الأقباط متحدون - صرخة إلى الله في السماء والمشير طنطاوي في مصر
أخر تحديث ٠٠:٤٢ | السبت ١١ اغسطس ٢٠١٢ | ٥مسرى ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٤٩ السنة السابعة
إغلاق تصغير

صرخة إلى الله في السماء والمشير طنطاوي في مصر

بقلم- أنطوني ولسن
مصر تسرع الخطى نحو هاوية الدمار والخراب. مصر وصل بها الحال إلى حتمية المواجهة. نعم المواجهة الدامية بين الحق والضلال، بين النور والظلام، بين العدالة والقانون، والظلم والغدر والخيانة.

عام ونصف العام ومصر فوق صفيح ملتهب. المتابع للأحداث يشعر بلهيب النار المعدة من قبل من يتشدقون بانتمائهم لمصر، وأنهم من قاموا بالثورة. وقد ظهرت الحقيقة المُرّة من أفعالهم المتكررة وتصرفاتهم الهمجية، التي يغلب عليها أسلوب البلطجة و"اللبط". يريدون كل شيء. ولا يقدمون شيئًا لمصر والشعب المصري. يطيحون بالشرفاء النبلاء من أبناء مصر، ويأتون بمن لا شرف لهم ولا نبل ولا انتماء لمصر. وقد تم لهم- تقريبًا- ما يطمحون إليه.

تحمل الشعب المصري الكثير خلال عقود وعقود، على أمل أن الغد أفضل من اليوم. ذهب اليوم والغد وما بعد الغد ولم يتحقق الأمل. الأمل في حياة كريمة ولقمة خبز شريفة عن طريق عمل يحفظ لهم ماء الوجه. كل شيء راح وانتهى أو كاد من طيور الظلام الذين سيطروا على الأحياء والأموات. نعم سيطروا على الأحياء والأموات.. من ليس منهم من الأحياء فهو عدو يجب السيطرة عليه وإذلاله أو التخلص منه. ومن ليس منهم من الأموات لا اهتمام به ولا احتفال بتشييع جثمانه، حتى ولو مات شهيدًا مدافعًا عن أرض وعرض الوطن مصر. أما الآخرون ممن ينتمون إلى تنظيماتهم فلهم كل شيء إن كان في المشاركة في الحكم أو في إيجاد عمل له ولأسرته، ومن يموت يُشيع جثمانه بجنازة تليق بالشرفاء والمدافعين عن الوطن وهو بعيد كل البعد عن الشرف أو من المدافعين عن الوطن. يكفيه شرف الانتماء إليهم!!.

في رفح استشهد 16 من رجال القوات المسلحة المنوط بهم حماية الوطن. حماية الوطن من العدو الصهيوني. لكنهم استشهدوا بأيدي من تواجد الجيش المصري لحمايتهم وحماية غيرهم من العرب.

الرئيس "مرسي" أنكر علمه باحتمال وقوع مصيبة للجيش المصري ويجب اتخاذ الحيطة. وعندما أعلن مدير المخابرات بعد الحادث أن الخبر أمام الرئيس وفوق مكتبه، قام الرئيس بإحالته إلى المعاش، ويأتي كما سبق وذكرت برجل يقول له أمين لم يبلغك أحد بإمكانية أو احتمال الاعتداء على أفراد من القوات المسلحة المصرية حماة وطن المفروض ينتمي إليه الرئيس "مرسي"، وكل الإخوان، وغيرهم من الجماعات الإسلامية.

