وكان واضحا ايضا ان كل الاحداث التى ادت الى سقوط نظام مبارك وما اعقبها من دعوة المحسوبين على جماعة الاخوان لتعديل الدستور وتزيف الانتخابات البرلمانية والرئاسية لصالح الجماعات المتأسلمة المتاجرة بالدين لم تكن ابدا تلقائية او معبرة بصدق عن رأى او مطالب وتوجهات الغالبية العظمى من المصريين وانما كان مخطط لها بعناية فى الداخل والخارج كى تؤدى فى نهاية المطاف الى جلوس مرسى العياط على كرسى السلطة ممثلا للتيار الدينى المتأسلم .

 

لقد دعم الامريكان الاخوان المسلمين فى السر والعلن قبل وبعد سقوط مبارك وباركوا فوزهم  رغم الاختلاف الكبير بينهم فى الفكر وفلسفة وطريقة الحكم والاهداف التى يسعى كل طرف منهما لتحقيقة.

 

وكذلك كان دور المجلس العسكرى بقيادة المشير طنطاوى والفريق عنان داعما ومؤيدا ومحققا لطموحات الاخوان للوصول الى قصر الرئاسة والتحكم فى مصير الشعب ومقدراته ومستفبلة لاسباب قد يكون منها تجنب الصدام الدموى مع الاخوان اوتفادى مصير مماثل للقذافى او صدام وغيرهما او حفاظا على المزايا والمكاسب المادية التى كانوا ولا يزالوا يتمتعون بها دون غيرهم من الفئات الاخرى العاملة فى مصر او ربما كما ردد البعض لان الاخوان تمكنوا من اختراق المجلس العسكرى حتى صار يعمل لحسابهم وتحقيق اجندتهم .

 

على اى حال الان وبعد وصول مرسى الى مقعد الحكم يجب ان نسأل انفسنا الاسئلة التالية لكى نعرف  الى اين تتجه مصر وما تحمله الايام والسنوات لشعبها :

 

!- ما هو الثمن الذى سوف يدفعه مرسى لامريكا مقابل الدعم القوى الذى حصل عليه منهم قبل وبعد سقوط نظام مبارك ؟

 

2- لماذا صار الشاغل الاكبر لمرسى منذ جلوسة على كرسى الحكم لقاء قيادات حماس والاستماع  اليهم وارسال الدعم بكل اشكاله وانواعه لسكان القطاع رغم انها مسئولية اسرائيل قانونيا ودوليا؟

 

3- لماذا ازداد الضغط على الاقباط والهجوم عليهم وتهجيرهم من بيوتهم عمدا لاول مرة فى تاريخ مصر كما حدث مؤخرا فى احدى قرى محافظة الجيزة عقب خلاف فردى بسيط بين مسلم ومسيحى ادى الى موت مسلم اخربطريق الخطأ ؟

 

4- ولماذا قرر مرسى تهميش الاقباط وتقليل نسبة مشاركتهم فى الحكومة الجديدة عندما اختار وزيرة واحدة فقط لتمثليهم  رغم وعوده اليهم قبل الانتخابات ورغم ان  تعدادهم يزيد عن ربع تعداد السكان فى مصر؟

 

اخشى ان اقول ان الاجابة على هذه الاسئلة وغيرها سوف يقودنا حتما الى حقيقة واحده الا وهى ان مخطط تقسيم مصر بدأ بالفعل بوصول الاخوان المسلمين والسلفيين الى الحكم ثم فتح الحدود المصرية  امام سكان قطاع غزة تمهيدا لترحيلهم اليها ورفع عبأ الاهتمام بهم عن كاهل اسرائيل وحل المشكلة الفلسطنية على قفا المصريين ..وبدأت ملامحه تظهر فى الافق بترحيل الاقباط لاول مرة فى تاريخ المحروسة عن بعض المدن والقرى فى الصعيد لاسباب مستقبلية يخطط لها الطرف الثالث المجهول من اجل تغير الخريطة السكانية والجغرافية لمصر تمهيدا لتقسيمها .

 

واخيرا لا اتصور ان هناك طريقة يمكنها وقف هذا المخطط الشيطانى المجنون الذى يسعى لخراب مصر وتمزيقها الا بتضامن جميع ابناء مصر من مسلمين ومسيحيين ونبذ التطرف والتعصب والكراهية ورفض اجنده الظلاميين المتأمرين الذين تستخدمهم امريكا بذكاء لتغير الخريطة الجغرافية والسكانية لمصر من اجل عيون الفلسطنيين والاسرائليين .