طارق الشناوي
قالت حلا شيحة على صفحتها عن فيلم (مش أنا)، (مش أنا)، ونشرت صورة لها مع غطاء للرأس، وتركت الباب بعد زواجها من معز مسعود مفتوحا لكل الاحتمالات، هل هو فقط اعتراض على الفيلم أم على الفن، أم على احتلال بطل الفيلم تامر حسنى كل الأفيش، وكل الشاشة.
شاهدت الفيلم قبل ساعات، بعد أن تناثرت الأخبار عن تحقيقه أرقاما غير مسبوقة، بعد إعادة فتح دور العرض فى ظل الجائحة، إيرادات قالوا إنها تجاوزت الجمعة الماضية فقط حاجز 2 مليون، بينما لديكم مثلا فيلم (الشنطة) حقق فى نفس اليوم 203 جنيهات بالتمام والكمال، الأرقام فى الأسبوع الأول تعبير مباشر عن قدرة النجم التسويقية، مع مراعاة أن كل شركات الإنتاج تبالغ فى الرقم، بينما غرفة صناعة السينما، وهى الجهة المنوط بها إعلان حقيقة ما يُسفر عنه شباك التذاكر، لم تعد تمارس تلك المسؤولية، مكتفية بالصمت والنوم الهادئ الناعس.
الفيلم أول إخراج لسارة وفيق، ومن تأليف تامر حسنى ومن إنتاج شقيقه حسام حسنى وتلمح أيضا اسم تامر مرسى بين فريق الإنتاج.
تامر حسنى حقق تراكما نوعيا فى السينما، وهو تاريخيا المطرب الثانى بعد عبدالحليم الذى استطاع مواصلة مشواره، كل من بدأوا السينما بعد حليم توقفوا فى منتصف الطريق، وكان آخرهم محمد فؤاد، بعد أن تناقصت الإيرادات التى تحققها أفلامه، وصل للذروة فى (إسماعيلية رايح جاى)، ولكنهم أصابوه فى مقتل عندما اعتبرت شركات الإنتاج أن شباك تذاكر (إسماعيلية) يعبر عن جاذبية محمد هنيدى، رغم أن اسمه جاء رابعا على (الأفيش) بعد فؤاد وحنان ترك وخالد النبوى، وتراجعوا تدريجيا عن المراهنة على فؤاد، رغم محاولاته فى البقاء، لكنه كان قد بدأ مرحلة (الزحليقة)، وهذا التوصيف صاحب براءة اختراعه الفنان الكبير الراحل حسن حسنى.
تامر حسنى لديه قاعدة جماهيرية ضخمة مصريا وعربيا، وتتيح له دور العرض الخليجية إحداث فارق فى الرقم الذى يحققه، لأنه دخل الساحة السينمائية وهو متألق غنائيا، كما أنه بذكاء أدخل مشهدا فى الأحداث تم تصويره بالمملكة العربية السعودية، أظنه أيضا سيلعب دورا إيجابيا فى معادلة الإيرادات الخارجية.
نتوقف أمام تصريح حلا شيحة التى لاتزال فى مرحلة النقاهة والتعافى من حالة التزمت التى أبعدتها عن ممارسة الفن، عندما اختلط عليها الأمر بين ما هو دينى وما هو أخلاقى وما هو فنى، وفى تلك المساحة الشائكة عاشت سنوات العزلة والابتعاد الذى وصل لمرحلة التحريم، ثم عادت قبل عامين، ووقتها كتبت أن الفنان لا يتحرك من خلال (زرار) للتشغيل وآخر الإيقاف، والأمر يحتاج إلى مرحلة إعداد نفسية وجسدية، الخريطة فى بداية الألفية الثالثة التى كانت توضع فيها حلا نجمة فى الدائرة الثلاثية مع منى زكى وحنان ترك تغيرت تماما، كما أن داخل وجدان حلا ثمة تغيير عميق أحدثه طول الغياب، وتستطيع أن تلاحظ عدد التعديلات التى أجرتها على وجهها الجميل (خلقة ربنا)، إلا أنها بسبب التوتر الذى تعيشه، تركته لمن يعبث به.
هى قالت (مش أنا) للفيلم فقط أم للفن، الإجابة غير محددة؟، بينما تامر حسنى قال (أنا ونص)، الشريط يستحق مساحة أخرى!!
نقلا عن المصرى اليوم