حمدى رزق
أخطر ما كشفت عنه أزمة سد النهضة، يلخصه طيب الذكر غسان كنفانى، يقول «سيأتى يوم على هذه الأمة وتصبح الخيانة وجهة نظر»..
ومن مقولات صاحب العبقريات طيب الذكر عباس محمود العقاد «أولئك الخوان يعملون ما يتمنى أن يعمله الصهيونيون».
ومن يستبطن مقولة الإخوانى سيئ الذكر «سيد قطب» والتى نصها «ما الوطن إلا حفنة من تراب عفن»، تلخص طريقة تعامل هذا التنظيم الإرهابى مع الفكرة الوطنية على المفارق الوطنية.
من المؤلم، كما يقول السير الإنجليزى «جون هارينجتون»: «إن الخيانة التى تنجح لا يجرؤ أحد على تسميتها خيانة»!!.
تعريفا الإخوانى خائِن بطبعه، بالسليقة، مفطور على الخيانة، ومنها اشتق صفته، فخان يخون خوان واشتقاقا فهم إخوان خائنون، هؤلاء وتابعوهم، والمؤلفة قلوبهم الذين صدعونا بفيديوهات العار، ورسموا أنفسهم خبراء سدود، وهم لا يفكون الخط، سد ياخويا انت وهوه سد..
سواقط القيد الوطنى يتساقطون تباعا، ومعروفون بالاسم، بالإثم، الفرز الوطنى مستوجب، الخروج على الخط الوطنى مكايدة أو أجندة، هى خيانة وطنية، الاحتشاد حول العلم من موجبات ومسوغات الوطنية، إذا لم تقف فى المكان الصحيح فى التوقيت العصيب، فأنت تخون نفسك وبيتك ووطنك، وويل للخائنين.
أكتب هذا المكتوب وأطالع بيان الطائفة الإنجيلية، إلى مجلس الكنائس العالمى ومجلس كنائس أمريكا ورابطة الكنائس الإنجيلية فى العالم ومجلس كنائس الشرق الأوسط، وقادة كبريات الكنائس الأمريكية والأوروبية، ومنظمات المجتمع المدنى لدعم مصر فى موقفها التاريخى والعادل للدفاع عن مواردها المائية.. وراجع وطنيا موقف الكنيسة الأرثوذكسية الوطنية بقيادة بابا مصر البابا تواضروس الثانى الذى يصلى فى حب الوطن، وبيان الأزهر الشريف وإمامه الطيب الذى نفر دفاعا عن الحقوق المائية السليبة، مصر تعمها الصلوات والقداسات والأدعية والأذكار، واستدعاء آيات البشرى والاستبشار، ونصر قريب.
راجع خشية الطيبين فى حارات المحروسة، أدعية فى صلاة الفجر مسموعة صاعدة من الأرض إلى السماء فى عمود نور، مصر محروسة ومذكورة فى القرآن والإنجيل، مبارك شعبى مصر.
لم يسمعوا يوما رائعة طيب الذكر حافظ إبراهيم «مصر تتحدث عن نفسها» ولم يحصلوا الأبيات الأخيرة «نحن نجتاز موقفا تعثر الآراء فيه/ وعـثرة الـرأى تُـردى. فقفوا فيه وقفة حزم/ وارسـوا جانبيـه بعزمة المسـتعد».
الموقف يستدعى المقارنة لتبين موقف جماعة الإخوان فى المفارق الوطنية، ما صدر عنهم مثل فحيح الأفاعى السامة، يبخون سما فى آنية الوطن، يسممون الأجواء، مغتبطون فى مصائب المصريين، ويشمتون، ومنية أعينهم يرون مصيبة «ويشبعوا فيها لطم».
جبلوا على الخيانة، ويعيشون معنا على غش، ويبتسمون فى الوجه ويطعنون فى الظهر، «فى الوش مراية وفى القفا سلاية»!. ليس بمستغرب منهم وأئمتهم صلوا صلاة الشكر لهزيمة ٦٧، وطفقوا يتحدثون بفخر عن صلاة الخيانة، ويبررون ويفسرون الخيانة، والخيانة لا تفسر إلا بالخيانة، خائنون وخَانَة وخَوَنة وخُوّان ملعونون فى كل كتاب حتى كتاب القراءة الرشيدة.
المقارنة على المفرق فاضحة، وطنيون مقابل خونة، جنود مجندة مقابل عملاء وجواسيس، اصطفاف شعب فى مقابل طابور خامس، تفضحهم صفحاتهم ومقالاتهم وتغريداتهم وتويتاتهم، ضبطوا متلبسين بالجرم المشهود، وعليهم شهود.
نقلا عن المصرى اليوم