كمال زاخر
دعونا نعود خطوة للوراء؛ نتعرف على ملابسات اعادة احياء رهبانية وادى الريان وكيفيتها!!
كانت محاولة لاستنساخ تجربة متى المسكين للمكايدة ضمن سلسلة استهدافات ممتدة، ولم يكن اختيار الدير الاثرى بصحراء الفيوم (دير القديس مكاريوس) محض مصادفة؛
* فهو يحمل نفس اسم دير انبا مقار بوادى النطرون.
* ويحمل شجن سنوات النفى الاختيارى للأب متى المسكين فيما قبل المصالحة مع البابا كيرلس السادس.
* ويقود الإحياء احد أعمدة تعمير دير ابو مقار والتلميذ اللصيق الصلة بالأب متى المسكين، وهو الأب اليشع المقارى.
* وقد نجح فى ضم الاف الافدنة من الاراضى للدير الأثرى توطئة لاستصلاحها على خطى متى المسكين فى ابو مقار.
انطلق الأب اليشع يخايله حلم إحياء رهبانية الدير الأثرى مدعوما بنقاء السريرة وطوباوية الهدف بعيداً عن ما يدور فى الغرف المغلقة لمخططى المكايدة.
واستند الأب اليشع المجدد فى ثقة لوعود بدعم فوقى صدقها.
لم يَرُد الأب المؤسس احد من طالبى الرهبنة وقبلهم بغير فحص او تدقيق فشكلوا أول ملامح الأزمة، إذ كان بينهم العاطلون والهاربون والبسطاء والأمناء والطامحين والمشتاقين، الأمر الذى شكل ارهاصات صراعات بينية، وعلاقات خشنة مع الدوائر خارجهم، مع ساكنى المنطقة القدامى - اعراب وبدو - خاصة فيما يتعلق بما تختزنه الأرض من موارد تاريخية وأثار يعرف الطرفان قيمتها. وصارت مصدر دخل بأرقام خرافية تتجاوز ريع الزراعة، ولهذا كان الاستحواذ على الأرض أهم من استصلاحها.
وحين رحل ابونا متى ارتبك المخططون وارتبك مشروعهم، وتغيرت الخطط ليستبدلوها باختراق ابو مقار بعد رحيل الخصم التاريخى.
فسحبوا دعمهم ووعودهم واسقط فى يد الأب المؤسس، الذى انفق كل ميراثه عن اسرته الثرية على الخدمة، وكان الداعم الأكبر حين شرع الاب متى فى تعمير ابو مقار، ولم يتوقف عن الانفاق على تجربته الجديدة فى الريان،
انتهت صدمته بأن اعتزل المكان وذهب بعيداً فى معاناة صعبة حتى قضى نحبه. لعل احد القريبين منه يكتب تفاصيلها.
غابت التلمذة وغابت الضوابط وتسللت المشروعات الاستثمارية لتزاحم النذور الرهبانية وتغير شكل يوم الراهب، واختلط الخاص بالعام، كان للمال حضوره، ومعه كل الشرور.
كانت الخيوط التى تحرك الأحداث تدار من بعيد.
يرحل البابا شنودة، لتنفجر قنبلة الريان، فى مناخات عنوانها الصراع. مع ضعف وخواء من يمسكون بالخيوط.
القوالب نامت والانصاص قامت والرهبنة غامت