رفعت يونان عزيز
لمصر مكانة لدي الله ,فكم مره ذكر أسم مصر بالكتاب المقدس حوالي 698 مره منهم 27 مره بالعهد الجديد . ومن نبوءات الكتاب المقدس عنها " مبارك شعبي مصر " مصر المحبة السلام الأمان . فنجد في أنجيل متي (2: 15 ) يقول إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لِيُوسُفَ فِي حُلْمٍ قَائِلاً:«قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ، وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُ». 14فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ لَيْلاً وَانْصَرَفَ إِلَى مِصْرَ. 15 لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ الْقَائِل " مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْني " نحتفل كل عام في 1 يونيه بعيد دخول المسيح أرض مصر , هذه هي بداية رحلة العائلة المقدسة لمصر وقد تخللها مشقات ومتاعب كثيرة إلا أنها في كل مكان زرعت بذور الخير والمحبة ونحن نجني من ثمارها ثمار روحية وبركات متعددة فياضة رفعت وترفع أسم مصر وخريطتها عالمياً لتوافد عليها شعوب العالم سياحة وعلاج وتبرك . ففي كل محطة حلت بها العائلة المقدسة حل سلام وخير وفير ومعجزات تأكيد قوة وقدرة المسيح وسلطانه من طفولته , والهروب لمصر لا يعني الخوف من هيرودس فالله كان قادراً أن يهلك الملك الطاغية لكن لكي يعلمنا أن نهرب من الشر ولا نقاوم الشر بالشر ونصنع الخير ولكي تتم نبوءات الكتاب المقدس بالعهد القديم . فكم من نبع مياه " بئر " خرج من باطن الأرض لتشرب العائلة المقدسة بدأ بتل بسطا " الشرقية " وفي قرية دير الجرنوس مركز مغاغة بالمنيا يوجد به بئر شربت منه العائلة المقدسة. ونبتت خضرة ونضجت محاصيل وفاكهة وبلسم يستخدم في عمل زيت الميرون . كذلك أفزعت الشياطين الساكنة في التماثيل بالمعابد الوثنية م فسقطت علي وجوهها وتهدمت وتكسرت وكذلك قرية الأشمونين حيث سقطت الأوثان من تلقاء نفسها بمجرد دخوله مشارف البلدة، وشفاء وثنيين .وفيها تقابل القديس وادامون الأرمنتي مع السيد المسيح وآمن به واستشهد على اسمه.
من المحطات الهامة بالصعيد بمحافظة المنيا دير السيدة العذراء " بجبل الطير بسمالوط وهذه لمحة تاريخية عن المكان والاحتفال الذي يقام لمدة أسبوع كل عام ويسمي عند البعض (مولد العذراء ), فى نهاية الأسبوع يكون (عيد الصعود الألهى ) الذي يبدأ هذا العام يوم الخميس الموافق 3 / 6 /2021 تقام القداسات والصلوات الدينية ومقتصراً علي زيارة الكنيسة الأثرية والمغارة التي اختبأت بها العائلة المقدسة والكنائس الأخرى وبيوت الخادمات والمكرسات ومبني المعموديات والاستراحة والمشاريع الجديدة التي تخدم السياحة العالمية والمحلية كما يوجد أفخم فندق علي النيل ( فندق العائلة المقدسة ) وللأحتفال دلالة وأهمية لدى الأقباط المصريين جميعاً مسلمين ومسيحيين فتجمعهم أعمق الأحاسيس الإنسانية والمشاعر الطيبة والحاجة للبركة والدعاء والصلوات من اجل مصر ومن اجل طلباتهم الشخصية .. وهذه لمحة لأهمية المكان وزمن الاحتفالية بهذا التوقيت. المكان يعد بانوراما تحكى عن العظمة والقدرة والجمال لمحبة الله لنا فالدير يوجد على هضبة عالية ترتفع حوالي 130 م تقريباً عن سطح نهر النيل وأسفل الهضبة خضرة تسر بها العين وتريح النفس وتعطى مشاعر للمتأمل انه في جنة على الأرض ,والموقع الجغرافي يقع دير السيدة العذراء شرق النيل لمدينة ومركز سما لوط حيث إقامة العائلة المقدسة فترة من الزمن خلال رحلتها لأرض مصر,فى سنة 326 ميلادية قامت الملكة " هيلانة أم الإمبراطور ( قسطنتين ) ببناء كنيسة باسم " السيدة العذراء " على ذلك الموقع الذي عاشت فيه العائلة المقدسة وتعد كنيسة القيامة الثانية لأنها بنيت في نفس توقيت كنيسة القيامة ببيت لحم ويقع الدير في مواجهة لقرية البيهو بسما لوط . وسمى هذا الدير (دير جبل الطير حيث كان يعيش هناك ألوف من طائر " البوقيروس وأيضا سمى بجبل الكف حيث يذكر\"التقليد القبطي \" أن العائلة المقدسة وهى تسير بجوار الجبل كادت أن تسقط عليهم صخرة كبيرة القتها ساحرة شريرة ومعها عصابة لقطع الطرق علي المراكب وأخذ ما معهم فمد الطفل يسوع المسيح يده عليها ومنع السقوط فانطبعت كف يده على الصخرة وانتهت الساحرة وشرها .
وكذلك يسمى بدير\"البكرة\" وهذا يعود لوجود رهبان بذلك المكان فكانوا يستخدمون البكرة في رفع ما يحتاجونه من مياه أو بعض المؤن من أسفل الجبل لارتفاعه ولوعرة الطريق في الصعود والنزول وقد سرد \" البابا / تيموثاوس \" بالقرن الرابع الميلادي في مخطوط باسم (الصخرة ) أن بهذا المكان كان يعيش رهبان بالقرن الرابع الميلادي وقضى أسبوعا كاملاً بهذا الدير وقد استدعى ( أسقف طحا الأعمدة ) ليكون راعى للمكان والرهبان , وقال الأب \" صفرونيوس \" رئيس دير المبتدئين بالقرن العاشر الميلادي بأنه كانت هناك حياة رهبنة بالقرن العاشر وصل عددهم حوالي 1000(ألف راهب تقريباً) وهذه في كتابات ومطبوعات الأب \"صفرونيوس التي نشرتها دار ( فليوباترون ) للنشر تأكيداً للرهبة بذلك المكان إما زمان توقيت الزيارة يعود لعيد الصعود الالهي المتزامن مع موسم الحصاد كان الناس يذهبوا للدير متحملين مشقة الوصول للمكان , لتقديم باكورة محاصيلهم وما لديهم من نذور وتقدمة للدير , ويتباركون من المكان لقدسيته حيث عاشت العائلة المقدسة ووجود كنيسة \"لعذراء\" الأثرية به. ومنذ ذلك الحين تحول المكان لمزار طوال العام ولكن الاحتفالية السنوية تكون مع عيد الصعود الالهى ولأهمية الاحتفال وقدسيته تهتم محافظة المنيا بجميع قيادتها التنفيذية وبالمقدمة مديرية الصحة والشرطة بكل أجهزتها والتموين والمحليات التي يترأسها سيادة اللواء / أسامه القاضي محافظ المنيا بالتنسيق مع رئيس مجلس مدينة ومركز سما لوط ومطرا نية سما لوط للأقباط الأرثوذكس صاحبة المكان تحت رعاية نيافة الأنبا / بفنوتيوس مطران سمالوط وذلك بالإمكانيات والترتيبات والتجهيزات اللازمة لإعداد وتهيئة المكان وتوفير الخدمات وتامين المواطنين المترددين على المكان مع تحقيق أعلي درجات الإجراءات الاحترازية وأتباع القوانين والقرارات واحترام حقوق الإنسان لإنجاح الاحتفالية فيري العالم صورة مشرفة أخري من الصور العديدة المشرفة لمصرنا الحبيبة . حمي الله مصر شعباً وقيادة وكل عام وجميعنا بخير وسلام وأمان .......