وتغيير العرف السائد فيه ومقاطعة الاندية والهيئات التى تناهض الفكرة الاسلامية " هذا سطر من المنشور.
ولم استطع ان اكمل لكم لما فيه من مضمون يحمل فى طياته طمس الهوية المصرية وكأن لم يوجد رمضان من قبل ولا يوجد اسلام من قبل مجىء الاخوان وارى فى هذا مشروعًا اخوانيا وليس مشروعا اسلاميا لان الاسلام يوجد فى مصر منذ آلاف السنيين ولا تننتظر مصر ولا المصريين التبشير بدين المرشد ؟؟؟؟؟
يجب جميعا ان نتكاتف لنحمى مصر وعاداتها وتقاليدها الاسلامية والمسيحية فلا مجال للمهاترات ولا الصراع بل الوحدة من اجل وطننا الحبيب.
فإذ قد قامت ثورة من اجل الديمقراطية والعدالة والكرامة راح ضحيتها ارواح شبابنا الطاهر ، فإن من يتأمل المشهد الان يجد صراع بين الدولة الدينية والقوى المدنية من اجل هذه المفاهيم الانسانية وحينما ننظر الى مفهوم الديمقراطية نجد انه يتلاشى فى ظل تحالفات لها مصالح فى المنطقة ونجد رئيس مصر الذى جاء بعد الثورة يستقبل المفوضية الاوربية المثل الاعلى للسياسة الخارجية والاتحاد الاوربى ونجد فى نفس اللحظات هيلارى كلينتون تتجول فى مصر وكأنها اعتلت كرسى الرئاسة مع مرسى بدعوة منها بتحقيق التحول الديمقراطى الذى هو بالاساس تحول الى القبضة الامريكية على مصر من خلال جماعة الاخوان المسلمين ذلك من ناحية، ومن ناحية اخرى حينما ننظر الى مفهوم العدالة بعد المشهد الرئاسى نجده يتضاءل وتنغمس مصر فى صراع المائة يوم فى حملة للنظافة وكأن الثورة قامت من اجل نظافة الشوارع وليس من اجل القضاء على الفساد ودون النظر الى حل مشاكل المواطن المصرى الذى انهك طيلة السنوات الماضية بل وعندما يعلن فى احتجاجه فى وقفة للعمال يقتل ويهان اى عدالة هذه فى زمن الربيع العربى كما يدعى اوباما العرب ؟؟؟
وهيهات حينما لا يستطيع الشباب الذين قاموا بالثورة الوصول الى شىء فى السلطة مما عرضها لعمليات القمع والتشويه وصلت بها الى النهاية الى اعتقالات ومحاكمات ، لم يتغير شىء من احوال مصر بل ازداد الوضع سوء فقد سرقت ثورة الشباب وظهر ذلك بصورة جلية فى انقضاض القوى السياسية ذات المرجعية الدينية والتى تملك المال والتنظيم وهى التى خرجت من رحم النظام السابق الذى كانت ادواته القمع والاستبداد المستمر حتى الان ، ورغم سواد هذا المشهد على لحظة تاريخية فى مصر ولكن اقول ان الازمات تصنع التاريخ على ايدى عقول وارادة اعتقاد وايمان قوى بالتغيير فى هذا الوطن من خلال ثورة مستمرة لن تسمح بطمس هوية مصر.
يقول ديكارت ابو الفلسفة الحديثة انا افكر اذن انا موجود ونحن نقول نحن نثور ونعترض ونحمى مصر اذن نحن موجودون وبحكم تاريخنا الاصيل والقيم المصرية الاصيلة والتراث الذى حُفظ بالمصرية لن يتنحى المصريون جانبا بل هم موجودين بالجينات التى لا يغيرها اجندة خارجية بأيدى خونة من الداخل ولا يقضى عليها مشروعا اىًّا كان، بل المشروع الاصيل المصرى هو الباقى مهما سعى السوس ؟ فلا مجال الان للتكفير من البعض ولا مجال لتأويل الدين بأجندة سياسية بل المجال مفتوحا بأن يتكاتف من لهم قلب على هذا الوطن لحمايته من تيارات واتجاهات تريد للقلوب المُحبة لمصر ان تنقسم وان تتفرق، ونقول لهؤلاء عفوا رصيدكم قد نفذ.