كتب وصور :عماد توماس
السيدة المسنة سميحة-70 سنة، هى المسيحية الوحيدة بقرية "دهشور" التى تم تهجير الاسر المسيحية منها بعد وفاة الشاب المسلم الضحية.
"الأقباط متحدون"، التقت السيدة "سميحة" الشهيرة بــ"ام عطية"، فى منزلها المجاور للكنيسة بقرية دهشور، واكدت فى حوارها انها لن تترك البيت الذى نشأت وتربت فيه، قائلة "مش خايفة انا راجل" وبعد الهجوم الذى حدث على بيوت المسيحين وبعد وجنازة الشاب، وتكسير باب منزلها، قام جيرانها المسلمين باستضافتها ليلا لتنام مع "ام محمد" وتعود الى منزلها بالنهار.
تروى "سميحة"، ليلة الرعب التى عاشتها فقالت : "الساعة واحدة بليل دخلوا ضربوا واستخبيت فى حوش البهايم وكسروا زجاج الكنيسة والزجاج تناثر عليا..جريت وسكيت عليا حوش البهايم.
ورشوا بودرة-تقصد قنابل مسيلة للدموع- وغسلت وشى بالمياة بعد ما دموعى ذرفت..وطلعت من الحوش ..قلت اتفضحنا على الاواخر ولقيت الباب مكسر واستخبيت تانى فى حوش البهايم..لقيت جارنا جدع مسلم قالى يا ام عطية قومى متقعديش فى العتمة لوحدك تعالى عندنا ..
عملولى كوباية لمونادة وقالولى اتسحرى معانا..خدنى ووادنى عند ناس مسلمين طيبين..مكنتش متلمية على جسمى من الرعب..طلعت حافية وخدونى عند جيرانا المسلمين عمرى".
تعزز السيدة "سميحة"، عدم ترك القرية الى ان الأقباط الذين تركوا القرية لم ياخذوها معها، فلم يستطع احد الوصول لها خاصة انها لا تملك "تليفون او محمول" وعبرت عن حزنها من ذلك قائلة : "خدو الكلب فى شنطة والكلب احسن منى" بحسب تعبيرها.
لم تحزن "السيدة "سميحة" على رحيل المسيحيين قائلة : "أزعل عليهم لية ولا ازعل ولا افرح وهما فاتنونى هما اتبرو منى لكن ربنا معايا..انا هفضل فى بيتنا اللى ربانى..اخويا وابن اخويا. ساب فراخة وزرعه رواح عند نسايبة فى قرية اخرى وتركونى ..المسيحيون فاتونى وعمر ربنا ما ها يفوتنى".
تشكر السيدة "سميحة"، الله على كل ما حدث معها فتقول بنفس مرضية "تجارب الله يجيب الحلوة والوحشة" مؤكدة على انها رغم عمرها الكبي -70 عام- لم يحدث تفرقة بين المسيحى والمسلم فى القرية.