تشاء إرادة الآب السماوي أننا اليوم ونحن نعيش أفراح قيامة المسيح نحمل في داخلنا أوجاع استشهاد نبيل حبشي شهيد بئر العبد الذي راح ضحية الإرهاب الغادر…ولعله ليس أول عيد تختلط فيه مشاعر الفرح مع الوجع إزاء تجارب أليمة يسمح بها الرب تدعونا لأن نقف ونتأمل مايحدث لنستخلص المعاني المعزية المقوية بدلا من الاستسلام لمشاعر الإحباط والألم.
نبيل حبشي يستحق كل التطويب, وهو يهنأ بالفرح السماوي وبأكاليل المجد المعدة لجميع الشهداء عبر تاريخ المسيحية, وأسرته الصغيرة كما سمعنا منها تعيش ذلك الإيمان الذي يسمو بها فوق آلام الخسارة الأرضية ويرفعها لتعاين ترانيم السماء تهللا بالعريس القادم الجديد.
أما نحن الأسرة الكبيرة…أسرة الكنيسة..أسرة أقباط مصر بمسيحييها ومسلميها, فموقفنا ثابت لايتزعزع ولا يرتبك أمام الإرهاب, ونتسلح بوطنيتنا وبوحدتنا في مواجهة جريمته, وإذا كانت القوات المصرية الباسلة-كما عودتنا-سارعت بإنزال القصاص بالجناة الإرهابيين فور إذاعة شريط الجريمة فلنعلم أنه القصاص الأرضي ولنتمثل بمسيحنا المصلوب الذي صلي من أجل جلاديه وصالبيه ولنردد معه:اغفر لهم يا أبتاه فإنهم لا يعرفون ماذا يفعلون.
يكفينا ارتياحا وفخرا مشاعر التضامن والمؤازرة التي أحاطنا بها إخوتنا في الوطن ورفضهم ابتلاع التهديدات الإرهابية الموجهة للأقباط ومساندتهم لنا بشتي الصور والعبارات التي كانت من أجملها هذه المقولة:إحنا 100مليون مصري…كلهم مسلمين عند اللزوم…وكلهم أقباط عند اللزوم…اقتلونا لكنا لو تقدروا…تحيا مصر بشعبها الواعي.
وأنا إذ أتعزي بكل ذلك, أعيش أفراح القيامة, وأتقدم بالتهنئة إلي راعي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني وسائر مطارنة وأساقفة ورعاة الكنيسة وشعبها ومعهم إخوتنا الأحباء الأحبار الأجلاء رؤساء الكنائس المسيحية في مصر ورعاتها وشعبها داعيا أن يحفظ الرب بلادنا من كل سوء.