لا يذهب سيادة الرئيس إلى مكان الحادث أو تشييع الجثامين للشهداء، والحجة أن اللواء المسؤول عن تأمين وجوده أخبره بأنه صعب أو لا يمكن أن يضمن له ذلك، فلا يذهب سيادته، فهو الرئيس، والرئيس كيان يجب حمايته وإبعاده عن مكان الخطر إن لم تتواجد القوات اللازمة لحمايته. من الطبيعي أن اللواء "حمدي حمدين" قد تم الاستغناء عن خدماته، فهو سبب عدم ذهاب سيادته لأنه لم يوفر له الحماية اللازمة. الرئيس في حاجة إلى حمايته إذا ذهب وشارك في تشييع رجال المفروض أنهم أبناؤه الأبطال الذين استشهدوا من موقع الدفاع عن أرض الوطن مصر الذي هو رئيسها، والذي فتح "الجاكت" أمام أبنائه الآخرين مؤكدًا لهم أنه لا يرتدي قميصًا واقيًا لأنه بين أولاده ومريديه. وهذا دليل آخر على عدم انتمائه وانتماء جماعته وكل الجماعات الإسلامية المتشددة إلى مصر، الذين ارتكبوا جريمتهم مسلمون من الجماعات الإسلامية أو الحماسية، وكانت حجتهم أنهم سيضحون بالجنود المصريين للاستيلاء على المصفحات المصرية والهجوم بها على العدو الإسرائيلي. منطق غريب، لكنه منطق أعداء مصر وليس أعداء إسرائيل. وماذا حدث لهم؟! اخترقوا الجدار وكان في انتظارهم العدو الصهيوني، فدمر المصفحة تدميرًا كاملًا، وقتل 6 منهم، وأصاب آخرين.

من الذي خطط؟! ومن الذي دبر ونفذ؟! لا أحد يعرف!! وهل الذي دبر وخطط ونفذ يعلم مقدمًا أن إسرائيل لها عيون في قلب غزة وسيناء؟ إن كان يعلم ونفذ فهو مجرم ويجب محاكمته من قبل جماعته، وإن كان يعلم فهذه مصيبة المصائب، ولابد أن يكون وراءها تخطيط آخر الإخوان يدبرونه للتخلص من بعض القيادات المصرية إن كان رجل المخابرات أو رجل الأمن المسؤول في القوات المسلحة عن حماية الرئيس، أو غيرهما، وإحلال آخرين من رجالهم، وهذا ما حدث بالفعل.

نأتي إلى محاولة معرفة ما حدث من الإخوان وحماس ذراعهم العسكري لتحقيق الخلافة الإسلامية وعاصمتها "القدس" الشريف إبان ثورة 25 يناير 2011.

** حماس مع البلطجية هم من قتلوا الثوار بالقناصات التي كانوا يستخدمونها من فوق أسطح المباني.
** هاجموا السجون المصرية وقتلوا الحراس من قوات الجيش والشرطة.
** أطلقوا صراح المساجين من الإخوان والجماعات الأخرى، وكان من بينهم محمد مرسي والكتاتني.
** تهريب الأسلحة إن كان من ليبيا أو السودان ومناطق أخرى، وقد تم ضبط بعضها. ولا شك ما تم ضبطه يعد قليلًا بالنسبة إلى التهريب، وخاصة الأسلحة التي كان يحتفظ بها القذافي.
** هل حقًا فاز الرئيس مرسي في الإعادة بالرئاسة؟!.
الإجابة الصريحة.. لا.. لقد فاز مرسي بالكرسي لأن أوباما ومدام كلينتون وأصدقائهم في قطر والسعودية يريدون ذلك.
** بوصول الرئيس محمد مرسي إلى سُدة الحكم ستكون جماعة الإخوان منفصلة عن بقية الجماعات الإسلامية الأخرى القادرة على تنفيذ مخطط الخلافة الإسلامية.
** حكومة الرئيس مرسي على الرغم من عدم استكمال مجلس الرئاسة، إلا أن الرئيس مرسي قام بتسديد دين الإفراج عنه بمنح هدايا لرجالات حماس من فيلل وقصور في سيناء لتكون لهم ممتلكات بها، تمهيدًا لاستقطاع أجزاء منها وضمها إلى غزة، وتكون النواة لدولة فلسطين على حساب مصر. ياله من عرفان بالجميل بالتضحية بمصر في سبيل الخلافة المزعومة!!.
** مصر والشعب المصري يعاني في الفترة الحالية من مشاكل أساسية في الحياة منها:-
1 – انقطاع المياه في المدن والقرى في جميع محافظات مصر.
2 – انقطاع التيار الكهربائي أيضًا في المدن والقرى في جميع المحافظات. وأخطر شيء قد يسببه هذا الانقطاع هو تأثيره على المستشفيات في مصر مما قد ينجم عنه ما لا تحمد عقباه.
3 – مازالت وفاة اللواء "عمر سليمان" محل شبهات، للتخلص منه، لأنه رجل المخابرات العالم ببواطن الأمور. وأكبر دليل إدانة إقالة رئيس المخابرات الذي تولى من بعده رئاسة المخابرات بحجة عدم إخبار سيادة الرئيس بوجود مخطط إرهابي ضد القوات المسلحة في سيناء، وعندما كشف رئيس المخابرات للعالم أن التقرير موجود فوق مكتب سيادة الرئيس، تم إقالته على الفور.

