بقلم / القمص أثناسيوس چورچ.
عندما وجّه السيد الرب تلاميذه الرسل الأطهار وأرسلهم إلى العالم؛ سلمهم رسالة الإعلام قائلاً: (إذهبوا وتلمÙذوا جميع الأمم؛ وعلموهم أن ÙŠØÙظوا كل ما أوصيتÙكم به)... ومن هنا Øمَّلهم رسالة كرازية تØمل أعمق معاني الإعلام وأدَقّها.... لذلك رسالة الكنيسة الإعلامية هي رسالة كرازة وبشارة Ù…ÙÙرØØ© وسارّة للعالم كله٬ هي رسالة تعليم ÙˆØÙظ وصايا إلهية... مضمونها الإرتقاء بالإنسان والخلاص الأبدي الثمين.... إنها رسالة خبرية تØمل رجاء الشعوب ونور الأمم٬ ÙˆØ§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø¥Ù„Ù‡Ù†Ø§ Ù…Øب البشر Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø°ÙŠ كان يجول يصنع خيرًا هو المكروز به للخلاص الأبدي. وإن Øملت رسالتنا الإعلامية جوانب Øقوقية واجتماعية وأخلاقية ÙˆØياتية٬ إلا أنها تبقى مبتورة ما لم تØمل بشارة الخلاص والÙداء الذي صار لنا بإلهنا العظيم والمÙتعجَّب منه بالمجد٬ كذلك تبقى منقوصة إذا اÙتقرت إلى Ù‚ÙÙŠÙŽÙ… المسيØية: (المØبة٬ العدالة٬ الخير٬ المصالØة٬ السلام٬ الوداعة٬ الØكمة، التعقل٬ الإنÙتاØÙ¬ عدم الإنكÙاء على الذات٬ مجاوبة Ù…ÙŽÙ† يسألنا عن سبب الرجاء الذي Ùينا)... خاصة أمام الشَبÙّورة الشيطانية التي تجول Ù‚Ùبالتنا بالتشويه والأكاذيب والشائعات. Ùإن تطورت الآليات والتقنيات ووسائل التبليغ والمقاصد؛ لكنها تبقى ثابتة المضمون والمدلولات ÙÙŠ كل زمان ومكان؛ لنهيئ للرب شعبًا مستعدًا... نائلين بها بناء وخلاص النÙوس التي اقتناها مسيØÙنا بالدم الكريم... لذلك الضرورة موضوعة على الكنيسة كي تدخل إلى ماكينة الإعلام المذهلة لتغرس الوصايا والقيم والإتجاهات والمÙاهيم والرÙؤىَ والأنماط التي تتناسب وزمان Ø¥Ùتقادنا.
لا شك أن النقلة النوعية الهائلة ÙÙŠ الإعلام الإلكتروني والبث المرئي وإقتران الثورة المعلوماتية بالثورة المرئية جعلت بيئة الإنسان تتشكل بÙعل الإعلام المعاصÙر٬ والذي بات يشكل وعْي ووجدان الناس؛ عبر نقل الرسالة الإعلامية إلى الØد الذي يتطابق Ùيه الزمان مع المكان٬ بمعنى أنه ÙÙŠ Ù„Øظة Øدوث الØدث يتم الإعلام عنه مباشرة أيًّا كان موقعه٬ مما زاد التÙاعلات بين المÙرسÙÙ„ والمÙرسَل إليه٬ مع معرÙØ© ردود الأÙعال Øول ما ÙŠÙبَث مباشرة٬ ÙÙŠ دمج وتزاوج الوسائط الإلكترونية (multi media)عبر الأقمار الصناعية وأنظمة الإرسال التليÙزيوني والإنترنت واليوتيوب والÙيس بوك والتويتر... كل ذلك يتطلب وقÙات إستيعاب لهذا التدÙÙ‚ Øتى يتوØد مع المضامين التي تخصÙّنا٬ لإمتلاك(know why) Ù¬ ولل (know how)٬من Øيث المØتوى والأسلوب والهد٠والوسيلة؛ بعد أن صار الإعلام الخÙبز اليومي الذي به نستطيع أن نوجه رسالتنا على مَدَى ÙŠÙغطي الجغراÙيا بمساØØ© الكÙرة الأرضية. ورسالتنا ÙÙŠ الإعلام المسيØÙŠ لا تتضمن Ùقط تاريخ الخلاص والعقائد والÙكر الكتابي والطقوس والتقليد الكنسي؛ لكنها أيضاً تمَسّ واقع Øياة أعضاء شعبنا٬ لأننا إذا استمرّينا نصÙمّ الآذان ونÙغلق العيون بØÙجَّة أن الوقت لم ÙŠÙŽØÙنْ؛ Ùإن Øالتنا ستتردّى٬ بينما من أولويات الإعلام المسيØÙŠ أن يقدم ما يتعلق بأعضاء الكنيسة وشهادتهم المستمرة ÙÙŠ Øياتهم اليومية٬ لأننا صرنا منظرًا للعالم للملائكة والناس (۱كو٩:Ù¤).
إن رسالتنا ÙÙŠ الإعلام المسيØÙŠ تتØقق كمًّا وكيÙًا؛ متى وظّÙنا التقنيات بطريقة ØÙرَÙية ومÙهنية؛ لتقدم الرسالة والرؤية الواضØØ© Ù„Øياتنا ومسيرتنا٬ إذ أن غياب الرؤية والإØترا٠يضيّع الوسيلة الكÙÙء٬ أما العمل الÙني الإØتراÙÙŠ ينطلق بالرسالة إلى الأمام٬ كذلك هناك Ø¥Øتياجات Ù…ÙÙ„Øّة تتعلق بالإختلا٠والخلا٠والشÙاÙية والتعايش والØضور والإيجابية والتميز وتخطي الØواجز والتهديدات والشكوك والإشاعات٬ تلك المنطلقات التي يلزم الدخول إلى أغوارها ÙÙŠ واقع متأزّم وليس بالهيÙّن... لعلَّ العاملين بالإعلام المسيØÙŠ ينتبهون إلى علامات الزمان وإيقاعها السريع؛ ويقرأون جيداً قضايانا الØقوقية والمصيرية قراءة صØÙŠØØ©Ø› لأنها تأتي ÙÙŠ صميم إيماننا ... Øيث تتركز صَوْبنا ماكينة مسخَّرة لإقتلاعنا ولتشويه عقيدتنا وتاريخنا ورموزنا وللعبث بØاضرنا٬ ولوْلا إلهنا لابتلعونا ونØÙ† Ø£Øياء... وبالجÙملة Ùإعلامنا اليوم يساوي Øضورنا وكرامتنا وإÙتخار إيماننا.