الثلاثاء ١٤ اغسطس ٢٠١٢ -
٣٩:
٠٩ ص +02:00 EET
بقلم: القمص أثناسيوس Ùهمي جورج
التعصب أساسه وسببه يكمن ÙÙŠ الآراء المسبقة المشوَّهة عن الآخر المختل٠دينيًا... Ùالجهل دائمًا يقود إلى التعصب، والمقصود هنا هو الجهل بالآخر وعدم الإلمام الصØÙŠØ Ø¨ÙƒÙŠÙ†ÙˆÙ†ØªÙ‡ØŒ وقد سÙمي التعصب بالمَقيت؛ لأنه يدÙع إلى إلغاء العقل؛ وخوض جدالات وتصورات ينعدم Ùيها الاØترام؛ ويجعل التربة خصبة للإتهام والتعدي والخوض ÙÙŠ أمور لا ÙŠÙقه Ùيها المتعامل ألÙها من يائها... وانتشار طريقة التجهيل بالآخر المختل٠والتØريض عليه؛ هو الذي كرس الازدراء والاÙتراء وانتقل به من التÙكير إلى التكÙير، ومن التعايش وقبول الآخر كما هو يدرك Ù†Ùسه؛ لا بناء على تصورات مغرضة ووهمية مسبقة؛ إلى النÙور والتباعد... وجميعها قد صعبت المعاملات والجوار، ÙˆÙتØت الأبواب على مصراعيها للاعتداءات والمشاØنات التي أودت بØياة البشر وبمقدَّراتهم.
لقد جعل التعصب الجو خانقًا وهشًا متوترًا وسريع الاشتعال... قسّم الناس ÙˆÙرض العÙزلة الاجتماعية، وصن٠البشر، وتسبب ÙÙŠ رÙض الإنسان الآخر بØجج دينية تÙشّت على نطاق واسع، وللأس٠الظرو٠السيئة تنتج تشريعات سيئة، غير أن الظرو٠السيئة مرØلية ومؤقتة؛ أما التشريعات Ùهي مستمرة ودائمة... لكن إدارة الظهر للمواطنة ولتØقيق العدالة والتعايش يسيء إلى الدين Ù†Ùسه ويؤخر الوطن كله؛ ويجعله مرتعًا للتعصب... لأن الØاضر يصنع المستقبل؛ وما عر٠وطن مستقبلاً من دون المواطنين جميعًا؛ ومن دون ÙˆØدتهم ÙÙŠ المساهمة لبناء هذا الوطن الذي يجمعهم على أرضه.
علاج التعصب لا يكون مؤقتًا مثل مخدر أشبه ما يكون بØبة الأسبرين؛ لكنه إعادة صياغة تطال التعليم والإعلام والقوانين ودور العبادة والمؤسسات كلها.... هذا العلاج المخلص هو الذي ÙŠØÙظ صيغ المواطنة Øتى لا تنقلب طريقة التعايش رأسًا على عقب... وقد أوصى السيد Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ ÙƒÙ„ مسيØÙŠ أن ÙŠØب الكل كقريبه؛ وصولاً إلى Ù…Øبة الأعداء واللاعنين والمبغضين... وأي تعصب يأتي على المسيØÙŠ بسبب إيمانه Ùهو لأجل امتØانه... لذلك لا يستغربه إذن وكأن أمرًا غريبًا قد أصابه (Û± بط Û±Û²:Ù¤)... وكل من ÙŠÙعيَّر بسبب اسم Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ùالطوبى له ÙˆØ±ÙˆØ Ø§Ù„Ù…Ø¬Ø¯ والله ÙŠØÙ„ عليه... وداعة المسيØÙŠ تعني المسالمة ولا تعني الخنوع؛ كما أن شجاعته تعني مطالبته بØقه وإلتزامه بواجباته؛ لكنها لا تعني التطاول والتخريب... المسيØÙŠ الØقيقي على قدر طاقته يسالم جميع الناس؛ ويسلك بالسلام والمØبة والعطاء بأمانة كما سلك السيد Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ ÙˆØ£ÙˆØµÙ‰ "على الأرض السلام" (لو Û±Ù¤:Û²).
عكس التعصب (الغيريَّة) التي هي قبول الآخر؛ وهي ثمرة ØªÙ„Ø§Ù‚Ø Ø§Ù„Ø£Ùكار والمعاملات؛ وهي أيضًا ثمرة جدلية التعددية بين كل البشر الذين خلقهم الله على صورته ومثاله من كل لون وعÙرق ودين وقومية... Ùالغيرية عكس الميكاÙيلية التي Ùيها الغاية تبرر الوسيلة... لأن الإله الØÙ‚ لا ÙŠÙعبد بالقهر؛ وهو لا ÙŠØتاج أن ينصره البشر؛ بل هو الذي ينصرهم ويعينهم... إنه إله الرØمة والعدل الذي لا يرضى بالظلم والقهر وكل صور الإكراه والترهيب... وعلى أساس كلمة الله تأسست الØقوق الإنسانية بدساتيرها وأدبياتها؛ وصارت سبب تقدم الأمم وأثمرت إبداعات إنسانية وتطورات الØضارات؛ والتي نتمنى لبلادنا أن تكون من بينها؛ بل ÙˆÙÙŠ مقدمتها.
إن كل المتعصبين على Ø³Ø·Ø Ø§Ù„ÙƒØ±Ø© الأرضية هم ليسوا أصØاب تكوين معرÙÙŠ متوازن؛ وهم لم يتعرÙوا بعد على Øقيقة طبيعة الله وكلمته ووصاياه؛ إذ لا يمكن أن يرضى الله بالتعصب المقيت الذي يتسبب ÙÙŠ هدر دماء الذين جبلهم؛ ولا يمكن أن يرضى بالØرق والسلب أو بقمع الذين خلقهم ليكونوا Ø£Øرارًا... وهو لا يرضى بالعصبيات التي تعص٠بجمال خلقته مهما كانت دواÙعها ومسمياتها.
Øوادث كثيرة تأتي ÙÙŠ سلسلة بداياتها شرارة معروÙØ©Ø› لكن نهاياتها متØولة مجهولة بسبب التعصب ضد الآخر؛ إلى Øد اشتهاء إلغائه وإبادته ÙˆØرقه، بعد نزع ملكيته وإنسانيته؛ Ùمن كثرة الاعتياد صار التعصب إدمانًا عند البعض، وتأسيسًا على ذلك كله يمكن القول بأن هذه الأØداث المتكررة هي ÙÙŠ سياق واØد تعبر عن غياب Ø§Ù„ØªØ³Ø§Ù…Ø ÙˆØ§Ù„ØµØ¯Ù‚ والمواطنة والتنوير... من له أذنان للسمع Ùليسمع!!!