الإخوان المسلمون على ما أعتقد لا يفكرون فيما يريدون غير الحكم.. حكم مصر كخطوة أساسية لمشروع الخلافة الإسلامية. أما ما هي واجباتهم تجاه الشعب المصري المخدوع فليست في حسبانهم أو تفكيرهم. إنهم يكفرون كل من يقف في وجههم من الشرفاء المصريين. حاولوا الاعتداء على الدكتور توفيق عكاشة، وتم إغلاق محطته التلفزيونية "الفراعين"، وهددوا الآخرين من رجال الأعمال المصريين الأحرار أمثال عمرو أديب وعادل حموده وإبراهيم عيسى- مع الاحتفاظ بالألقاب-، وغيرهم. لقد كان عند الإعلامية هالة سرحان بعد نظر ورؤية ثاقبة لما سيحدث في مصر بعد نجاح الدكتور محمد مرسي، تركت البلاد و"نفدت بجلدها" كما يقول أولاد البلد.

الدولة النازية الدكتاتورية الفاشية الماسونية الإخوانجية بدأت في التكوين، مضللة البسطاء من المصريين وغير المصريين بشعارات سبق ورددها آخرون مثل هتلر وموسوليني والاتحاد السوفيتي. فماذا كانت النتيجة؟! وبال على شعوبهم وعلى العالم كله في حربين عالميتين قضتا على الأخضر واليابس في العالم. فهل نحن في مصر في حاجة إلى حكام لهم نفس صفات الحكام الذين أشرت إليهم؟.. لا أظن...

في يوم 24 أغسطس الجاري ساندوا التجمعات المطالبة بالتصحيح الثوري وإقالة الرئيس مرسي وإعادة انتخابات حرة بمعنى الكلمة، وإبعاد أي تدخل خارجي إن كان من العرب "الإخوة الألداء"، أو من الغرب الراغب في تقسيم منطقة الشرق الأوسط ليس لصالح شعوب هذه المنطقة، ولا لصالح التيارات الإسلامية التي على رأسها جماعة الإخوان المسلمين كما يظنون، ولكن لمصلحتهم ومصلحة إسرائيل أولًا وأخيرًا. أما عن العرب وحقدهم على مصر فحدث ولا حرج.

سيادة المشير محمد حسين طنطاوي، والمجلس الأعلى للقوات المسلحة الموقر، والجيش المصري الوطني الشريف وحامي حمى الوطن مصر، نتقدم إليكم وإلى الشعب المصري الأصيل بخالص التعزية القلبية لشهداء القوات المسلحة المصرية في رفح بأيدي عصابات الغدر والخيانة.. 
إننا نطلق صرخة عالية مدوية إلى الله في السماء، نطلب منه ونترجاه أن يحافظ على كنانته مصر وشعبه المبارك منه "مبارك شعبي مصر"، ويحمية من شر أعداءه في الخارج ومن شر أعداءه في الداخل ممن يحكمونه ويخدعون الناس.

كما أننا نتوجه إلى سيادة المشير محمد حسين طنطاوي والمجلس الأعلى للقوات المسلحة بصرخة عالية مدوية، طالبين منكم عدم التفريط في شبر من أرض مصر، والتصدي بحزم وقوة لكل من يريد النيل من مصر والشعب المصري. لقد فاض الكيل وطفح سيادة المشير، ولا أمل لشرفاء مصر ومحبيها غير الصرخة إلى الله في السماء، والمشير طنطاوي في مصر.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter