الأقباط متحدون - الأقباط صناع سلام
أخر تحديث ٠٢:٤٤ | السبت ١١ اغسطس ٢٠١٢ | ٥مسرى ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٤٩ السنة السابعة
إغلاق تصغير

الأقباط صناع سلام

بقلم- القس لوقا راضي
أعود من جديد لاستكمال سلسلة "الأقباط صناع سلام" بعد انقطاع، والذي دفعني لاستكمال السلسلة القصة التالية:
اتصل بي صديق صحفي في "اليوم السابع" يسألني عن الذي حدث بجامع الرحمة بمدينة "منفلوط" محافظة "أسيوط".. الحق أنا شعرت بالقلق؛ لأني أعرف جيدًا تاريخ الإرهاب في تلك المدينة في التسعينات ومساحات العنف التي مرت بها كل المنطقة، خاصة "أسيوط". والسؤال كان عقب أحداث "دهشور" التي تم فيها التهجير للأقباط بمعرفة أجهزة الدولة، وتحت مرأى ومسمع من سلطات الأمن.

فسألت صديقي: ما الذي حدث؟؟
أجابني أن المدينة انقطع بها تيار الكهرباء والمياه، وبالتالي فلم يوجد مياه بالجامع لأداء الصلاة..

فسألت: وما الذي حدث؟
قال لي: ما كان من الكنيسة المجاورة للجامع إلا أنهم قاموا بجلب المياه من الكنيسة إلى المصلين لأداء الصلاة..
الحق تنفست الصعداء..
وقلت له: هذا هو عمل إنساني في أساسه، فالإنسانية تحتم عليّ كإنسان على صوره الله وأحيا بمثاله أن أمد يد العون للجميع دونما النظر إلى من هو ومن يكون وماذا سيفعل؟؟؟؟؟؟

انتهى الاتصال بالصديق الذي نشر تلك الكلمات البسيطة بـ"اليوم السابع".
وأنا ابتدأت أفكر بصوت عالٍ مع نفسي وأفكر معكم..
- ما موقع تلك الأخبار السارة من الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب؟؟ ولماذا حدث مثل هذا لا يهتم به أحد إلا خبر لا يتعدى أسطر في أحد الجرائد؟.
- لماذا تتصدر الأخبار السيئة صدر الصحف والجرائد والشاشات، بينما تختفي تلك الأخبار بالتمام، ومن يمر عليها يمر مرور الكرام؟؟.
- كم من الأحداث السارة التي تحدث يوميًا مثل هذا الحدث وأكثر، تمر علينا ونحن لا نعلم أي شئ عنها نهائيًا؟؟.
- ما موقف كل الذين ينادون بأن الأقباط كفار ولا يجوز التعامل معهم أو توصيلهم إلى الكنائس لأنهم "كفار" من مثل تلك الأحداث؟
- لماذا لا يكون هناك مركز لجمع الأخبار السارة وتولي نشرها وإعلانها من خلال وسائل الإعلام، ووضعها في حجمها الطبيعي، لإحدث حالة فرح وتغير المزاج العام من حالة الترقب من كل الأطراف إلى حالة السرور والابتهاج.
- الأخبار السارة هي تفسير الكلمة اليونانية "أف أنجليون" أي الأنجيل، وكم نحن نحتاج إلى الإنجيل المعاش الآن في "مصر".

من أجل هذا أدعو الكل، وخاصة الإعلاميين، إلى التركيز على الأحداث التي تصنع سلامًا، والقيام بعمل مشروع لجمع كل القصص التي تحدث في الحياة اليوميه ونشرها.
من أجل هذا أنا شخصيًا سأستمر في الكتابة حول "الأقباط صناع سلام".
الرب معكم. صلوا من أجلي.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter