بقلم- د. عايدة نصيف
لا اقول انه يوم حزين في تاريخ مصر لما جرى في سيناء من ايام؛ لان الايام الحزينة تعددت والحوادث المفزعة تكررت وكأننا في غيبة العقل والتصرف؛ فجنودنا الذين استشهدوا على الحدود قتلوا قبل هذا الحادث بمرات عديدية، قتلوا عندما وقع حادث الماريناب، وقتلهم غياب سيادة القانون نتيجة الصراع على المكاسب السياسية، قتل هؤلاء الجنود حينما اشعلت النيران من قبل الجماعات في كنيسة امبابة وتفجير خطوط الغاز في العريش دون الحساب وعدم وضوح المسئوليات.
واتساءل هل غاب الوعى التاريخي بهذه اللحظة التاريخية التى تعيشها مصر في وعينا المعاصر؟ وهل غاب الوعى التاريخي في المسئولية تجاه ابناء الوطن في ظل غياب سيادة القانون وتفشى الجماعات الارهابية التى تريد إرهاب العقل والتنوير قبل ارهاب الاجساد، وفى اي مرحلة من التاريخ نحن نعيش؟ هل نعيش مرحلة التغيير بعد ثورة ابهرت العالم للافضل ام نعيش الان بعد حوالى قرابة سنتين من الثورة دون وعى بهذه المرحلة قد نقوم بدور اجيال مضت فتنشأ السلفية عند العامة ونرجع بمصر الى الاف السنيين في مراحل الضعف.
مؤلم جدًا ما يجرى الان في مصر فمن حقنا ان ننتقم ومن حقنا ومن واجب مسئولياتنا ان ندافع عن شبابنا وجنودنا الذين قتلوا قبل ان يذهبوا الى الحدود لحماية وطن بلا حماية قانونية وبلا وعى وذلك حينما صدر عفو عن سجناء مشاهير ينتمون الى جماعات عنف، وحينما سألوا محافظ شمال سيناء عن التحذيرات الاسرائيلية لوقوع عمليات ارهابية فرد بان الاوضاع مستقرة وتحت السيطرة!!!! نعم كانت هناك سيطرة ولكن سيطرة من قبل جماعات متطرفة تريد تفتيت الوطن وتقسيمه.
قتل هؤلاء حينما حدث تهجير من دهشور تحت مظلة الفتنة الطائفية ولم تتحرك الاجهزة المعنية ولا حتى الارادة السياسية تجاه هذا الحدث، وما حدث هو تكوين لجان تقصى الحقائق من مجلس الشورى ومجالس عرفية لعودة هؤلاء فذلك هو تراث مبارك القديم الذي لا يحل ولا يربط، فغياب الجهات المعنية والارادة السياسية التى ضاعت في ظل صراع القوى السياسية وصراع الاحزاب وعدم تحديد المسئوليات وغياب القانون يوضح ان الدولة الضعيفة تبدأ من عدم سيطرة على فتنة طائفية في قرية صغيرة بسبب "قميص" ليصل بنا الامر الى قتل جنود مصر رمزًا لتهديد قوى الحماية الحدودية لوطننا حينما تعجز الدولة عن اخلاء الباعة الجائلين فى ميدان التحرير تسلل الارهاب الفكرى الى دهشور والارهاب الجسدي الى سيناء حينما سُمح بوجود 1200 نفق تعبر من خلاله ثقافة واهية تحمل في يديها الاسلحة وكل ما هو مخالف لينبش فى جسد مصر الحانية. والان نقول ماذا؟ البقية في حياتكم، البقية في حياتنا، نحن لا نقبل العزاء في شبابنا الذي يموت كل يوم فعزاؤنا الوحيد ان تهب الارادة المصرية للدفاع عن تفتيت وطن وضياع كرامة، فلا كلام بعد اليوم بل ارادة تنتفض وتتحرك لتقول لن ننتظر تحقيق محلي او تقصي حقائق فدماء شبابنا ليست رخيصة وحرمة الوطن ليست هينة عند المصريين، والتاريخ يشهد على ذلك.