الأقباط متحدون - القضيه القبطيه تحتاج ألى كل قلم وكل فكر وكل جهد وكل عمل
أخر تحديث ٠١:٣٧ | الاربعاء ٨ اغسطس ٢٠١٢ | ٢ مسرى ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٤٦ السنة السابعة
إغلاق تصغير

القضيه القبطيه تحتاج ألى كل قلم وكل فكر وكل جهد وكل عمل

بقلم : حنا حنا المحامي
لشد ما ساءنى أن أقرأ أن المؤرخين القدامى مثل المقريزى وخلافه يذكرون عن المسيحيين أنهم يتقربون للحاكم وأنهم جبناء ونمامون ويحبون العلم.  وكأنهم بهذه الصفه الاخيره يظهرون أنفسهم على أنهم محايدون وموضوعيون وأنهم يصفون المسيحيين من الواقع الملموس أو الذى كان ملموسا ليس إلا وسواء كانت تلك الصفه طيبه أو لا فهم فى اعتقادهم أنهم يذكرون الحقيقه..

وطبعا فى العصر الحديث وعلى الاخص فى الوقت الحالى فلا يوجد قبطى واحد يرضى بهذه الصفات أو يقبل على نفسه أن يتسم بهذه الصفات "إلا حب العلم طبعا".

داعب خيالى تلك الاوصاف بمناسبة ما أراه على الساحه المسيحيه فى الوقت الحالى ذلك أن بعضا مما نشاهده ونسمعه يبدو لى كخنجر يغوص فى قلبى بل قد يكون مسمارا فى صليب فادينا ومخلصنا يسوع المسيح الذى أحبنا حتى المنتهى وبدلا من أن نكون له أبناء صالحين فإننا لا نتأخر أو نتوانى عن الطعن بعضنا البعض سواء بسبب أو بغير سبب وبطبيعة الحال هذه الطعنات ليست إلا طعنات فى جنبه..

إن المشكله القبطيه فى مصر تنذر بنذير خطير جدا.  وهذا يدفع بعض الاقباط إلى أن يندفع بقلمه ليعبر عن هواجسه أو استيائه أو همومه أو ما قد يراه من علاجات ...إلى آخر تلك الانشطه التى يعبر عنها كل مسيحى غيور على بلده وعلى وطنه وعلى أهله. وقد ناديت دائما بأن القضيه القبطيه تحتاج إلى كل قلم وكل فكر وكل عمل وكل جهد وكل قرش.  وينتابنى القلق إذا ما قرأت مقالا لأى من إخوتنا أو أحواتنا ولا أجده يكرر المحاوله ذلك أن الانشطه التى يعبر عنها كل مسيحى غيور على بلده وعلى وطنه وعلى أهله يجب ألا تتوقف.  يجب على كل شخص يجد فى نفسه الطاقه والامكانيه والاستعداد للكتابه ألا يتوقف عن التعبير عن رأيه وهواجسه وأيضا إذا كان يرى أى علاج أيا كان
وهذه الانشطه مهما تعددت يتعين ألا تتوقف.  ومن هنا أتوسل لكل من يكتب ثم يتوقف أن يستأيف التعبير عن ضميره, عن حبه لوطنه, وحبه لمسيحه.  فالرؤى مهما تعددت قد تختلف من شخص لآخر ومن قلم لآخر ومن فكر لآخر.

ولشد ما يؤلمنى أو آلمنى أن أجد أننا بدلا من أن نكرس وقتنا فى البحث فى تلك الكارثه التى بليت بها مصرنا الغاليه,وإخوتنا فى الوطن نشرع فى الهجوم بعضنا على بعض لدرجه تصل أحيانا إلى ما ردده المؤرخون العرب القدامى.

فمثلا  يهاجم أحد الساده النشطاء إخوانه وزملاءه الاقباط كافة ويقسمهم إلى فئات جميعها عقيمه لا تنتج وكل المجهودات التى يبذلها هؤلاء النشطاء ليست إلا ضياع فى الوقت والجهد.  وبذلك يكون كل الاقباط النشطاء غير أكفاء ويستثنى من ذلك كاتب المقال أو القليل جدا ممن يتفضل عليهم بشئ من المحبه شريطه أن تخلو تلك المحبه من أى تقدير. 

ولا شك أن مثل هذا التصرف يتعارض مع فكرة أن القضيه القبطيه تحتاج إلى كل فكر وكل قلم.  فقصر القضيه على فئه دون أخرى لا شك أنها فكرة ضئيله لأنه ليس هناك شخص كامل أو عمل كامل ذلك أنه كما نعلم الكمال لا يكمن إلا فى الذات الالهيه.  فى لدن الله تقدس اسمه فقط.

لذلك يجب علينا أن نبحث فى الحقل القبطى عن نشطاء عديدين يثرون القضيه القبطيه   بأفكار جديده وآراء مستحدثه.

خلاصة القول أن العمل القبطى يحتاج إلى كل من له الاستعداد فى الكلام أو الكتابه أو العمل أو مجرد إبداء الرأى.  أما الهجوم بعضنا على بعض بغرض الاقلال من قدرات الآخر وكفاءه الآخر وعمل الآخر وخبرة الآخر فهذا عمل يتعارض تعارضا صارخا مع مفاهيم المحبه التى هى الله, بل وتتعارض مع مصلحة القضيه ذاتها.  كما أن الهجوم بعضنا على بعض له آثار سلبيه خطيره.  فهى تؤكذ للخصم الذى لا يألو أى جهد لاضطهاد أهلنا وذوينا أننا مفككون ومنقسمون بل ومهلهلون.  وبذلك أستقر فى رأى الخصم من أننا أضعف من أن ندافع عن قضيتنا التى هى قضية ذوينا فى مصر.  ومن هذا المنطلق أو المفهوم يمعن الخصم فى الاضطهاد والتنكيل بأهلنا وذوينا.  ويستمرون فى مخطط إبادة المسيحيه فى مصر.


