بقلم /عادل عبد المسيح ميخائيل

  لايختلف اثنان على قيمة العلم ودوره فى نهضة الأمم وانه السبيل الوحيد لتعود مصر لمكانتها الحقيقية وعصور النهضة ، لدينا عقول مذهلة وطاقات خارقة  فى كافة مجالات العلم ولدينا كثير من قصص المجاح والنبوغ فى كافة المجلات تؤكد دوما ان المصرى يستطيع ان ينجح وان يتفوق  ...

من خلال متابعاتى لبعض الإعلانات لفت انتباهى اعلان المشروع العلمى للدكتور زويل ، والحملة الكبيرة لجمع التبرعات واستعانته بالعديد من الرموز الوطنية لحث الناس للتبرع لهذا المشروع العملاق  وفى الخلفية نرى مبانى جامعة النيل التى تم تحويلها بقرار رئيس الوزراء السابق أحمد شفيق عقب الثورة لتصبح  جامعة النيل تابعة لصندوق تطوير التعليم التابع لمجلس الوزراء ، ولأن الجامعة اهلية غير هادفة للربح ولعدم وجود قانون لمثل هذة الجامعات فى ذلك الوقت  قرر شفيق نقل المبانى ومحتوياتها لصندوق التعليم ثم تم نقلها لمشروع الدكتور زويل، وتعجبت كثيرا ان د.زويل يعرض الجامعة  وكأن هذا الكيان بنى خصيصا لمشروع زويل بعد الثورة  ..

من المعروف ان جامعة النيل مشروع جامعة بحثية محترمة ذات مشروع رائد فى البحث تضم صفوة من علماء مصر بالخارج قرروا العودة لبدهم من اجل حلم علمى ومشروع نهضوى ، لا يبغون سوى مصلحة الوطن وتعليم جيل متميز قادر على العمل والمنافسة فى الإبتكار وريادة الإعمال، وهم اساتذة من افضل جامعات العالم لهم ابحاث منشورة فى مجالات التكنولوجيا والأتصالات والأدارة...

كما قرات تعليقات وزاء التعليم العالى والبحث العلمى المتعاقبين يشيدون بكفاءة الجامعة وكوادرها وتميز التجربة . وتعجبت من حالة الصمت وعدم المبادرة فى علاج هذة المشكلة.

سألت نفسى كثيرا لماذا الأصرار ان نقيم  مشروع زويل على انقاض مشروع قائم وتجربة ناجحة ..ما الضرر ان تستفيد مصر من المشروعين معا .. جامعة النيل بكوادرها ومشروع زويل برؤيته وتجربته... لماذا نحرم الطلبة والباحثين من معاملهم وتجاربهم لصالح مشروع أخر لم يكتمل بعد، اليس عارا ان نغلق باب العلم اما ابنائنا وشبابنا بعد هذة الثورة المقدسة .. نغلق معامل ومدرجات ونحرم من نهضة علمية لأجل غير معلوم حتى يكتمل مشروع د..زويل...؟؟!

من قال ان العلم جدران وابنية  ؟؟؟ عجبت ان يصر د .زويل على هذا المكان  بالرغم من علمه ان هذة المبانى صممت وبنيت وتم تجهيز معاملها لمشروع جامعة النيل .. وكأن مصر كلها خلت من اراضى تصلح للعلم غير هذا المبنى فى مدخل مدينة الشيخ زايد..

مصر تحتاج الى مائة جامعة ومعهد .. نحتاج ان نعيد منظومة علمية متكامل فلنترك هذة التجربة تستمر وندعمها كما ندعم مشروع د.زويل وعلينا ان نعيد التفكير فى منظومة بحث غلمى متميز من اجل غد افضل لكل المصريين.

د..زويل ..أثق فى وطنيتك وحبك لهذا البلد ورغبتك الصادقة فى نهضة علمية لمصر بأسرها ..كما اثق فى رؤيتك العلمية وخبرتك .. ولكنى أناشدك ان تعيد التفكير مرة اخرى الا تساهم فى هدم هذا الصرح العلمى ..فانت لن ترضى بهدم جامعة فهدم جامعة كهدم جامع او كنيسة.. انت تعرف جيدا اننا فى اشد الحاجة لكل الطاقات والقدرات و اننا نحتاج الكثير ..وأنا متأكد انك ستضرب نموذجا محترما فى الترفع و التعاون كعادتك وعادة كل العظماء 

كلى امل ان تعيد التفكير فى موقفك من هذة الجامعة فان دعمك لها فسيكسبك قوة فوق قوة وسيجمع حولك كل  طاقات المصريين .فنحن فى اشد الحاجة اليوم للأتحاد .