الأقباط متحدون - خبرة الخطية
أخر تحديث ١٤:٥٠ | الثلاثاء ٢١ اغسطس ٢٠١٢ | ١٥ مسرى ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٥٩ السنة السابعة
إغلاق تصغير

خبرة الخطية


 بقلم: الإكليريكى نادى شحاته

 
طفل يبلغ من العمر شهور معدودة يجلس دائماً فى احضان والديه يرى كل الأشياء جديدة وغريبة ولا يدركها 
يريد أن يمشى مثل والديه , يريد ان يلمس الأشياء ويفهمها 
وتمر الأيام ويحبوا فيلمس الأشياء ويدرك ملمسها 
وذات مرة بينما كان يحبوا وجد شئ يلمع فاستهواه المنظر فصار فى اتجاهه حتى وصل إليه و كان هذا الشئ براق جداً يلمع فى عينيه فاراد ان يعرف طبيعته فحاول ان يمسكه.
 
لن اكمل لك عزيزى القارئ ماذا حدث للطفل عندما أمسك بيديه لهيب الشمعة .
نعم فقد كانت شمعة مشتعلة ولكن الطفل لم يدرك هذا إلا بالتجربة ولذلك فقد تعلم الطفل درس لا ينسى. وهذه هى الخبرة !!!
 فالخبرة هى نتاج افعال يتعلم منها الإنسان ما يضره وما ينفعه
والخبرة هى درس عملى ولكنه قاس يطبع داخل الإنسان بكلمات محفورة لا تُمحى أبداً
والخبرة أيضاً هى تجربة ما أسوء لفهم قيمة ما أجود ولذلك فهناك قول يقول ( لولا عكس  المعنى ما كان للمعنى معنى ) فلولا وجود الظلام ما كنا ادركنا قيمة وجمال النور
 
وهكذا فالخطية خبرة مريرة يدرك فيها الإنسان قيمة وجمال البر والقداسة
فالخطية كانت نتيجة فعل نتج عن اختيار خاطئ حباً فى المعرفة وتجربة ما هو ممنوع ومحظور.
وكان من المفروض ان يدرك الإنسان مرارتها ويعود فتظل الخطية مجرد خبرة سابقة عرف منها الإنسان قيمة البر
ولكنها تجاوزت حدود الخبرة وصارت برمجة داخل الإنسان يتبرمج بها  كل مولود جديد . فأصبحنا فى عالم برمجته السائدة هى الخطية
ورغم ادراك الإنسان لخطورة الخطية ولكنه يفعلها لأنها صارت عادات يفعلها كل يوم دون حتى ان يدرى
ولكن ما الحل أذن ؟
هل ستظل الخطية هى البرمجة التى تمتلكنا ؟
هل سنظل نسلك فى طريق الموت وكأننا مغيبين ؟
ولكن لا تقلق فالرب يضع امامنا حل رائع فى سفر التثنية حين يقول (قد جعلت قدامك الحياة والموت.البركة واللعنة.فاختر الحياة لكي تحيا انت ونسلك )(تث 30 : 19 )
 
فالموضوع كله بأيدينا فنحن من سيختار الحياة أو الموت ولكن الرب يريد لنا الحياة 
أذن فالخطوة الأولى لتغير برمجة الخطية هى ان نختار تغييرها
ولكن هذا الاختيار صعب لا يمكن أن تختاره ألا أن ادركت خطورتها ونتيجتها وأليك تمرين يساعدك على ذلك :
عليك فقط أن تجلس فى غرفة بمفردك وتسترخى جيداً والأن اغمض عيناك وتخيل معى مصيرك ان ظللت تفعل الخطية تخيل معى وجهك عندما تقف امام الديان العادل وتخيل ايضاً ما قد يحدث على الأرض نتيجة الخطية واترك عقلك يأتى لك بالصور 
وعندها ستقرر ان تغير برمجة الخطية 
 
أما الخطوة الثانية هى استبدال برمجة الخطية ببرمجة البر
فالإنسان لا يمكن ان يعييش بدون برمجة وبدون عادات فأغلب ما يفعله الإنسان كل يوم هى عادات اعتاد عليها ولذلك ينصح علماء التنمية البشرية عند التخلى عن العادات السيئة باستبدالها بعادات جيدة
فعليك ان تستبدل الكذب بالصدق والغش بالأمانة والكره بالمحبة 
اعمل كل اعمالك بوعى ولا تجعل ما اعتدت عليه يقودك
ركز فى الخطوة الأولى فقد تقودك إلى عادة سيئة جديدة
لا تستهن بالصغائر لأنها ستكبر وقد تكون برمجة جديدة
راقب افكارك جيداً لأنها ستصبح افعال وتكرار الأفعال يكون العادة
 
ولكننى لا استطيع ان اضمن لك نتيجة كل ذلك أن لم تدعمه بالصلاة فالعمل شاق والخطية هى موت ولا يستطيع الميت ان يقيم نفسه فعلينا أن نقف كل يوم أمام من أقام ليعازر من الموت ليقيمنا من برمجة الخطية والموت وعندما نتذوق البر تصبح الخطية مجرد خبرة سابقة مريرة ادركنا من خلالها قيمة وجمال وروعة البر والقداسة فننطق مع القديس اغسطينوس ونقول (مباركة هي خطية آدم التي جلبت لجنسنا كل هذا الخير وكل هذه النعم والبركات)

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع