* "صباحي" للسفير الفرنسي بـ"مصر":
- كان يجب أن يمثل تشكيل الحكومة الجديدة درجة من الإئتلاف الوطني.
- "التيار الشعبب" موجود بالفعل ولا يحتاح سوى تنظيم صفوفه.
- سنكون معارضة قوية ضد هيمنة الطرف الواحد.
كتب- عماد توماس
قال "حمدين صباحي"، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، إنه كان يتمنى أن تكون هناك فرصة للجنة صياغة الدستور أن تكون ممثلة لأطياف الشعب المصري دون هيمنة طرف بعينه، وهذا لم يحدث حتى الآن، متمنيًا أن يبدي الرئيس المنتخب تجاوبًا سريعًا وفوريًا بقضايا العدالة الاجتماعية والعمل علي قضايا الفقراء، وإن كانت لا توجد مؤشرات في هذا الاتجاه- على حد تعبيره-.
جاء ذلك خلال لقاء "صباحي" مع السفير الفرنسي الجديد بالقاهرة "نيكولا جاليه"، مساء أمس في مقر حملته، في إطار الزيارات التي يقوم بها السفير الفرنسي لعدد من القيادات السياسية في "مصر"، لبحث تطورات الوضع الجاري، ومستقبل الدستور الجديد، والانتخابات القادمة، ومستقبل علاقات "مصر" بدول العالم، وخاصة أوروبا.
وفي بداية اللقاء، عبر السفير الفرنسي عن سعادته لأن يبدأ عمله في "مصر" بلقاء مع زعيم من المعارضة المصرية، وهو الأمر الذي كان ممنوعًا في عهد الرئيس المخلوع، كما أعرب عن سعادته بوجود رئيس منتخب لمصر بصرف النظر عن انتماءاته السياسية، جاء عبر صندوق الاقتراع.
وتعليقًا على التشكيل الوزاري الجديد، أشار "صباحي" إلى أنه كان يأمل أن يكون هناك درجة من درجات الإئتلاف الوطني في تشكيل الحكومة الجديدة والفريق الرئاسي، ولكن فيما يبدو هناك هيمنة لطرف واحد حتى الآن، ولا شراكة حقيقة للقوى السياسية، منوهًا إلى أن مهمة تحقيق أهداف الثورة يلزمه درجة عالية من التنظيم لتيار شعبي ظهر في المرحلة الأولى عبر نتيجة الانتخابات، والذي أكد أنه ضد الهيمنة أو السيطرة ومع دولة مدنية ديمقراطية دون تحيز أو تمييز.
وقال "صباحي": "في اعتقادي أنه التيار الأكبر ولكنه في حاجة إلى تنظيم، والآن نحن مهتمون بتنظيم هذه القوى لتمكننا من خوض الانتخابات القادمة سواء المحليات أو الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية"، لافتًا إلى أنه يسعى لبناء جبهة متماسكة لخوض هذه الانتخابات لتجميع القوى المدافعة عن العدالة الاجتماعية وأهداف ثورة 25 يناير، والمؤمنة بالديمقراطية.
وردًا على سؤال "جاليه" عن كيفية تجميع هذه القوى في برنامج موحد في مواجهة التيار الإسلامي، أوضح "صباحي" أن هذه الأحزاب القائمة لديها بالفعل خبرات سابقة، وأن الانتخابات الرئاسية كانت تعبيرًا حقيقيًا عن الأوزان المتواجدة في الشارع المصري، وكشفت أن هناك اتجاهًا يتبع النظام القديم، واتجاهًا إسلاميًا، واتجاهًا ثوريًا، وهو التيار الذي يرى أنه الأكبر بالرغم من أنه مازال الأضعف تنظيميًا، وسوف يتم تقوية هذا الاتجاه عبر برنامج يجمعها أساسه النظام الديمقراطي والعدالة الاجتماعية واستقلال القرار الوطني.
واستطرد: "إن هذا التيار في الواقع حالة شعبية موجودة بالفعل، فقط يتم تنظيم صفوفها لصنع أساس شعبي قوي، في نفس الوقت نسعى إلى تشكيل جبهة من الأحزاب مثل حزب التحالف الشعبي وحزب الدستور والكرامة والحزب المصري الديمقراطي، والذين يمثلون كافة الاتجاهات السياسية من الوسط إلى الاشتراكيين والقوميين."
وأوضح "صباحي" أهمية اتفاق هذه الأحزاب على برنامج يحمل الثلاث نقاط سالفة الذكر، وأن يقدم مرشحين متفق عليهم في المحليات والبرلمان، مؤكدًا أن هناك فرصة وإن كانت صعبة للاتفاق حول مرشحين يمثلون هذا التيار في الانتخابات.
وفيما يخص الدستور، قال "صباحي" إن اللجنة القائمة على صياغة الدستور كان يفترض أن يتم تغييرها، وهذا مطلب متفق عليه، بحيث تمثل اتزانًا ولا يهيمن عليها أي طرف من الأحزاب، ولكن هذا لم يتم.
وردًا على سؤال من السفير الفرنسي عن تقييمه لأسباب الشعبية التي عبر عنها صندوق انتخابات المرحلة الأولى، أشار "صباحي" إلى أنه لم يُفاجأ بالنتائج التي حصل عليها في الانتخابات؛ لأنه دائم الثقة في الله والشعب المصري رغم كل أوضاعه في التعليم والاقتصاد، لكنه يمتلك إدراكًا قويًا يستطيع من خلاله الفرز، أما المفاجئة فكانت بسبب قدراتهم المادية الضئيلة فيما يخص الدعاية، وضعف التنظيم، وهي أسباب كانت أقل من أن تحقق هذه النتيجة.
وأضاف: "في اعتقادي أننا حصلنا على أصوات كانت تؤهلنا لجولة الإعادة، وقد قدمنا طعونًا ولكنها رُفضت لأن ضعف التنظيم لم يمكننا من امتلاك أدلة مادية على مشاهدات أعضاء الحملة."
وفيما يخص العلاقات الخارجية المصرية، أكد "صباحي" أنه لا يتوقع تغيرات جوهرية في السياسة الخارجية، معتقدًا أن مجمل الأحداث بمصر تقول إن علاقات مصر الخارجية وارتباطاتها ومصالحها التي رتبها نظام مبارك ستستقر إلى مدى زمني قد يطول.
وفي نهاية اللقاء، قال "صباحي" إنه يسعى جاهدًا لبناء "مصر" جديدة، لأنها تحتاج إلى ذلك، وسوف يحاول أن يساعد الرئيس رغم كل اختلافه السياسي معه، وسوف يظل في صفوف المعارضة لصنع توازن في الحياة السياسية بمصر.
كما وجه السفير الفرنسي لـ"حمدين صباحي" دعوة رسمية لزيارة "فرنسا" ولقاء المسئولين هناك.