حضرات الساده والسيدات :  إن لكل إنسان مواهبه وقدراته سواء فى الفكر أو فى الكتابه ولكنها جميعا مجتمعه وليست منفرده تثرى العمل القبطى أمام الطغيان الطاحن ضد أخوتنا وأبنائنا الذين يعيشون فى مصر فى آتون النار.  وهذا موقف لا يرضى الله ولا يرضى صاحب البشاره التى نعتنقها وندافع عنها, فيتعين أن نجند له كل الجهود بلا استثناء مهما كانت ضئيله.

والنشاط القبطى مثله مثل الصحافه.  فهناك صحفى يكتب كمهنه يتكسب منها.  مع ذلك فهو لا يهاجم الآخرين رغم أنهم ينافسونه فى انتشار الجريده لأن لكل كاتب رأيه وفكره فلا يجوز من الناحيه المهنيه أن يهاجم أى كاتب آخر فى شخصه وإلا اخذت منه النقابه موقفا آخر إذ أن هذا عمل يتعارض مع أخلاقيات المهنه.  القصد أن التكسب من العمل القبطى أو الدفاع عن القضيه القبطيه أمر تقتضيه أحيانا مهنة الصحافه أو الكتابه إن كانت حرفه ذلك أنها من أنبل الحرف.  ولكن الحرفه النبيله تتعارض تعارضا صارخا مع الانا التى تدفع إلى هدم كل إنسان وكل عمل وكل جهد الامر الذى تأباه القضيه القبطيه وتأباه الاخلاق والامانه فى الحرض على مصلحة أهل بلدى ووطنى خاصة إذا كانت ديانتى وديانتهم السبب فى ذلك الاضطهاد.  فمهنة الكتابه لا تتعارض مع احترام الآخر بل على العكس تلزم ذلك الاحترام.  ومن هنا يمكن الحكم على الضمير الحى الذى يتلافى كل ما يمكن أن يضر بالقضيه.

وإذا تكلمنا عن القضيه القبطيه فبالضروره نتكلم عن الاخلاق القبطيه أى المسيحيه.  فالاخلاق  المسيحيه محبه, والمحبه تحتمل كل شئ وتصبر على كل شى ولا تظن السوء ولا تفرح بالاثم بل تفرح بالحق.  ومن هذا المنطلق أو المفهوم فيتعين أن تكون كتاباتنا عنوانا للمسيحيه التى نعتنقها.  خاليه من الطعن بعضنا فى بعض, خاليه من الالفاظ النابيه, خاليه من الشتائم أو الالفاظ الجارحه. ذلك أننا عنوان لمسيحينا الذى نحمل رائحتة الزكيه. 

أما إذا سقط لفظ ناب من أحدنا فيتعين ألا نتصيد هذا اللفظ ذلك ببساطه أن المسيحيه تحتمل كل شئ وتصبر على كل شئ.  وبالمثل إذا تعمد شخص أن يتطرف فى ألفاظه وأقواله وكتاباته فعلى أكثر تقدير ألفت إليه النظر بالمحبه دون أن أجرحه.  وبذلك سوف أكسبه ليس لى فقط بل للقضيه التى تهمنى بالدرجه الاولى والتى أنا بصددها.  وذلك إن كنت أمينا عليها وصادقا فى حماسى لها.

إن العمل القبطى ينتشر على مدى أربعين عاما ونيف.  ولكن ما النتيجه التى حققناها؟  أقول لا شئ ذلك أن الاضطهاد لا يزال ساريا, والتهميش لا يزال ساريا.  لذلك كل شئ فى مصر يسير من السئ إلى الاسوأ.  والسبب بسيط ذلك أن خصمنا  الذى يضطهدنا ليس ساذجا بل على علم تام أننا مفككون كل شخص يبحث عن مجد شخصى أو مصلحه ماديه.   ومن هنا كان من السهل عليه أن يتركنا لنتفرق.  كل ما هنالك أنه يستقطب من بدا عليه أنه يثير له القلاقل.

لا أحد منا ينكر أن العمل القبطى حاليا عمل مفكك مهما كانت الجهود الفرديه.  لذلك يتعين أن ننسى عنصر "الانا" وأن نعمل فى ننسيق وتناغم وتضافر متنكرين لذواتنا ونضع نصب أعيننا أن القضيه القبطيه قضية وطن وقضية عقيده ائتمننا عليها صاحب تلك العقيده.

حضرات الساده الكتاب والنشطاء والمفكرون يتعين أن ندرك أننا مهما بلغنا من وعى وإدراك فلن نحتوى القضيه القبطيه لانها قضية الحق والحقيقه, بل القضيه القبطيه وصاحب القضيه هما اللذان يحتويانا.  من هنا:

فالقضيه القبطيه تحتاج ألى كل قلم وكل فكر وكل جهد وكل عمل وكل قرش وإن لم نكن وحده واحده فسيستمر خصمنا فى أن يستهين بنا ومن باب أولى يستهين بحقوق إخوتنا فى مصر.
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter