الأقباط متحدون - الشعب الذي لم يختار
أخر تحديث ٠٣:٢٧ | الاثنين ٢٠ اغسطس ٢٠١٢ | ١٤ مسرى ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٥٨ السنة السابعة
إغلاق تصغير

الشعب الذي لم يختار

بقلم:  ماجدة سيدهم
 
 " ليس أمر من ثورة  شعب اُستهان بحلمه واحتماله ..!"
*وسألت نفسي بعد التفاتة الى كل الخراب الذي أمامي ، كيف قادني حذائي اللعين الى ذاك المصير الملبد بالتربص والخيانة ،ويضيق علينا الخناق  مع مطلع كل رشفة  تنفس ، ممتدا الى بيوتنا وفتات عيشنا،  فهذا ما تبقي لنا بعد  ظلام  داهم  كل التفاصيل ، اطبق على كل  المحاولات  المضنية  لكي نكون بشرا على قيد الحرية ، واتذكر تفاصيل الفخ الذي  حاكه ملوك  الدجل بأن شعب يناير صنع ثورته الفريدة ، بينما تربع هو على عرش جثة  حلم الشعب المحتقر ، وفي حقيقته غضب يناير لم يمكث نقيا أكثر من ثلاثة أيام بل ولم تكتمل ، هل يصدق أحد أنه في لحظة  ما من زمن الدوار غرق الشارع كله في مستنقع عطن بالأكاذيب والإجرام والتطاول بكل عنف وفجور، وهنا يجثم علينا كفجيعة صادمة  قوم سفهاء يتقيؤون كل الوقت بهوى الفتاوى المتسخة بضحالة الفهم  والمستبيحة بلا خلق  دماء الاخوة،  دجالون يقايضون الدين  بحرفية الجهلاء، يمتطون صمت البسطاء بغلظة قاطع الطريق.
 
وجل الكارثة انه ليس من صد لهم أو  تكذيب لادعاءاتهم الفاشلة  ،حتى لبات الشارع منقسما الى جمع من الفرقاء والغرباء والمحتارين ،لا يهمني تفاصيل الكواليس المثقلة بصراعات القادة على قمة المشهد ، ولم يعد يؤرقني  متابعة المستجد  من وجع  بعدما صار الشارع كله جرح واحد  يأبى الشفاء، لم  تعد تفلح معه الخدع البراقة، ولم تـَصِب معه اية مؤن دينية لربما  تـَزح عنه مسحة الحزن الطاعن في ظهره ، فكم غـُدر بنا، وكم نـُصب علينا، وكم أُستخف  بدمائنا ،وكم اُستغل فينا الاحتمال بوقاحة  الأشرار ليعاد فينا الانحناء كمطايا مسوقة الى حتفها بحجة  انها ديموقراطية الاختيار .
 
كاذب من ادعى ان الشعب قد اختار ، وهل يختار شعب حتفه ..! ، كاذب من أدعى شرف أو نزاهة أو حرية في الاختيار ، فباطل كل ما يـُبنى على اعمدة  من جهل واستقطاب  وترويع من اله في خصومة دائمة معنا .
 
حتى الآن لم يأخذ الشعب صدارة القرار ليصنع  غده الأجمل ، رغم انه الفارس الوحيد للحدث والتاريخ ، حتى الآن لازال الشعب يترنح أثر تعاطي جرعات  مكثفة من وهم ، مازال مرتبكا  أثر صدمة  تشكيكه في انسانية علاقاته اللطيفة  وايمانه البسيط  ليستبدله خوفا  بكل مستجد تطرحه  تعاليم الذئاب الخاطفة ،وبينما تنفجر كارثة الانحدار الى كل ما هو مخز- يقترب الشارع حثيثا من اتضاح الرؤى ،مرتطما مع  حلمه ، قلبه ، نزفه ، مع واقعه المشوب بالقمع ومستقبله المزين بالاضمحلال ، إذ افلح القادة قصدا بالإسهام في اتساع دائرة الفوضى وازدراء الشعب والاستخفاف بشكواه ، ما افرز تباعا  حالة من التبجح  واعلاء روح الانتقام ، الشارع المخذول أصبح  الآن مهيأ للانقضاض العارم على قاتليه ،فما ابشع من ثورة  الموتى والجوعى والمزدرى بهم ، ثورة سحق الجهالة و فكرها الوثني القبيح ،ويل لكم ايها الادعياء من غضب اشد ضراوة  يجول بلا هوادة أو تفكير ،ويل لكم ايها الطغاة  من ثورة لا تسمع غير صراخها  ولا ترى غير جروحها، ويل لكم من ثورة شعب ليس لديه ما يفقده  او يخشاه او حتى  يتأنى من أجله ، ثورة عارية  ستحل ،لن ترحم  ولن تخضع لغير روحها ولن تقبل بغير شموخها و اشراق غدها  الجديد ..! 
 
*الشعب الذي لم يختار لن يتنازل عن حريته  مقدما كل وأثمن ما لديه ..يبقى الوقت الرهان الوحيد ..!
لن ينته بعد ..

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter